صحيفة عبرية تكشف أسرار محاولة اغتيال عرفات في بيروت

  • 11/12/2020
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

كشفت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية، اليوم الخميس، بعض التفاصيل عن مخطط إسرائيلي كبير لاغتيال الرئيس الراحل ياسر عرفات وعدد من قيادة حركة فتح وقادة منظمة التحرير الفلسطينية، من خلال تفجير استاد بيروت بالعام 1982، حيث أعدت عملية خاصة لتنفيذ التفجير والاغتيال، لكن تم إلغاء التنفيذ في اللحظات الأخيرة. وبحسب يديعوت التي ستنشر التفاصيل كاملة في ملحقها الأسبوعي يوم غد الجمعة، فإنه تم إطلاق اسم “أولمبيا” على العملية التي قالت الصحيفة في تقريرها إنها كانت ستغير من وجه الشرق الأوسط، لكنها لم تر النور. ووفقا لما أوردته الصحيفة الإسرائيلية، ففي يناير/كانون الثاني 1982، خططت إسرائيل لتفجير ملعب كرة قدم كامل في العاصمة اللبنانية بيروت بهدف اغتيال عرفات وأبو جهاد وقادة من حركة فتح، بيد أنها تراجعت عن تنفيذ العملية في اللحظات الأخيرة. وأوضحت يديعوت أنه لو تم إخراج العملية إلى حيز التنفيذ لكان الشرق الأوسط يبدو مختلفا تماما، حيث أطلقت المؤسسة الأمنية الإسرائيلية على العملية اسم عملية “أوليمبيا”، وكان من المفروض ن تخرج لحيز التنفيذ في الأول من يناير 1982/كانون الثاني. وتظهر المعلومات التي سمح بنشرها عن المخطط والعملية، أنه تم وضع كميات كبيرة من المتفجرات تحت المقاعد في استاد بيروت الذي كان سيستضيف مؤتمر منظمة التحرير الفلسطينية (فتح). وقام مبعوثو المخابرات الإسرائيلية بإخفاء عدة كيلوغرامات من المتفجرات تحت المقاعد، وكان من المفترض أن تقف ثلاث مركبات مفخخة تحمل طنين من المتفجرات بجانب المدرج. كيفية التنفيذ وذكرت الصحيفة في عددها أن الخطة كانت تقضي بتفجير المتفجرات التي وضعت تحت المقاعد أولا، وبعد ذلك، بعد حوالي دقيقة، وفي حالة من الذعر الذي سيترتب على ذلك، ومع تدفق الناجين المذعورين، سيتم أيضا تفجير المركبات المفخخة عبر منظومة التحكم عن بعد. حيث كان من المتوقع أن تكون شدة الانفجار والدمار “ذات أبعاد غير مسبوقة، حتى من حيث لبنان”، بحسب أقوال ضابط كبير في قيادة المنطقة الشمالية في الجيش الإسرائيلي في ذلك الوقت. ووفقا للمزاعم الإسرائيلية، تم التخطيط إلى عملية عملية “أوليمبيا” في أعقاب العملية المسلحة التي نفذها سمير القنطار في أبريل/نيسان 1979، وأسفرت عن مقتل أفراد من عائلة هران. ومباشرة عقب انتهاء مراسيم الجنازات أمر رئيس الأركان أنئذاك “رافائيل إيتان”، قائد المنطقة الشمالية الجنرال يانوش بن غال “بقتلهم جميعا”، بحيث كانت الرسالة واضحة، وهي قتل جميع قيادات فتح في بيروت وعلى رأسهم عرفات. خلية صغيرة وبحسب الصحيفة، فإن مجموعة صغيرة جدا فقط كانت على دراية ولديها معلومات عن الخطة ( العملية الكبرى) ، وكذلك عن جزء كبير من العمليات والنشاط العسكري الإسرائيلي في لبنان في تلك الأيام تحت قيادة “دغان”، وبعلم رئيس الأركان، حيث تم التخطيط للعملية من وراء الكواليس وبسرية تامة من قبل مجموعة صغيرة من الشركاء السريين. بعد أن تم إقصاء ما تبقى من هيئة الأركان العامة وشعبة المخابرات عن أي نشاط ومعلومات بشأن المخطط. ومن خلال التقرير المطول الذي ستنشره الصحيفة، الجمعة، بعد موافقة الرقابة العسكرية لأول مرة على نشر تفاصيل جديدة حول العملية، تشمل التفاصيل أيضا شهادات دغان وبن غال، اللذين وافتهما المنية. وبغية التحضير لمخطط العملية، نشطت وعملت وحدة ظل سرية فائقة للجيش الإسرائيلي في لبنان، التي نفذت هجمات إرهابية وعمليات حرب عصابات واغتيالات للفلسطينيين ، تم إخفاء معظمها عن رئيس الحكومة في حينه مناحيم بيجن. لكن العملية تم إلغاءها في اللحظات الأخيرة، فقبل ساعات من التنفيذ، تم استدعاء مخططي العملية إلى ” بيجن” ، الذي قرر في خطوة مثيرة، وبينما كان مريضا في سريره، إلغاء العملية وعد إخراجها لحيز التنفيذ. بعد نصف عام من إلغاء العملية اندلعت حرب لبنان الأولى، التي استمرت لمدة 18 عاما، واعتقد دغان ، حتى آخر أيام حياته أن إسرائيل أضاعت ما وصفه بـ”فرصة ذهبية”.وقال “لو تمت الموافقة لنا بتنفيذ العملية، كان سيتم تصفية قيادة منظمة التحرير الفلسطينية وإخراجها من اللعبة، ولوفر علينا ذلك عدم خوض حرب لبنان ومشاكل أخرى لا حصر لها”.

مشاركة :