متابعة - صفاء العبد: تذهب التوقعات إلى وضع فريق نادي قطر بين الفرق التي يمكن أن يكون لها شأن كبير على صعيد منافسات موسم الكرة الجديد انطلاقا من التحول المهم الذي طرأ عليه في وقت مبكر من الموسم الماضي عندما تمكن من تجاوز ما تعرض له من تعثر في أول مباراتين له في الدوري يوم أصيب مرماه ثماني مرات تحت قيادة مدربه التشيكي السابق إيفان هاسيك ليصار إلى الاستعانة بمدرب بديل هو نجم الفريق السابق راضي شنيشل الذي أخذ على عاتقه مهمة انتشال الفريق من محنة البداية تلك.. وفي الحقيقة فإن راضي شنيشل كان قد حقق مع الفريق ما لم يتوقعه الكثيرون، إذ تمكن من أن يُحدث معه طفرة كبيرة ليدفع به من المركز الأخير إلى مربع الذهب حيث أنهى الموسم وهو في المركز الرابع وعلى بعد نقطة واحدة فقط عن الجيش الثالث.. وتأسيساً على مثل هذا الواقع فإن من الطبيعي أن ننتظر من الفريق ماهو أفضل في الموسم الجديد خصوصا أن شنيشل كان هو من أشرف ويشرف على تحضيراته الحالية، وهو من حدد مسارات الفريق على مستوى المحترفين الأجانب واللاعبين المحليين فجاء بمن يراه أكثر قدرة على تحقيق الإضافات المطلوبة التي يمكن أن تعزز مسعى الفريق للإبقاء في دائرة الضوء وفي القدرة على التنافس بقوة على ألقاب الموسم.. أما الجديد في الفريق فهو استقدامه لمحترفين بديلين لكل من المدافع الجزائري رفيق حليش ولاعب الوسط الكوري الجنوبي تشو يونج.. فقد تعاقد الفريق مع المدافع المغربي الدولي إسماعيل بلمعلم، أحد أبرز نجوم فريق الرجاء البيضاوي والذي كان قد لعب في صفوف الوكرة في بعض مراحل دوري الموسم الماضي.. كما جاء أيضا بلاعب الوسط المهاجم المغربي الآخر محسن ياجور الذي سبق أن مثل الرجاء البيضاوي والمغرب التطواني إضافة إلى احترافه في أكثر من دولة ومنها سويسرا.. وفي تقديرنا أن بلمعلم يمكن أن يكون خير خلف للجزائري رفيق حليش الذي كان قد ابتعد بسبب الإصابة بينما يمكن لياجور أن يشكل ثنائيا خطيرا في الأمام إلى جانب التونسي حمدي الحرباوي الذي سبق أن تألق كثيرا مع الفريق في الموسم الماضي وكان منافسا صلبا على لقب هداف الدوري مع الفائز باللقب الكونغولي ديوكو.. ومثلما أبقى الفريق على الحرباوي كذلك أبقى أيضا على الكوري الجنوبي كيو كي يونج الذي سبق أن أظهر إمكانات طيبة جدا في وسط الملعب، وفي الشق الهجومي تحديدا، الأمر الذي يجعله من بين الأوراق المهمة التي يراهن عليها شنيشل في منطقة العمليات إلى جانب محمد عمر وفضل عمر وأسماء أخرى مثل مدحت مصطفى ومحمد سالم وعبدالله الدياني وغيرهم ممن يتميزون بقدرات طيبة ولا سيما في تعزيز القدرات الدفاعية للفريق، بينما تبدو إمكانات الفريق الهجومية أكثر خطورة هذه المرة بوجود الحرباوي ومحسن ياجور وموسى العلاق على الرغم من مغادرة ماهر يوسف الذي انتقل إلى صفوف فريق نادي الوكرة.. وليس من شك طبعا في أن تواجد كل هذه النخبة من اللاعبين مع مدرب مجتهد وطموح مثل راضي شنيشل من شأنه أن يعزز تطلعات الفريق ويفتح أمامه كل الأبواب بحثا عن العودة من جديد إلى منصات التتويج التي سبق وأن اعتلاها في مواسم سابقة على صعيد البطولات الرئيسية الثلاث لكنه غاب عنها منذ فترة طويلة حيث كان قد توج بلقب الدوري ثلاث مرات آخرها في الموسم 2002 / 2003، أي قبل ثلاثة عشر موسما، إضافة إلى فوزه بلقب كأس سمو الأمير مرتين في عامي 74 و76 وكأس سمو ولي العهد ثلاث مرات في الأعوام 84 و88 و96.. وفي كل الأحوال فإن صورة الفريق اليوم تدعو للكثير من التفاؤل حيث نرى فيه القدرة الحقيقية على أن يكون طرفا فاعلا في الصراع على المراكز المتقدمة في الدوري على الرغم من أن المهمة لن تكون سهلة أبدا بوجود فرق أخرى كبيرة بمستوى لخويا والسد والجيش وما يمكن أن يحدث من تحول إيجابي على صعيد بعض الفرق الأخرى مثل الغرافة الباحث عن إمكانية استعادة صورته الحقيقية، والعربي الذي يتطلع لموسم مختلف ينسجم مع تطلعات جمهوره الكبير، والأهلي الذي بات يمثل قطبا مهما هو الآخر بين أقطاب المنافسة في بطولاتنا الرئيسية الثلاث.. ومن هنا نقول إن الفريق القطراوي سيكون بحاجة إلى جهد استثنائي وكبير إذا ما كان عازما على التواصل مع ما كان قد حققه في الموسم الماضي.. وإذا ما تكللت جهود الجهاز الفني بالنجاح على مستوى التحضير، الذي تضمن أكثر من مرحلة بضمنها معسكره الإعدادي الحالي في برشلونة، فإن ذلك يمكن أن يتوج بما يتطلع إليه على مستوى النتائج لاسيما أنه يتمتع بدعم كبير على مستوى إدارة النادي التي تحرص على دعمه بكل قوة وتوفير كل ما يمكن أن يسهم في تعزيز قدرات الفريق للوصول به إلى ما يؤهله لتقديم الصورة التي يطمح إليها الجميع..
مشاركة :