قال الدكتور محمد عبده، نائب رئيس حزب الوفد، إن عيد الجهاد الوطني هو عيدا لكل المصري بعد أن توجه ثلاثة من رجال مصر العظام سعد زغلول باشا وعلى شعراوى باشا وعبدالعزيز فهمى باشا إلى دار المعتمد البريطانى السير "وينجت" مطالبين بالاستقلال عن بريطانيا وحق الشعب المصرى في حكم نفسه بنفسه طبقًا لمبادئ الرئيس الأمريكى "ويلسون" وأن يسافروا إلى فرنسا لطرح قضيتهم على مؤتمر الصلح بفرساي، ولكن السير "وينجت" رفض مطالبهم بحجة أنهم ليسوا مفوضين من الشعب المصرى لعرض هذه المطالب.وأضاف عبده في تصريحات له، أنه بعد رفض السير وينجت رفض مطالبهم بحجة أنهم ليسوا مفوضين من الشعب المصرى لسفر سعد باشا ورفقه جاءت فكرة التوكيلات من الشعب المصرى بأسره إلى سعد زغلول لتفويضه في التحدث باسم الأمة وتم جمع 3 مليون توكيل في ذلك الوقت وكان تعداد مصر في ذلك الوقت 12 مليون مصري وتم تشكيل وفد للسفر إلى فرنسا للمطالبة بالاستقلال ومن هنا جاءت كلمة الوفد.وأوضح عبده أن الاحتلال تيقن من أن دعوة سعد باشا زغلول ورفاقه قد لاقت الاستجابة من كل المصريين وأصبح خطرًا حقيقيًا يهدد وجودهم في مصر- قاموا بنفيه إلى مالطة لعل المد الوطنى أن ينحسر، ولكن اندلعت ثورة 1919 لكى يواجه الانجليز الشعب المصرى بأسره وتحت تأثير الضغط الشعبى الهائل لثورة 19- أعاد الإنجليز سعد باشا إلى مصر مرة أخرى، ولكنه لم يهدأ ولم يستكن واستمر في كفاحه وبث الروح الوطنية في نفوس المصريين فنفاه الإنجليز مرة أخرى إلى جزيرة سيشيل ثم إلى جبل طارق واضطر الإنجليز في النهاية إلى التسليم بأن نفى سعد وإبعاده عن مصر لن يوقف الثورة فأعادوه إلى مصر ليتفاوضوا معه بعد ذلك وقد استقبل المصريون سعد باشا استقبالًا تاريخيًا لم يحدث مثله من قبل واستمر الضغط الشعبى الهائل حتى صدر تصريح 28 فبراير 1922 وفيه اعترفت بريطانيا باستقلال مصر استقلالًا غير كامل ولكنه كان خطوة للأمام على أي حال. وأكد عبده أن ثورة 1919 كان له أثر إيجابي على جميع المناحي ومنها مشاركة المرأة المصرية لأول مرة في المظاهرات والخروج إلى العمل السياسي والوحدة الوطنية وخطب القص في المسجد والشيخ في الكنيسة وأيضا على الاقتصاد والأدب والفن والثقافة والمسرح والموسيقى والتعليم، فكانت النهضة العظيمة لمصر، واختيرت القاهرة كأجمل مدينة في العالم، بسبب الثروة المعمارية العظيمة، أما في المناحي الوطنية، قادت الثورة الشعب المصري، ثم كان دستور 1923، الذي نتج عن زخم ثورة 1919 على يد عبدالخالق باشا ثروت، الذي صاغ الدستور بلجنة الثلاثين، وكان أفضل الدساتير حتى هذه اللحظة.
مشاركة :