عواصم (الاتحاد، وكالات) تبرأت الخارجية الأميركية من تصريحات رئيس أركان الجيش الأميركي التي دعا فيها لتقسيم العراق كـ«حل وحيد» لأزمته، وأكدت الوزارة الليلة قبل الماضية أن إدارة الرئيس باراك أوباما حريصة على وحدة العراق، برغم ما أعرب عنه الجنرال راي أوديرنو مساء الأربعاء الماضي، من أن «الحل الوحيد» لأزمة العراق هو التقسيم على أساس طائفي. وشدد المتحدث باسم الوزارة جون كيربي، في تصريحات أدلى الليلة قبل الماضية، على مخالفته لتصريح الجنرال الذي يوشك على التقاعد، بالقول: «ذلك، بكل تأكيد، ليس موقفنا، ولا رؤيتنا للمستقبل الذي نريد للعراق أن يحصل عليه»، مشيراً إلى أن «آراء أوديرنو مسألة متعلقة به». وكان الجنرال الأميركي الذي يشغل منصب رئيس أركان الجيش الأميركي، قد قال إن تقسيم العراق ربما يكون «الحل الوحيد»، في ظل ما يعانيه من احتلال «داعش» لأراضيه ومظاهرات ضد فساد الحكومة ومشاكل عديدة غيرها، بحسب قوله. من جهتها، أبدت وزارة الدفاع العراقية أمس، عن‏‭ ‬استغرابها ‬من ‬التصريحات ‬الأخيرة لأوديرنو، ‬وقالت ‬إنها ‬ناجمة ‬عن ‬عدم ‬فهمه ‬للبنية ‬السلوكية ‬للشعب ‬العراقي، ‭ ‬ودعت ‬إلى ‬عدم ‬تكرار ‬مثل ‬تلك ‬التصريحات، وأوضحت الدفاع أن «إطلاق مثل هذه‏‭ ‬التصريحات، ‬يمثل ‬خروجاً ‬عن ‬الإطار ‬العام ‬لعلاقات ‬الصداقة ‬والالتزامات‭ ‬المتبادلة ‬بين ‬العراق ‬والولايات ‬المتحدة ‬ويفتح ‬أبواب ‬واسعة‭ ‬للضبابية ‬وخلط ‬الأوراق»‬. إلى ذلك، أظهرت أرقام وزارة الدفاع الأميركية «البنتاجون» تصاعد حملة القصف الأميركي ضد «داعش» في يوليو المنصرم، في الوقت الذي يتوغل فيه مقاتلون أكراد داخل أراض يسيطر عليها التنظيم المتشدد في سوريا مع تأهب القوات العراقية لشن هجوم لاستعادة مدن إستراتيجية في الشمال الغربي، وأنفق الجيش الأميركي 4.6 مليون دولار في المتوسط يومياً على القنابل والذخائر الأخرى بين 15 و31 يوليو الماضي، أي تقريباً مثلي المتوسط اليومي الذي أنفق خلال يونيو وبلغ 2.33 مليون دولار، وقال اللفتنانت كوماندر كيلي رينس المتحدث باسم القيادة المركزية الأميركية إن عدد القنابل والذخائر الأخرى التي استخدمت في يوليو زاد بنسبة 67٪ عن يونيو ليقفز من 1686 إلى 2829.