في الحديث «(لَا تَكُونُوا إِمَّعَةً ، تَقُولُونَ : إِنْ أَحْسَنَ النَّاسُ أَحْسَنَّا ، وَإِنْ ظَلَمُوا ظَلَمْنَا ، وَلَكِنْ وَطِّنُوا أَنْفُسَكُمْ ، إِنْ أَحْسَنَ النَّاسُ أَنْ تُحْسِنُوا ، وَإِنْ أَسَاءُوا فَلَا تَظْلِمُوا) ، والناس تقول الموت مع الجماعة رحمة، ويقصدون السباحة مع التيار، فتموت شخصيتهم، وتضيع هويتهم مع الجموع المتناثرة. يصنف المؤرخون يوليس قيصر بالشخصية الغامضة المتجددة، المليئة بالمفاجآت، لذلك دخل التاريخ من أوسع أبوابه، على الرغم أنه عاش بروما قبل الميلاد بخمس وستين سنة، إلا أنه حاضر في كل كتب التاريخ، والسبب، ارتباط اسمه بالعديد من المستجدات في المجتمع، منها ساحة العرض الكبير، وإجبار المصارعين منازلة الوحوش المفترسة حتى الموت، وعندما اقترن بكليوباترا أحضرها من مصر في موكب زفاف أسطوري، وفي عهده بدأت حركة المسرح الروماني المفتوح للعامة، وكأن حياته أصبحت مسرحاً على مستوى العالم. العالم سريع التغيير، ومتطلبات الناس متغيرة، ويعجبهم ويهمهم عنصر المفاجأة، والذهول، والتجديد، لذلك كان من متطلبات النفوذ والقوة، التجديد الدائم، وإشغال الناس بمعرفة ماهو الجديد عندك، وجعل حياتك محوراً لاهتماماتهم، لذلك غالباً ماتجد الفنانين المبرزين، يسعون نحو الاستقلالية في المظهر، والتفرد بهوية جماهيرية. من يحرص على القوة يحتاج أن يكون الكاتب مع الصحفيين، والسياسي مع الساسة، والفنان مع الفنانين، والمعلم مع المتعلمين، والعسكري مع العسكريين، ويقال إن الكاتبة الفرنسية أرورا ديدفنت، في القرن التاسع عشر، تقمصت طوال حياتها شخصية الرجل، جورج ساند، لأن المجتمع الفرنسي يهمل المرأة، ولا يرى مكانها سوى البيت أو الفراش. #ثمانٍ_وأربعون_قانوناً_للقوة_روبرت_جرين القانون السابع والعشرون، أعد صياغة نفسك، لا تقبل التصنيف من الآخرين، احذر أن يملّوك، أمسك مقاليد تشكيل شخصيتك، وإعادة تشكيلها، بيدك وحدك.
مشاركة :