أعلن بنك الكويت الدولي «KIB» تحقيقه إيرادات تشغيلية بلغت 49.4 مليون دينار تقريباً خلال الأشهر التسعة المنتهية من عام 2020، وجاءت هذه النتائج على الرغم من الظروف الراهنة في القطاع الاقتصادي واستمرار تداعيات جائحة فيروس كورونا (كوفيد-19). وقال رئيس مجلس إدارة البنك الشيخ محمد الجراح، في تصريح صحافي أمس، إن النتائج أظهرت نمو أصول «KIB» بـنحو 253 مليون دينار وبنسبة 10 في المئة وصولاً إلى 2.68 مليار مقارنة بـنحو 2.43 مليار كما في 30 سبتمبر 2019، وجاءت هذه الزيادة نتيجة نمو حجم محفظة التمويل بنحو 255 مليون دينار وصولاً إلى 2.00 مليار مقارنة مع 1.75 مليار في نهاية الفترة ذاتها من العام الماضي محققة بذلك نمواً بنسبة 15 في المئة إضافة إلى نمو حجم محفظة الاستثمارات (الصكوك ذات الجودة العالية) بنحو 57 مليون دينار. وأضاف الجراح، أنه من جانب آخر، نمت حسابات المودعين بنحو 200 مليون دينار وبنسبة 15 في المئة وصولاً إلى 1.58 مليار مقارنة بنحو 1.38 مليار في نهاية الفترة ذاتها من العام الماضي، في حين بلغت حقوق الملكية العائدة لمساهمي البنك 262 مليوناً. وأوضح أنه على الرغم من التحديات الاقتصادية والمالية التي نشهدها منذ بداية العام الحالي، «فإننا استطعنا بفضل من الله ثم جهود موظفينا وثقة عملائنا ومساهمينا الاستمرار في أداء مسؤولياتنا والتعامل باحترافية مع تقديم خدماتنا المصرفية على أكمل وجه، مما ساعدنا في تحقيق النتائج المالية خلال الربع الثالث من هذا العام وشجعنا على مواصلة السعي نحو تحقيق النتائج والأداء بشكل أفضل». وأكد في الوقت ذاته أن «KIB» يتبع سياسات تحوطية حصيفة لإدارة المخاطر، وأنه مازال يسعى نحو تحقيق نمو في مؤشراته المالية بما في ذلك رأس المال خلال الربع الثالث من عام 2020، إلى جانب تفاؤله بتحسن المركز المالي للبنك بالتزامن مع بدء استئناف تحصيل أقساط كل من التمويلات الاستهلاكية والإسكانية والبطاقات الائتمانية التي كانت قد توقفت قبل ستة أشهر بسبب أزمة فيروس كورونا. وتابع «أملنا وثقتنا كبيرة بالقيادة الكويتية الجديدة بقيادة سمو أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد وسمو ولي عهده الأمين الشيخ مشعل الأحمد حفظهما الله ورعاهما وأعانهما على إكمال مسيرة التطوّر والتنمية في البلاد. تصنيف «+A» ونظرة مستقبلية مستقرة وقال الجراح، إن وكالة التصنيف العالمية «فيتش» قامت بتثبيت التصنيف الائتماني طويل الأجل (Long-term IDR) للبنك عند «+A» كذلك تثبيت القدرة الذاتية (VR) للبنك عند «-bb» مع نظرة مستقبلية «مستقرة»، وفقاً لتقريرها الصادر بتاريخ 14 سبتمبر 2020، مما يعكس متانة مركزه المالي،وكذلك استراتيجية النمو السليمة التي يتبعها. ولفت إلى ما أورده تقرير «فيتش» من أن النظرة المستقبلية المستقرة لـ «KIB» تعكس النظرة المستقبلية للتصنيف الائتماني السيادي لدولة الكويت. وأشار إلى أن مخاطر السيولة لدى «KIB» مازالت تحت السيطرة، بفضل إدارة البنك المؤهلة، التي تتمتع بخبرة مصرفية محلية، إلى جانب الأهداف الاستراتيجية التي وضعها البنك والتي أثبتت أنها متجهة نحو النمو المحلي. استقرار مختلف المؤشرات من جانبه، قال نائب رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي في البنك، رائد بوخمسين: «لقد سجل «KIB» خلال الربع الثالث من عام 2020 نمواً ملحوظاً في مركزه المالي، إذ ارتفع إجمالي الأصول بنسبة 10 في المئة مقارنة في 30 سبتمبر 2019 وصولاً إلى 2.68 مليار دينار في نهاية الربع الثالث من هذا العام، من جهة أخرى، ارتفعت الإيرادات التشغيلية للربع الثالث من عام 2020 بنسبة 20 في المئة مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي، كما أن نسب التوزيعات على حسابات المودعين سجلت عوائد سنوية جيدة بنهاية الربع الثالث من هذا العام، وتم إيداع الأرباح في حسابات السادة المودعين فور إعلان النتائج المالية. وأضاف بوخمسين أن «KIB» بذل الكثير من الجهود المتفانية في سبيل المحافظة على نمو مؤشراته المالية ومحفظته الاستثمارية بالتالي المحافظة على رأسماله، إذ واصل البنك الإصدارات ذات الجودة العالية تماشياً مع خطط نموه الاستراتيجية التي تمكنه من التغلب على التحديات المختلفة وإدارة المخاطر المحتملة. ولفت إلى حصول «KIB» على موافقات الجهات الرقابية لإصدار صكوك الشريحة الثانية من رأس المال المساند بقيمة لا تتجاوز 300 مليون