لم يعد السفر للخارج للحصول على أفضل الأطباء في العالم الحل الوحيد للمرضى، بل يشكل برنامج الأطباء الزائرين فرصة ثرية للحالات المعقدة والطارئة بجلب قادة الأطباء إلى مستشفيات الدولة لإجراء العمليات المعقدة والتخصصية، وتدريب وتأهيل الأطباء المحليين وإشراكهم للعمل مع هذه الخبرات الطبية العالمية، وتوفير الميزانيات الضخمة التي تتكبدها الوزارة عند ابتعاث المواطنين إلى الخارج للعلاج. وأكد د.عارف النورياني المدير التنفيذي لمستشفى القاسمي في الشارقة أن الهدف من استقدام الأطباء الزائرين يتمثل في جلب الخبرات الطبية المتقدمة لعلاج الحالات المستعصية والطارئة والحالات التي تتطلب الخبرات المتقدمة. وأشار إلى أن نظام تبادل الزيارات وتدريب الأطباء المتواجدين يصقل خبرات الأطباء المحليين في مستشفيات الدولة، خاصة أن التدريب خارج الدولة تلازمه بعض الصعوبات. ويقول: زيارة الأطباء تعرف الغرب بمستوى الطب والإمكانات التقنية التي تمتلكها مستشفيات الدولة، وتنقل الصورة الإيجابية حول القطاع الصحي، والجدوى الاقتصادية من الزيارة مهمة جدا، فاستضافة الطبيب لمدة 4 أو 5 أيام وإجراء 15 عملية توفر الكثير على الدولة، في حين لو تم ابتعاث المرضى إلى الخارج للعلاج ستكلف وزارة الصحة الكثير من المبالغ. ويشير إلى أن المستشفى تستضيف من 20 إلى 25 طبيباً سنوياً من أوروبا وبريطانيا وألمانيا والولايات المتحدة وإيطاليا، وفي مختلف الاختصاصات سواء في القلب والجهاز الهضمي والصدرية والعيون والأنف والأذن وجراحة الأعصاب والأطفال. ويؤكد أن الطاقم الطبي المحلي يشرف على الحالات ويتابعها بشكل مستمر بعد إجراء العمليات والتواصل أيضاً مع الطبيب الزائر. أحمد الخديم مدير مستشفى البراحة يقول: تعتمد الوزارة والمستشفيات العديد من الضوابط والشروط المتعلقة باستقدام الأطباء الزائرين، منها الخبرة الكافية للطبيب الزائر في أحد التخصصات الطبية الدقيقة، ويكون من ذوي الخبرات الكافية في المجال، و المستشفى يتحمل كل المسؤولية عن الطبيب الزائر، ويشكل البرنامج فرصة للكشف على المرضى من قبل خبراء متخصصين وإجراء عمليات لهم بدلاً من سفرهم إلى الخارج للعلاج، واستفادة الكادر الطبي في المستشفى من خبراتهم وإشراكهم للعمل معهم والاطلاع على أحدث ما توصل إليه العلم في المجال الطبي. ويؤكدا أن الهدف من استقدام الأطباء الزائرين لم يعد قاصراً على العلاج، بل أصبح يستهدف تطوير قدرات وإمكانات الأطباء العاملين في المستشفيات، بهدف خفض تكلفة العلاج في الخارج. الحلم أصبح حقيقة عانت المريضة (أ. د.ر) مشكلات عدة بسبب فكها، وبحثت كثيراً عن علاج لمشكلتها، وتقول: نصحتني طبيبة التقويم التي كنت أتعالج عندها بزيارة مستشفى البراحة لوجود برنامج لجراحة الوجه والفكين وبإشراف الطبيب الزائر، نظراً لخبرته ووجود مجموعة من الاختصاصيين في قسم طب الأسنان لأتمكن من الخضوع للعلاج بشكل كامل في مكان واحد، وبعد خمس جراحات أصبح باستطاعتي أن أتنفس من أنفي، وأطبق أسناني بطريقة سليمة وأتكلم بشكل أوضح. ولم أكن قبل الجراحة قادرة على التنفس من أنفي أو إطباق الأسنان بشكل صحيح ومضغ الطعام، وكنت أحس بصعوبة في تفريش الأسنان وكذلك صعوبة في الكلام، وأستطيع الآن أن أتنفس بشكل طبيعي وأطبق أسناني وأمضغ الطعام بشكل صحيح كما زادت ثقتي بمظهري، وبعد ثلاث سنوات من علاج التقويم والجراحة انتهى علاجي وحالياً أراجع كل ستة أشهر للاطمئنان إلى حالتي، ولم أكن أحلم بأن حياتي ستتغير في السنوات الثلاث الأخيرة، ولكن الحلم أصبح حقيقة.
مشاركة :