أوغوست رودان.. فنان اقتفت المحنة أثره

  • 11/12/2020
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

لم يكن طريق أوغوست رودان مفروشًا بالورد، وإنما هو واحد من أولئك الذين عانوا على المستويين الفني والشخصي على حد سواء، فهو، على سبيل المثال، أصيب بالمرض منذ الصغر، كما أنه، على المستوى الفني، عانى الكثير من الصعاب. فهو لم يحظ، في بداية طريقه بالدعم والتأييد المنشودين، كما أن كثيرًا من أعماله لاقت رفضًا شديدًا؛ فالرجل آثر الابتعاد عن التقليدية، وصنع نمطًا فنيًا خاصًا به وحده؛ لذا لم تُقابل أعماله بالحفاوة التي تُقابل بها اليوم. وبمناسبة ذكرى ميلاده ووفاته _وُلد ومات في الشهر نفسه_ يعرض موقع «رواد الأعمال» بعض المحطات في سيرة حياة أوغوست رودان؛ وذلك على النحو التالي. اقرأ أيضًا: جون ميلتون.. الباحث عن «الفردوس المفقود»وُلد فرانسوا أوغست رينيه رودان والمعروف باسم “أوغوست رودان” في 12 نوفمبر 1840 في باريس بفرنسا، والده هو جان بابتيست رودان؛ ووالدته ماري سيفر؛ وله أخت أكبر منه اسمها ماريا.عاش أوغوست رودان في عائلة فقيرة؛ لذلك لم يتمكن من دخول المدرسة في طفولته، فقرَّرَ أن يتعلم ذاتيًا، وعندما بلغ سن المراهقة، دخل إلى المدرسة المتوسطة ليدرس الرسم وفن التصوير.بسبب ضعف الرؤية، أصيب أوغوست رودان بضيق شديد في سن مبكرة، فأثناء انتظامه بمدرسة Petite École لم يكن قادرًا على رؤية الأشكال المرسومة على السبورة، وبعد ذلك، كافح لمتابعة دروس معقدة في دورات الرياضيات والعلوم.بعد مغادرته مدرسة Petite École، عمل أوغوست رودان على مدار العشرين عامًا التالية في المجال الفني كنحات وصانع أعمال فنية.في سن 13، طور أوغوست رودان مهارات واضحة كفنان، وسرعان ما بدأ في أخذ دورات فنية رسمية.وفي عام 1857، حاول رودان أن يدخل المدرسة المتميزة للفنون الجميلة أكثر من مرة ورُفِضَ، وأصابه نوعٌ من الاكتئاب وبدأ العمل حِرفيًا ومُزخرفًا فنيًا؛ حيث أبدع في صنع الحجارة المزخرفة وتصميم الزخارف المعمارية.كان لوفاة أخته المأساوي عام 1862 أثرًا عميقًا في نفسه، فترك عمله الفني وانضم إلى الأخوية الكاثوليكية، وهو مكانٌ للطقوس الدينية المقدسة، ليعود إلى الفن بتشجيعٍ من القدِّيس بيتر جوليان إيمار؛ حيث عمل في مجال الديكور والزخرفة، وتعلَّم تحت إشراف أنطوان لويس باري، الذي شجَّعه على الغوص في مختلف نواحي الفن.قدّم أوغوست رودان أوّل أعماله Mask Of Man With The Broken Nose للعرض، لكنَّ العمل قُوبل بالرفض لأنّه يصور وجهَ أحد العمال المعروفين في المنطقة، ويبتعد عن مواصفات الجمال التقليدية.في عام 1876، أنتج أول منحوتة بالحجم الطبيعي بعنوان “عصر البرونز”.من عام 1864 حتى عام 1870 عمل رودان مساعدًا لكاريه بيلوس في تصميم ديكوراتِ السقوف وزخرفة مداخل المنازل، ثم خدم في الجَّيش في فترة حرب فرانكو – بروجان، قبل أن يعود للعمل مع بيلوس في تصميم ديكوراتٍ وزخارفَ للمنازل في بروكسل ببلجيكا.تقدم للمشاركة في أول معرضٍ نظاميٍ له، لكنّ أعماله قُوبلت بالرفض.في عام 1875 زار أوغوست رودان إيطاليا ودُهش من العبقرية الفنية هناك؛ حيث تركت أعمال مايكل أنجلو ودوناتيلو أثرًا عميقًا في نفسه وحرّرته من أسلوب العمل الأكاديمي؛ لينتقل بين جنوا وفلورنسا وروما والنيبال والبندقية قبل أن يعود إلى بروكسل.في عام 1877 عاد أوغوست رودان إلى باريس، وبعد ثلاث سنواتٍ عرض عليه معلمه السابق كاريه بيلوس أن يعمل مصممًا.في عام 1889  عرض أوغوست رودان 36 قطعة مع كلود مونيه في معرض باريس الدولي.حصل أوغوست رودان؛ في عام 1889، على الموافقة لإنجاز نُصبٍ تذكاريٍ لفيكتور هوغو؛ فكان النُّصب بعيدًا عن المعايير التقليدية ومرتبطًا بشخصية الفنان وإلهامه. وفي العام نفسه منحته رابطة كُتَّابِ فرنسا الإِذن لإنجاز نُصبٍ تذكاري للكاتب الفرنسي أونورويه دي بلزاك.في يناير 1917 تزوج أوغوست رودان من رفيقته البالغة من العمر 53 عامًا “روز بيوري”.شَغِلَ أوغوست رودان، في عام 1930، منصب الرئيس المنتخب لاتحاد الرسامين والنحاتين وصانعي النقوش الدولي خلفًا لجيمس أبوت ماكنيل ويسلر إثر وفاته.عانى رودان من الإنفلونزا وتدهورت صحته وتوفي في 17 نوفمبر 1917 داخل منزله في مودن، أحد ضواحي باريس، نتيجةً لاحتقان رئتيه. اقرأ أيضًا: ألبير كامو.. من الوجود إلى العبث إريك كاندل.. عالم الأعصاب الحائز على جائزة نوبل إدوارد تاتوم.. رائد الوراثة الفسيولوجية

مشاركة :