«الإسلاموفوبيا».. تحد للأوروبيين مع تصاعد هجمات «الذئاب المنفردة»

  • 11/12/2020
  • 02:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

تساءلت صحيفة «كريستيان ساينس مونيتور» الأمريكية عما إذا كان بوسع أوروبا كبح حالة الإسلاموفوبيا في ظل تصاعد هجمات «الذئاب المنفردة».وبحسب تقرير، تضمن وجهات نظر عدة حول هذا الموضوع، فإن الخبراء يرون أن النجاح في الرد على الهجمات المميتة التي شهدتها أوروبا مؤخرًا، دون إثارة رد فعل مجتمعي سلبي يعكس حالة الرهاب من الإسلام، يمكن أن يتحقق من خلال التوازن بين الأمن والتواصل المسؤول. الإرهاب والدينوأشار إلى أن هذا الفصل بين الإرهاب والدين هو شعور ميّز رد فعل المجتمع النمساوي حيال الهجوم الأخير الذي وقع في البلاد، وتابع التقرير: في الوقت نفسه، أشار المستشار سيباستيان كورتس في البداية إلى أن إطلاق النار لا ينبغي أن يُنظر إليه على أنه قتال بين المسيحيين والمسلمين، أو بين النمساويين والمهاجرين، قبل أن يتخذ في وقت لاحق نبرة أكثر إثارة للانقسام.وأردف: لكن في فرنسا، فإن الهجوم بالسكاكين الذي وقع في نيس، وعملية الذبح التي وقعت في باريس، لم يظهرا مثل هذا الخيط الرفيع، حيث أثار الرئيس إيمانويل ماكرون الجدل عندما أدلى بتصريحات في وقت سابق من الشهر الماضي مفادها أن «الإسلام دين في أزمة في جميع أنحاء العالم اليوم»، وحدد خططًا لمواجهة ما سمّاه «الانفصالية الإسلامية».وبحسب التقرير، يقول الخبراء: إن الهجمات الإرهابية في أوروبا يرتكبها أفراد متطرفون بشكل متزايد، أكثر من كونها منظمة ومدعومة من قبل شبكات مثل «داعش»، وأردف: هذا يعني أن المجتمعات المسلمة أكثر عُرضة للتمييز حيث يندفع السياسيون والمجتمع الأكبر لإدانة الهجمات الإرهابية ومرتكبيها.ونقل التقرير عن دانييلا بيسويو، الباحثة في مجال التطرف بجامعة فيينا، قولها: إن محاربة «الإرهاب الإسلامي» مصطلح كارثي، انزلاق الناس فجأة إلى الحديث عن الإسلام يمثل منحدرًا زلقًا للغاية.. لا أعتقد أن الهجوم الإرهابي يمكن أن يقسم المجتمعات، لكن السياسة يمكن أن تفعل ذلك.طرق التطرفونقل التقرير عن فيونا دي لوندراس، رئيسة الدراسات القانونية العالمية بجامعة برمنغهام في إنجلترا، قولها: إن الأسباب التي قد تدفع الفرد إلى ارتكاب أعمال عنف معقدة بشكل لا يصدق، ولا توجد طرق واضحة للتطرف.هناك الكثير من الافتراضات في السياسة - الحديث لا يزال لفيونا دي لوندراس - مثال واحد على ذلك هو الفقر، لكننا لسنا متأكدين تمامًا من أن هذا هو الحال، عوامل الدفع والجذب ترتبط بالسياق.ومضى التقرير يقول: رغم ذلك، فما هو واضح هو أن الأعمال يرتكبها بشكل متزايد «ذئاب منفردة»، مما يجعل من الصعب للغاية اكتشافها وتعقبها، وأردف: على سبيل المثال، الشاب الذي يقف وراء قطع الرأس في باريس، والذي كان من أصل شيشاني وقضى معظم حياته الصغيرة في فرنسا، لم يكن معروفًا من قبل للسلطات.. وهو نفس الحال بالنسبة للرجل التونسي الذي تقول السلطات «إنه قتل 3 مصلين في كنيسة في نيس الأسبوع الماضي».