على رصيف جادة وقف علي حبيب إبراهيم في ركنه الحرفي يستعرض مهارته في صنع أشكال تراثية مجسمة من الخشب داخل قوارير زجاجية وسط عجب ودهشة زوار الجادة من إجادته لصنع مجسم داخل قارورة زجاجية دون فتح أو قطع. وقال إبراهيم لـ"الوطن" الذي يشارك في السوق ضمن المشروع الوطني للحرف والصناعات الوطنية "بارع"، إن هوايته تروي حبه لمهنته الأصلية النجارة على الرغم من انصراف الناس عنها في الوقت الحاضر. وأضاف "يتمثل عملي في صنع مجسمات لمعالم تاريخية أو تراثية وحتى عمرانية حديثة، داخل قارورة زجاجية.. ونجارة المجسمات الزجاجية حرفة فنية تشكيلية، بها إبداع وتحد للمادة المشكلة، بحيث تعطي تحفة فنية جمالية رائعة ومبهرة لمن ينظر إليها، وهي حرفة نادرة وشاقة وتأخذ مني وقتا في بعض المجسمات". أدوات وبين إبراهيم أنه يستخدم قوارير الزجاج بجميع مقاساتها إضافة إلى الأخشاب والألوان والفرش والغراء، بينما يكون المنشار الصغير والمبرد والأزميل والرندة وأسياخ الحديد مواد مساعدة لإخراج العمل بالصورة النهائية، مبينا أنه يمكن إنتاج مواد من الأخشاب ومجسمات جميلة مثل القصور والقلعة والمعالم الأثرية والحديثة، وكل ما يخطر على البال، وتوضع هذه المجسمات داخل قوارير زجاجية مختلفة الأشكال والأحجام، ويتم العمل كاملا من فوهة القارورة من دون قطع أو عمل فتحة فيها. وذكر أن حسه المهني مكنه من القيام بإدخال شرائح صغيرة من الخشب وقام بإلصاقها داخل الزجاجة، بمساعدة سلكين معدنيين، حتى يتكون المجسم. وكان أول مجسم قام بصنعه لمنزله الذي يسكنه، وبه انطلقت شهرته تدريجيا، حتى أصبح الآن من أشهر الحرفيين في هذا المجال، بل من أولهم على الصعيد المحلي، وهذا ما مكّنه من المشاركة في المهرجان الوطني للتراث والثقافة في الجنادرية لخمس سنوات على التوالي، ومشاركته الحالية هي الأولى بسوق عكاظ. جهد وثمن وأضاف إبراهيم أن "لكل مجسم سعره الخاص بحسب حجمه ومدة إنجازه، والجهد المبذول فيه، والزبائن لا ينظرون لهذه العوامل أبدا، بل تعنيهم المحصلة النهائية وهي السعر، وهو أمر مؤلم بالنسبة للحرفي"، مشيرا إلى أن أقل مدة قضاها في عمل مجسم كانت ثلاثة أيام متواصلة، وكان سعر العمل 250 ريالا، وهو مبلغ ضئيل مقارنة بالجهد، أما أقصى مدة فكانت حين عمل مجسما للحرمين المكي والمدني، ومسجد الصخرة، استغرق شهرا تقريبا. وبين أنه تطرق لمواضيع كثيرة، ونقل المعالم العالمية داخل زجاجه مثل برج إيفل، والأهرامات المصرية، وساعة بيج بن، وبرج بيزا المائل، وغيرها من المعالم العالمية والمحلية، وانتقلت الهواية إلى زوجته، التي أصبحت تلميذة لدى زوجها، وشاركت في معارض عدة. وأشار إلى أن التسويق يلعب دورا مهما بالنسبة لعمله، ولكن ينقصه التسويق لأعماله، وهو أمر يجهله، ويحاول إيجاد حل له من خلال مشاركاته بالمهرجانات والفعاليات المحلية والخليجية. وأضاف أن المشكلة الأهم التي تواجهه هي مشكلة توفير الزجاج، حيث لا يجد الأحجام التي يريدها وعلى الرغم من هذه المعضلة إلا أنه يصمم مجسماته بحسب المتوافر، خاتما بأنه يشكو قلة الدعم، وأنه يتمنى أن تتبنى موهبته شركة خاصة.
مشاركة :