أعلنت النيابة العامة في السودان، العثور على مقابر جماعية، ترجح البيانات أنها تضم جثامين لأشخاص مفقودين تم قتلهم ودفنهم بصورة «تتنافى مع الكرامة الإنسانية»، على حد وصف بيان النيابة الذي لم يكشف بعد عن مواقع المقابر.وعقب أحداث فض الاعتصام الشهير أمام مقر قيادة الجيش السوداني، بالعاصمة الخرطوم، في مطلع يونيو (حزيران) 2019، التي راح ضحيتها العشرات من القتلى والجرحى، رصد فقدان العشرات، عثر على بعضهم أحياء، وجثث آخرين في المشارح، ولا يزال مصير أعداد منهم مجهولا.وتداولت وسائط التواصل الاجتماعي، حينها شهادات لشهود عيان، عن مقتل العشرات في ساحة الاعتصام وإلقاء جثثهم في النيل. وكان النائب العام، تاج السر الحبر، شكل لجنة للتحقيق في الاختفاء والفقدان القسري للأشخاص، منذ اندلاع الاحتجاجات الشعبية ضد الرئيس المعزول، عمر البشير، وحتى سقوطه في أبريل (نيسان) العام الماضي.وقالت اللجنة في بيان إنها ستشرع في استكمال إجراءات نبش الجثامين وإعادة التشريح، بعد أن حرزت موقع المقابر الجماعية، ووضعت الحراسة اللازمة، لمنع الاقتراب من المنطقة، واتخاذ الجهات المختصة الإجراءات اللازمة كافة.وأكدت استمرار التحقيقات في اختفاء وفقدان الأشخاص قسريا منذ أحداث ثورة ديسمبر (كانون الأول) 2018، وإلى أبريل (نيسان) العام الماضي، لتثبيت مبدأ عدم الإفلات من العقاب، وناشدت أسر المفقودين للتعاون مع اللجنة لاستكمال التحريات.وأوضح البيان أن اللجنة تفقدت كل المشارح بالمستشفيات، وأجرت التحريات والتحقيقات مع إدارتها، كما باشرت اختصاصاتها للحصول على البصمة الوراثية لمعرفة سبب الوفاة والأسباب التي أدت إلى عمليات الدفن الجماعي.وكانت هيئة الطب العدلي بوزارة الصحة بالخرطوم، كشفت في أكتوبر (تشرين الأول) عن وجود 800 جثة بالمشارح منذ فض الاعتصام.ونشطت عقب فض الاعتصام مبادرات مجتمعية على مواقع التواصل الاجتماعي، لمعرفة أعداد المفقودين ومصيرهم، بعد تزايد البلاغات في أقسام الشرطة من أعداد كبيرة لأسرهم.وقدرت أعداد المفقودين بأكثر من 100 في آخر الإحصائيات التي دونت في محاضر أقسام الشرطة بالعاصمة الخرطوم، عثر على 70 منهم في المشارح.وإبان الاحتجاجات ضد النظام المعزول، قتل العشرات بالذخيرة الحية، واعتقل الآلاف، وشهدت تلك الفترة اختفاءات قسرية لأعداد كبيرة من المحتجين.ويواجه البشير وقادة حزب المؤتمر الوطني (المنحل) اتهامات بقتل المتظاهرين والاشتراك الجنائي في كل الانتهاكات التي حدثت فترة حكمه منذ مجيئه إلى السلطة بانقلاب عسكري في يونيو 1989.وعثرت السلطات السودانية في يوليو (تموز) الماضي على مقابر جماعية تضم رفات 28 ضابطا في الجيش السوداني، أعدموا رميا بالرصاص من قبل نظام الجبهة الإسلامية.كما عثرت النيابة أيضا في مقابر جماعية على رفات مجندي الخدمة العسكرية الإجبارية، قتلوا بالرصاص أثناء محاولة فرارهم من المعسكر بعد رفض تفويجهم للقتال في جنوب السودان، وقطعت تحريات النيابة شوطا كبيرا في هذه القضية وينتظر أن تكشف المسؤولين عنها.
مشاركة :