رفع العلم الأمريكي فوق سفارة واشنطن في كوبا

  • 8/15/2015
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

هافانا وكالات: للمرة الأولى منذ العام 1961، رفع العلم الأمريكي أمس فوق سفارة الولايات المتحدة في كوبا خلال مراسم جرت بحضور وزير الخارجية الأمريكي جون كيري الذي دعا كوبا إلى الديموقراطية. وقام كيري بهذه الزيارة التاريخية لفتح السفارة الأمريكية في هافانا رسميا في إطار التقارب بين الدولتين. وحذر كيري من أن واشنطن لن تتوقف عن المطالبة بالتغيير في الجزيرة الشيوعية من أجل إصلاحات ديموقراطية. وقال "على القادة في هافانا والشعب الكوبي أن يعلموا أن الولايات المتحدة ستبقى دائما مناصرة للمبادئ الديموقراطية والإصلاح". وأضاف "نبقى مقتنعين أن الشعب الكوبي سيكون في وضع أفضل في ظل ديموقراطية حقيقية حيث يختار الناس بكل حرية قادتهم في إطار من العدالة الاقتصادية والاجتماعية". وكرر كيري معارضة حكومة أوباما الإبقاء على الحظر الأمريكي المفروض على كوبا منذ العام 1962، إلا أنه ذكر بأن أي قرار من هذا النوع يعود إلى الكونجرس الذي يسيطر عليه الجمهوريون المعارضون لهذه الخطوة. وأعلن كل من الرئيسين الأمريكي باراك أوباما والكوبي فيديل كاسترو فيديسمبر عن تطبيع العلاقات بين الدولتين، ما أثار معارضة المحافظين في الولايات المتحدة. وفي كوبا يخشى معارضون من أن يؤدي هذا التقارب إلى خسارتهم حليفهم الأول واشنطن. أما كيري فأصر على أن قطع العلاقات بين الدولتين فضلا عن الحصار الاقتصادي المفروض على كوبا فشلا في إجبار الجزيرة الشيوعية على القيام بإصلاحات، ولذلك كان هناك ضرورة لاتباع مسار آخر. وقال كيري لصحفيين يرافقونه "ستكون هناك عقبات على الطريق لكنها البداية". وكتب كاسترو أن "كوبا تستحق تعويضات تعادل قيمة الأضرار البالغة ملايين الدولارات كما أكدت بلادنا بحجج دامغة وأدلة في كل خطبها في الأمم المتحدة". ولم يحدد فيديل كاسترو قيمة المبالغ التي يتحدث عنها إلا أن كوبا صرحت في سبتمبر أن الحصار كلفها 116 مليار دولار. أما الولايات المتحدة فتقول إن كوبا مدينة بسبعة مليارات دولار لمواطنين أمريكيين وشركات تمت مصادرة ممتلكاتهم بعد وصول كاسترو إلى السلطة. وستستغل الحكومة الكوبية زيارة كيري لتطالب برفع الحصار الاقتصادي الذي فرضه الرئيس الراحل جون فيتزجرالد كينيدي في العام 1962. وفعليا ترغب إدارة أوباما في ذلك لكن الأمر متوقف على الكونجرس الذي يسيطر عليه الجمهوريون ويعارض كثيرون منهم ذلك معتبرين انه سيكون بمثابة مكافأة للشقيقين كاسترو. وفي هذا الصدد، قال السيناتور الديموقراطي باتريك ليهي الذي يرافق كيري، إن رفع الحصار هو الطريقة الأسرع لحصول التغيير في كوبا. وأضاف "إذا رفعنا الحصار لن يكون بمقدورهم إلقاء اللوم علينا في كل شيء، بل أعتقد أن التغيير سيحصل بطريقة أسرع". وخلال ثمانية أشهر من المفاوضات منذ إعلان التقارب بين الدولتين، أحرز الطرفان تقدما في قضايا أساسية عدة بينها شطب كوبا من لائحة الولايات المتحدة لـ"الدول الداعمة للإرهاب". وفي المقابل تشمل القضايا الخلافية القاعدة البحرية الأمريكية في غوانتانامو وممارسات الحكومة الكوبية تجاه الإعلام والمعارضين والناشطين. ونهاية الأسبوع الماضي اعتقل حوالى 90 معارضا في تظاهرة في هافانا إثر وضعهم أقنعة تمثل الرئيس الأمريكي إدانة لقراره إعادة فتح سفارة واشنطن في هافانا. وطالما اعتبر معارضو كاسترو الولايات المتحدة حليفهم الأول، ولذلك يثير التقارب بين الدولتين قلقهم من فقدان الدعم الأمريكي. ومن دون أن يؤثر على هذا التقارب، سيسعى كيري إلى طمأنة المعارضين عبر تأكيد دعم الولايات المتحدة لهم من أجل الديموقراطية وحقوق الإنسان.

مشاركة :