في هذا العام الاستثنائي بمعنى الكلمة عام قمة العشرين واختيار الرياض عاصمة المرأة العربية كان للمرأة السعودية بصمات نوعية في كافة القطاعات الحكومية والخاصة والخيرية التطوعية.مشاركة المرأة الفعلية في المجال التعليمي والطبي والمصرفي والخيري والتطوعي وريادة الأعمال بدأت منذ سنوات طويلة وتم توثيق الكثير من هذه المنجزات للتاريخ.توقفت كثيرًا وأنا ابنة المدينة النبوية ولي الشرف الكبير بهذا الانتماء وهذا الجوار، وتساءلت أين هي المرأة المدنية من موقع الحدث ومن المناصب القيادية وصناعة القرار؟أين تاريخها في المنطقة ومحافظاتها؟ أين تسليط الضوء على المتميزات منهن والقائدات اللاتي عملن وأثبتن دورهن في المجتمع؟ هل ينتهي دور المرأة بعد تقاعدها الرسمي من عملها الحكومي أو الخاص أو لكبر سنها وبعدها عن الفعاليات والملتقيات فلا يذكرن ولا تحفظ حقوقهن في خدمة المجتمع؟تساؤلات كثيرة وردت لذهني وأنا أتابع بشغف كبير دور المرأة السعودية، ومن واقع عملي وشغفي الآن أعد وأنفذ برامج متخصصة في المهارات القيادية للمرأة وفق رؤية مستقبلية للوطن الذي تسعى قيادته الحكيمة لتمكين المرأة في كل المجالات، وتساءلت لمن تقدم هذه البرامج ؟ وهل يتم ترشيح القيادات بمنهجية علمية وفق معايير معتمدة؟أرفع كلماتي عبر هذا المنبر الإعلامي في صحيفة تحمل اسم المدينة النبوية وأطالب بتفعيل حقيقي لدور المرأة والأخذ برأيها ومشورتها وإسناد الأمر للكفاءات الوطنية من بنات المدينة النبوية.منطقة المدينة المنورة ومحافظاتها تضم نخبة متميزة من بنات الوطن اللاتي نذرن أنفسهن لخدمة الدين والوطن ويحلمن باليوم الذي تتاح لهن فرصة إثبات الوجود ويأملن في أن يكون الاختيار وفق معايير مهنية عالية فائقة الجودة ووفق ما تقدمن به من منجزات حقيقية لتزكيتهن للمناصب القيادية حتى تسود روح العدالة والشفافية والمصداقية والنزاهة بكل معانيها في تولية من يستحق وترشيح من يقدم خدمة حقيقية للوطن ولأغلى وأطهر ثرى.كم أتمنى أن يبادر المختصون في توثيق منجزات سيدات وفتيات المدينة على مر العصور وأتذكر الآن اسمًا حفر في ذاكرتي لامرأة فتحت بيتها لتعليم الفتيات في أول كتاب بالمدينة انها السيدة -زينب مغربل- كانت أمي رحمها الله تحكي لي قصصًا عن دورها في تعليم البنات وهي منهن.. تمنيت الآن أن يطلق اسم هذه السيدة على مدرسة من مدارس تعليم البنات فمثلها يستحق التقدير والإشادة.. تذكرت أيضًا اسم أول امرأة عرفت أنها تقلدت منصب مديرة الإشراف التربوي في إدارة تعليم البنات في المدينة انها الأستاذة وداد خليفة.. تذكرت أيضًا اسم المربية والقائدة التربوية التي كان اسمها يتردد ويقف له احترامًا رجال ونساء المدينة لدورها القيادي المتميز، والكاتبة التي كنت اتابع مقالاتها وأنا طفلة انها الأستاذة نورة الخريجي -لها مني كل الود والتقدير-.كثيرات هن نساؤك مدينة الحبيب ولن توفي كلماتي حقكن من التقدير والاحترام ولكن هذا جهد المقل وأرى في الأفق القريب أخبارًا مفرحة تتنظر نساء وفتيات المدينة وأعلم يقينًا أن سمو أمير المنطقة يولي اهتمامًا خاصًا بشؤون المرأة فله مني خالص التحيات وصادق الدعوات بأن يكلل الله جهوده بالتوفيق والسداد وأن يمده الله بالعون.وللحديث بقية عن منجزات وطنية سطرت باسم المرأة المدنية وتكريمها والتي تعمل من أجل تحقيق منجزات وطنية كبيرة في عهد الملك سلمان الذي يعبر بنا عبر الآفاق حتى نعلو فوق كل القمم.
مشاركة :