الأمير الراحل ترك بصمته في تفاصيل البحرين الحديثة وقريب من قضايا الناس

  • 11/13/2020
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

عبّر صحافيون وإعلاميون عن بالغ حزنهم بوفاة فقيد البحرين سمو الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، والذي غيبه الموت يوم أمس الأول خلال رحلة علاج في الخارج. وقال المتحدثون لـ«الأيام» في عبارات لم تخلُ من الدموع إن البحرين لم تفقد سياسيًا، ورجل دولة فحسب، بل فقدت برحيله أبًا لطالما كان قريبًا من الناس وقضاياهم وهمومهم، ولطالما تفقد أوضاعهم، وعمل من أجل خدمتهم. وأجمع المتحدثون على أن الفقيد ترك بصمته الواضحة في تفاصيل البحرين الحديثة، وبموافقه الأصيلة اتجاه محيطه الخليجي والعربي والإسلامي. عهدية أحمد: فقدت أبًا آخر.. لم تتمالك رئيسة جمعية البحرين للصحافيين دموعها حين اتصلت «الأيام» لإجراء هذه المقابلة، فنحن الصحافيون لم نودع سياسيًا، ورجل دولة فحسب، بل أبًا أوجعنا رحيله. وقالت: «لقد فقدت أبًا آخر اليوم، لا توجد كلمات تصف ما أشعر به اليوم، وفاته أعادتني إلى ثلاثين عامًا مضت، حين قابلت للمرة الأولى سموه في معرض بوزارة العمل والتنمية الاجتماعية، خلال عملي في صحيفة جلف ديلي نيوز». وتتابع عهدية «لم أكن قد تجاوزت 18 عامًا من عمري، ولم يكن لدي الثقة والشجاعة الكافية للاقتراب من هذا الرجل العظيم الذي كان مقررًا حينها أن يفتتح المعرض المقام تحت رعايته السامية. هذا الرجل كان عظيمًا بتواضعه، لم يكن يضع حاجزًا بينه وبين الناس، اقترب يومها مني، وسألني من أنا، وعندما علم أنني صحفية، طلب مني الاستمرار في هذا المجال حتى أستطيع خدمة وطني». وتضيف عهدية «منذ ذلك الحين لم أندم أبدًا على متابعة مسيرتي المهنية رغم كل ما واجهته من تحديات في حياتي المهنية». وتستدرك عهدية «رغم ما كان يعانيه من متاعب صحية، إلا أن سموه كان حريصًا على الاحتفاء بيوم البحرين للصحافة، كان حريصًا على أن يكوّن دومًا علاقات قوية متبادلة قائمة على الاحترام، وقد أتاحت لنا الأقدار أن نشاهده للمرة الأخيرة بين الصحافيين الذين أحبهم، إذ شدد على مكانتهم كركيزة حيوية في المجتمع، لقد أحبنا وأحببناه». وتتابع عهدية «أبصرت الدنيا وأنا أرى رجل دولة، بنى مسيرة البحرين، ولم يدخر جهدًا للعمل من أجل ما يصب بمصلحة الوطن والمواطنين، لقد ترك بصمات مميزة، ووضع بصماته في تفاصيل الدولة الحديثة منذ الاستقلال وحتى آخر لحظات حياته، واليوم نشعر بالألم، لقد فقدنا الرجل الذي استنرت بآرائه، إذ كان دومًا يتابع مسيرتي المهنية، فقدت القائد الذي يعلق على كتاباتي، وبرامجي التلفزيونية بإيجابية تحمل حافزًا نحو التقدم، فقدت أبًا آخر، غيبه الموت اليوم». فيصل الشيخ: خليفة بن سلمان مدرسة لما يجب أن يكون عليه المسؤولمن جانبه اعتبر الكاتب الصحافي فيصل الشيخ أن سمو الأمير الراحل يمثل نموذجًا ومدرسة لما يجب أن يكون عليه المسؤول. وقال الشيخ: «إن حب أهل البحرين لا تعبر عنه الكلمات، فهو رجل سكن قلوبنا جميعًا». وأضاف الشيخ «الأمير