11 نوفمبر 2020/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/ في الكون الواسع، غالبا ما تظهر فجأة انفجارات قصيرة وعنيفة لموجات راديوية، وتستمر فقط بضعة أجزاء من الألف من الثانية، ومع ذلك يمكنها أن تُطلق الطاقة التي تطلقها الشمس طوال اليوم، وهذا ما يسمى الانفجار الراديوي السريع. كيف تحدث هذه الإشعاعات الراديوية إذن؟ تنقسم الدراسات النظرية السابقة أساسا إلى نوعين: يعتقد أحدهما أن هذه الدفقات الراديوية بالملي ثانية تأتي من تصادم الجسيمات فيما بينها، بينما يعتقد الرأي الآخر أنها تتولد عن جسيمات تنتقل عبر مجال مغناطيسي قوي. قبل أيام قليلة، وبمساعدة أحدث الملاحظات من التلسكوب الراديوي الكروي الذي يبلغ طول عدسة قطره 500 متر والمعروف باسم "عين السماء الصينية" أو "فاست" "FAST"، حقق العلماء الصينيون سلسلة من الإنجازات الرئيسية في دراسة الاندفاعات الراديوية السريعة. في 29 أكتوبر و4 نوفمبر، تم نشر نتيجتين بحثيتين مرتبطتين في مجلة نيتشر، مما جعل من هذا التلسكوب مرة أخرى محور مجتمع علم الفلك الراديوي. قال هان جينلين كبير الباحثين في المرصد الفلكي الوطني التابع لأكاديمية العلوم الصينية: "لقد أنهت ملاحظات التلسكوب FAST الجدل بشكل مباشر. ومن خلال تحليل إشارات الاستقطاب شديدة الحساسية لـ 11 انفجارا راديويا استخدم الباحثون الصينيون الملاحظات المباشرة لإبطال نظرية تصادم الجسيمات". في أغسطس من هذا العام، استخدم فريق بحثي مشترك يضم الدكتور لين لين من جامعة المعلمين ببكين والدكتور تشانغ تشون فينغ من جامعة بكين، والدكتور وانغ باي من المرصد الفلكي الوطني، تقنية التلسكوب FAST لمراقبة نجم مغناطيسي معروف باسم SRG1935 + 2154 في مجرة درب التبانة يظهر عشرات من انفجارات أشعة جاما. قال لين لين: "مع الحساسية العالية لتلسكوب FAST، لم نكتشف انفجارا راديويا واحدا في أرصاد الموجات الراديوية لدينا. أظهرت النتائج أن الظروف الفيزيائية تكون قاسية للغاية عندما تنفجر الأجسام الكثيفة في الكون في نطاقات مختلفة، بحيث لا تستطيع فوتونات الراديو وأشعة جاما اكتساح الأرض في نفس الوقت". لقد تم الانتهاء من إنشاء تلسكوب FAST في عام 2016. وتعادل مساحة سطحه العاكس حوالي 30 ملعب كرة قدم، مما يوسع بشكل كبير مجال رؤية البشر لنطاق الموجات الراديوية، ليمنح علماء الفلك الراديوي الصينيين أخيرا، الفرصة ليكونوا في طليعة الاستكشاف العلمي. منذ تشغيله الرسمي لمدة 300 يوم أظهر تلسكوب "FAST" قوة علمية مذهلة. حيث تجاوزت خدمة المراقبة له في العام الماضي 5200 ساعة آلية، أي ما يقرب من ثلاثة أضعاف الهدف المتوقع، وتجاوز العدد التراكمي للنجوم النابضة المكتشفة 240 نجما، وتم نشر أكثر من 40 بحثا عالي المستوى بناءً على البيانات التي قدمها. قال وو شيانغ بينغ، مدير لجنة العلوم لتلسكوب FAST والأكاديمي في الأكاديمية الصينية للعلوم: "في عام 1967 اكتشف الناس أول نجم نابض. وحتى بعد 50 عاما، اكتشف الصينيون أول نجم نابض جديد باستخدام تلسكوب لاسلكي خاص بهم وهو تلسكوب FAST. في فترة قصيرة من الزمن، اكتشف هذا التلسكوب أكثر من 240 نجما نابضا، ونتوقع أنه في السنوات الخمس المقبلة، سيصل هذا الرقم إلى ألف نجم، ويمكن العثور على أول نجم نابض لاسلكي خارج مجرة درب التبانة". في فبراير من هذا العام، أطلق فريق تلسكوب "FAST" رسميا " خمسة مشاريع ذات أولوية وكبيرة" اختارتها اللجنة العلمية. حيث بدأ ما يقرب من مائة عالم في استخدام ومعالجة البيانات العلمية التي يقدمها. في أبريل بدأت لجنة تخصيص الوقت في طلب مشاريع التطبيقات المجانية من مجتمع علم الفلك المحلي. وقد تم استلام أكثر من 170 طلبا كما تصل نسبة المستخدمين الخارجيين إلى 95.7 بالمائة. يعتقد وو شيانغ بينغ بأن الصين ستدخل العصر الذهبي لتطور علم الفلك الراديوي في السنوات العشر القادمة. وقال: "في العام المقبل، سيكون تلسكوب FAST متاحا للعالم بأسره"، كما أضاف "يجب علينا استخدام هذه النافذة الثمينة لإجراء اكتشافات علمية كبرى وتقديم مساهمات كبيرة حتى يتمكن البشر من فهم واستكشاف الكون."
مشاركة :