بروكسل: عبد الله مصطفى اعتبر رئيس الحكومة اللبنانية السابق، رئيس كتلة المستقبل النيابية، فؤاد السنيورة، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» من بروكسل، أن «البطء الذي تسير به العملية السياسية حاليا في لبنان يعود إلى العراقيل ولجوء البعض إلى السلاح، ومحاولة استخدام لبنان منصة لخدمة أغراض إقليمية ودولية». ورأى أن «لبنان يسير من دون أدنى شك نحو المزيد من الديمقراطية، وبالتالي نحو نبذ السلاح والعنف وتطبيق الفكرة المهمة التي ابتدعها اللبنانيون، والمتمثلة في «العيش المشترك وتقبل الآخر»، مقتبسا ما عبر عنه بابا الفاتيكان الراحل يوحنا بولس الثاني لناحية قوله إن «لبنان ليس وطنا وإنما رسالة للعالم». وأعرب السنيورة عن اعتقاده أن «التجربة اللبنانية في المحصلة لا بد أن تتخطى الإشكالات التي تمر بها وتكون رسالة سلام وعيش مشترك وتقبل للآخر، وإطلاق الإمكانات الكبيرة الموجودة لدى كل مواطن ومن خلال العمل المشترك». وأوضح السنيورة، في تصريحاته لـ«الشرق الأوسط»: «اننا نعي مفهوم الديمقراطية، ولكن نشكو مما يسمى برد الفعل أو الخريف العربي على الربيع العربي»، مشيرا إلى أنه «لا بد أن نستفيد من هذه المرحلة ومن التحول الجاري في العالم العربي ومن التجارب التي مرت بها دول عربية كثيرة ومن الإخفاقات والنجاحات». واعتبر أنه «من الظلم أن نتوقع حصول هذا التحول بين ليلة وضحاها، فالمشكلة التي نعيشها اليوم هي مقدار العنف الذي تواجه به الأنظمة مطالب التغيير والتحول وحصول المواطن على ما يطلبه من كرامة». وقال إن «هذا المطلب الذي تمارسه بعض حركات التغيير والمعارضة تحول إلى استخدام السلاح بعد أن أجبروا على ذلك، وفي هذا خطأ كبير أوقعتهم فيه الأنظمة». وأشار السنيورة إلى أنه «على الرغم من كل هذه الأخطاء والممارسات والمعالجات الدموية التي تلجأ إليها الأنظمة، فإن ذلك يجب ألا يدفعنا بأي حال من الأحوال إلى أن نكفر بالديمقراطية أو نرفض التحول نحو الديمقراطية». وشدد على أنه «مهما كان للديمقراطية من سيئات فإنها في المحصلة أفضل نظام للحكم لأنها تعطي المواطنين القدرة على التعامل وأن يدلوا بما عندهم ويحاولوا التعديل، فالنظام الديمقراطي يمكن أن يعدل ويصلح مسيرته، وبالتالي نحن نعيش هذه الفترة من التحول، وأعتقد أننا سنمر بإخفاقات ونجاحات، ولكن الهدف يجب أن يستمر في التحول إلى الديمقراطية».
مشاركة :