خليفة بن سلمان تفوق في عطائه، وحرصه واجتهاده يمثل لنا جميعًا مدرسة ونموذجًا لما يجب أن يكون عليه المسؤول الحريص على مصلحة بلاده». وأكمل «لو أردنا سرد ما قدمه الأمير خليفة فإننا نحتاج لمجلدات وصفحات، فنحن نتحدث هنا عن تاريخ يعجز عن تدوينه مؤرخون، فهو باني الدولة البحرينية مع والدنا الراحل الشيخ عيسى بن سلمان طيب الله ثراه، وهو عضيد جلالة الملك حمد حفظه الله، وهو الرجل الذي تعلمنا منه الكثير، وأهم ما تعلمناه يتمثل بالقوة والصمود على الحق، وبالتضحية والتفاني لأجل الوطن، وفوق ذلك كله علمنا الثبات على الموقف، فقد كان رمزًا للثبات». وتابع «حب أهل البحرين لخليفة بن سلمان لا تعبر عنه الكلمات، ولا توفيه أبلغ الصور، هو رجل سكن قلوبنا، وكلماته وأفعاله تشعل جذوات الأفكار في عقولنا، هو المثال الرائع الذي نستلهم منه الوطنية، وهو القائد الذي كان يحسسك بأنه معك، يسمعك، يتفاعل معك، ويطلب منك النقد الهادف دومًا لأجل البحرين». وأضاف «لو أردت أن أحصي المواقف مع الأمير خليفة سأتوه وأضيع في سلسلة لا تنتهي، فماذا سأختار وماذا سأقدم على الآخر، وماذا سأسهب فيه، وماذا سأختصر؛ فالأمير خليفة بن سلمان أفضاله لا تحصى، أبرزها يتمثل بمواقفه الرجولية البطولية دفاعًا عن بلده وشعبه، تذكروا موقفه الشجاع في مواجهة شاه إيران، اسألوا أبناء الشاه عن خليفة بن سلمان فسيخبرونكم وبالتفصيل عن هذا الرجل، وأضيفوا على هذه المواقف كل منعطف حاسم تمر به البحرين من محاولات اختطاف واستهداف، فالأمير خليفة بن سلمان قالها مرارًا لنا في مجلسه العامر، بأنه طالما هناك نبض يسري في عروقه، فإنه نذر حياته ونفسه لأجل البحرين، ولأجل خدمة أهلها، حبه لبلاده وشعبه يدفعه للاستمرار وبذل المزيد من العطاء، ونحن بإذن الله على خطه سائرون، ولأجل بلادنا وقيادتنا لن نتراجع أو نتراخى».وزاد «إن جرعات الوطنية، والتذكير بالواجب المقدس تجاه البحرين، نجدها دائمًا في كلام خليفة بن سلمان، الاستماع لأسد البحرين يبعث فيك الغيرة على الوطن، يغذي فيك الحماس، يذكرك بواجبك، وأنك بحريني مخلص تجاه تراب هذه الأرض الطاهرة وتجاه قيادتك، وعليك مسؤولية لحماية البحرين ومشروع جلالة الملك الإصلاحي.رحمه الله وأسكنه فسيح جناته، وسيظل خالدًا في قلوبنا بمناقبه ومآثره وإنجازاته وما قدم لهذا الوطن الغالي وأهله».النهام: رحيل سمو الأمير خليفة بن سلمان خسارة للعالم الإسلامي والعربيمن جهته، قال الكاتب الصحافي بجريدة البلاد إبراهيم النهام بأن رحيل صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة يمثل خسارة كبيرة للعالمين العربي والإسلامي، واصفًا سموه برجل الدولة، وبرجل المواقف العروبية والإنسانية التي لا تنسى.وأكد النهام أن الفقيد الكبير سيظل حاضرًا دومًا في الذاكرة الوطنية للبحرين ولشعب البحرين، وأن مآثره الكبرى ستظل دومًا بوصلة مسار للجميع في بناء الدولة الحديثة وفي العبور لغد أفضل وأجمل، مبينًا بأن إنجازات سموه في بناء البلد تقدم دروسًا مستفادة للشعوب والأوطان في التنمية وبناء الإنسان والتغلب على الصعاب.