دولار أو ما يعادلها من العملات الأخرى بهدف تعزيز قاعدة رأسماله، حسب تعليمات بازل 3. وذكر أنه إضافة لذلك، حصل «KIB» أيضاً على موافقة بنك الكويت المركزي وهيئة أسواق المال النهائية لإصدار صكوك بقيمة 750 مليون دولار أو ما يعادلها من العملات الأخرى، ويأتي هذا الإصدار وهو الأول من ضمن برنامج لإصدار صكوك بقيمة لا تتجاوز ملياري دولار أو ما يعادلها من العملات الأخرى. وبين أن هذا الإصدار يهدف بشكل أساسي إلى تعزيز وضع السيولة بشكل عام للبنك وكذلك تنويع مصادر التمويل طويلة الأجل إذ ينعكس ذلك على تعزيز بعض النسب الرقابية المرتبطة بالتعليمات الصادرة عن بنك الكويت المركزي. تحوّل رقمي استراتيجي وقال بوخمسين، إن «KIB» لا يطرح المنتجات والخدمات التي تحقق له الربحية فحسب، بل يسعى دائماً للحفاظ على مستوى خدمة العملاء وكيفية تلبية احتياجاتهم بطرق جديدة ومبتكرة تتسم بأعلى معايير الجودة والتميّز مع مراعاة الأمان والسرية وسهولة الاستخدام مع الحفاظ على ثقتهم وولائهم تجاه البنك. وأكد أن العام الحالي يمثل أهمية خاصة بالنسبة لـ»KIB» إذ «بدأنا في تنفيذ استراتيجية التحوّل الرقمي التي تتماشى مع رؤيتنا في أن نصبح مصرفاً قائماً على الخدمات الرقمية، نسعى من خلالها إلى تلبية احتياجات مجموعة كبيرة من العملاء عبر تزويدهم بحلول مبتكرة وخدمات مصرفية متطورة تتماشى مع التقدّم التكنولوجي الذي يشهده القطاع المالي حول العالم». وأشار إلى أن «KIB» يقوم بإدخال تحسينات على شبكة فروعه وهيكل التشغيل من خلال تزويد الفروع الجديدة بمفاهيم متقدمة وتصميمات فريدة من نوعها، من أجل تقديم الخدمات المصرفية لعملائه بطريقة أكثر تقدماً من الناحية التكنولوجية، علاوة على ذلك، يقوم البنك بتنفيذ استراتيجيات تطوير جديدة تتعلق بالموارد البشرية من خلال توظيف مواهب محلية عالية الكفاءة وتقديم دورات تدريب مكثفة للموظفين من أجل اكتساب المهارات التي تساهم في نمو البنك. وأوضح أن «KIB» قام خلال السنوات الأخيرة بخطوات مهمة على مستوى خدمة العملاء بطريقة تناسب أسلوب حياتهم العصري مما يضمن لهم تجربة مصرفية سهلة ومريحة، إذ أطلق العديد من الخدمات المصرفية الإلكترونية المتطورة إلى جانب تطوير تطبيقه للهواتف الذكية وإعادة إطلاق منصة موقعه الإلكتروني بحلّة جديدة كلياً مما أثمر تميزه على مستوى البنوك الإسلامية محلياً وإقليمياً. وأوضح بوخمسين أن هذه الاستراتيجية تقترن أيضاً مع توجه البنك إلى إعادة هيكلة شبكة فروعه وطريقة عملها من خلال توزيع مواقع الفروع الحالية لتغطي أكبر عدد ممكن من الأماكن الاستراتيجية التي يسهل الوصول إليها من قبل العملاء مثل المناطق السكنية والمجمعات التجارية، والتي كان آخرها فرع مجمع اي مول وفرع مجمع 89. دعم رواد الأعمال وقال بوخمسين أيضاً، إن «KIB» مستمر في دعم الشركات المتضررة من تداعيات أزمة كورونا، وفقاً للشروط التي أقرها بنك الكويت المركزي كجزء من حزمة الحوافز، مما يدعم البيئة التشغيلية المحلية. إشادة وتفاؤل وأشاد بسجل «KIB» الحافل بالجوائز والتقديرات التي حصدها خلال السنوات الأخيرة من مؤسسات إقليمية وعالمية مرموقة وموثوق بها في السوق المالي والقطاع المصرفي، مما يجعلنا نشعر بالتفاؤل ويعزز سمعة ومكانة البنك على المستوى المحلي والإقليمي. وأضاف أن آخر هذه الجوائز كان على سبيل المثال لا الحصر حصول «KIB» على جائزتين من فئة «صفقات العام» والتي تنظمها مجلة إسلاميك فاينانس نيوز (IFN)، وهما جائزة «صفقة العام لقطر للعام 2019» وجائزة «الصفقة التنظيمية للعام 2019»، وذلك عن مشاركته كمدير رئيسي مشترك وحافظ سجلات مشترك للصكوك التي أصدرها بنك قطر الدولي الإسلامي بقيمة 300 مليون دولار ضمن الشريحة الأولى الإضافية لرأس المال إذ يعتبر هذا الإصدار الأول من نوعه في دولة قطر. ولفت إلى فوز «KIB» أيضاً بجوائز The Asset Triple A للتمويل الإسلامي التي تمنحها مجلة «ذا أسيت»، الرائدة في المجال المالي في آسيا والمحيط الهادئ، وهما: جائزة «أفضل صكوك رأسمال مصرفية في الكويت» لإصداره صكوكاً بقيمة 300 مليون دولار ضمن الشريحة الأولى الإضافية لرأس المال حسب معيار كفاية رأس المال (بازل 3). وأكد بوخمسين بأن هاتين الجائزتين شهادة على مكانة «KIB» الرائدة وجهوده المتواصلة التي يبذلها في سبيل التفاعل مع الأسواق العالمية مما انعكس على تعزيز أسواق رأس المال الإسلامية في الكويت.
مشاركة :