ونقل التقرير عن ستيف هيويت، المحاضر في الأمن والاستخبارات في جامعة برمنغهام، قوله: من المستحيل إيقاف الهجمات التي يقوم بها شخص واحد أو منع الحصول على أسلحة نارية أو أشياء تستخدم بشكل يومي مثل السيارة أو السكاكين.التسلل والشقوقونقل التقرير عن دانييلا بيسويو، قولها: حتى عندما يكون الجناة معروفين للسلطات، يظل بإمكانهم التسلل عبر الشقوق، كان مطلق النار في فيينا بالسجن، وكان ينبغي تعقبه بعد إطلاق سراحه، لكنهم لم يفعلوا، المشكلة هي أننا لا نملك بالفعل برنامجًا للعلاج من التطرف.وأشارت بيسويو إلى أن أي برنامج جيد في هذا الصدد يجب أن يشمل العديد من المؤسسات والجوانب من التعليم إلى الدعم النفسي وبرامج التوظيف، مضيفة: «يجب أن يكون لدى الرجل وظيفة، وأنه لن يعود إلى رفاقه أو مجتمعه».وواصل التقرير: يضيف صعود اليمين المتطرف في السياسة الأوروبية عنصرًا جديدًا سامًا في كثير من الأحيان إلى النقاش حول الهجمات الإرهابية، ويمكن أن تؤدي أيديولوجية اليمين المتطرف إلى تأجيج الإسلاموفوبيا، الأمر الذي يخاطر بإثارة رد فعل مجتمعي أوسع ضد سكان أوروبا الذين يزيد عددهم على 26 مليون مسلم.ونقل التقرير عن الدكتور هيويت من جامعة برمنجهام، قوله: إن هذا يمكن أن يغذي العزلة داخل المجتمع المسلم، والذي بدوره يمكن أن يؤدي إلى تطرف هؤلاء الأعضاء.وتابع هيويت بقوله: لا يمكنني أيضًا أن أتساءل عما إذا كان الأمر يتعلق بالسياسة، يواجه الرئيس الفرنسي ماكرون إعادة انتخابه في عام 2022 وضغطًا متزايدًا من أقصى اليمين المتطرف، إن تعليقاته حول إصلاح الإسلام تهدف على الأرجح إلى جذب هذا الجانب، لكنها أيضًا تؤدي إلى تفاقم الانقسامات، مما يجعل الأمور أسوأ بكثير على المدى الطويل.الأسباب الجذريةونقل التقرير عن الدكتورة دي لوندراس، قولها: قد يشعر السياسيون أنه من الضروري توجيه خطورة الهجوم العنيف، لكن يجب عليهم أيضًا التأكد من عدم وجود شيء مثير للحروق، هناك توازن يجب تحقيقه.. يمكن القول إن لدى الرئيس ماكرون ميلًا للرد بطريقة لا تعكس الأسباب الجذرية للانقسامات في فرنسا.وبحسب تقرير الصحيفة الأمريكية، يعتقد الخبراء أن على فرنسا والدول الأوروبية الأخرى تجنب تكرار برنامج المملكة المتحدة المثير للجدل الخاص بمنع التطرف الذي تم تقديمه في 2003، والذي أدى إلى استهداف المسلمين البريطانيين وعزلهم.ونوّه إلى أن البرنامج وضع مسؤولية على جميع أنواع المؤسسات، مثل المدارس، والصحة، وما إلى ذلك، للإبلاغ عن أولئك الذين يشتبه في أنهم متطرفون للسلطات.وتابع تقرير الصحيفة الأمريكية: يقول الخبراء إنه إذا استمرت هجمات الذئاب المنفردة ولم يستوعب المجتمع بشكل أفضل كيفية التحدث عنها، فإن رد الفعل العنيف ضد المجتمعات المسلمة في المملكة المتحدة وفرنسا قد يتفاقم.ونقل عن لمياء قدور، الباحثة في الدراسات الإسلامية والمعلمة التي أدخلت التربية الإسلامية في المدارس الحكومية الألمانية، قولها: المجتمع ككل لديه قدر معيّن من المسؤولية، لكنها ليست المسؤولية الرئيسية، وليست المسؤولية الأولى أيضًا، ولكن لها تأثيرًا على العملية، إذا كنت شابًا يتم دفعي باستمرار إلى الزاوية، لأن نمط حياتي ليس ألمانيا بما فيه الكفاية أو لا يعتبر طبيعيًا، فإن هذا يعزز التطرف.

مشاركة :