وأكد أن ردود الأفعال الشعبية الكبيرة التي توالت بعد انتشار خبر وفاته سموه، لتؤكد حجم الأثر الإيجابي الباعث للأمل والذي غرسه في نفوسهم عبر سنوات من الحكمة والرشد في إدارة دفة الدولة، وبأن هذا التجاوب الشعبي لهو رد للجميل لعميد النهضة ووالد الجميع، رحمه الله.الإبراهيم: فقدنا رجلاً سطّر المعنى الأبويمن جانبها، قالت الصحافية في وكالة أنباء البحرين رشا الإبراهيم إن البحرين والخليج العربي فقدت اليوم قامة وطنية ساهمت بقوة في تشكيل الدولة الحديثة. ولفتت الإبراهيم إلى أن ردود الفعل على خبر رحيل سموه -رحمه الله- سواء من داخل البحرين وخارجها، يعكس مدى قربه من الناس ومن قضايا أمته العربية والإسلامية. وقالت الإبراهيم «عندما نتحدث عن الأمير الراحل خليفة بن سلمان، فنحن نتحدث عن قامة وطنية ساهمت في تشكيل تاريخ الدولة الحديثة لمملكة البحرين، فلا يزال تستذكر حكمته وتوازنه وقلبه الكبير الذي يحوي المواطنين وهمومهم والدفع بإيجاد الحلول للملفات الداخلية والإقليمية والدولية، رجل سطر المعنى الأبوي للمواطنين، فحزنوا لفقدانه كما يحزن الابن لوفاة أبيه». وتتابع «أتذكر أنني كلما التقيته وتشرفت بالسلام عليه، كان يسألني عن اسمي وبمجرد أن أذكره يسألني عن أبي ويقول لي دائمًا: أذكر جدك جيدًا.. رحمهم الله جميعًا وأسكنهم فسيح جناته. واليوم، إذ نحزن على فراقه، هذا الحزن الذي طغى على الجميع في الداخل والخارج، فإننا نلتفت إلى أمر في غاية الأهمية، فقد كان رحمه الله كثيرًا ما يوجه رسائل عبر مجلسه وحين التقائه بالناس عن أهمية توحيد الصفوف والالتفاف حول القيادة وخدمة الوطن، وأن تكون البحرين والمصلحة العليا لها ورفعتها هي البوصلة التي نستنير بها في عملنا». وتضيف «نتطلع إلى أن نستكمل مسيرة البذل والعطاء وتسيير دفة الحكومة التي باتت اليوم بقيادة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، فمملكة البحرين بما وصلت به لم يتحقق إلا من خلال الرؤى الحكيمة للقيادة الرشيدة والتي نضع فيها آمالنا لاستشراف المستقبل ورغم التحديات الكثيرة إلا أننا سنسير بروح الفريق الواحد من أجل بحريننا الحبيبة». مهران: بنى نهضة البحرين الحديثة من جانبه قال الكاتب الصحافي أسامة مهران إن صاحب السمو الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة هو رجل دولة، بنى نهضة البحرين الحديثة، وارتقى بها للأمام.وتابع مهران «كان سموه في طليعة القيادات الذين بنوا نهضة بلادهم، من تنويع لمصادر الدخل، إلى الدفاع عن وحدة وقضايا وثوابت الوطن والأمة، إلى تشييد المدن والارتقاء بالقطاع المصرفي، ومواجهة الصعاب». وتابع «لطالما نبذ سمو الأمير خليفة بن سلمان الفرقة والانقسام، عاش فارسًا عربيًا يعتز بقيمة العربية الأصيلة، وينهض ببلاده البحرين نحو الأفضل، ويساند قضايا أمته العربية والإسلامية، وستبقى إنجازاته حاضـــرة دومًا في ذاكرة الشعوب المحبة للســلام والبناء والنماء المستدام، لن ينساه الوطــن، ولــن ينساه المواطن، وإنا لله وإنا إليه راجعون».

مشاركة :