تمضي البحرين في مسيرتها آمنة مطمئنة ، في ظل قيادة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى ، حفظه الله ورعاه . تلك المسيرة التي كان للمغفور له صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة ، بصمات واضحة في معالم نهضتها ، تجعله رمزا في ذاكرة الوطن وركنا أساسيا في تاريخ البحرين الحديث .. حيث استطاع وعلى مدى نصف قرن أن يسطر العديد من الإنجازات لشعبه وأمته ، ويقود حكومة مملكة البحرين في محطات مفصلية مهمة. ولذلك اعتبر مجلس الوزراء في اجتماعه الاستثنائي برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى رئيس الوزراء ، أن مملكة البحرين والمنطقة والعالم العربي والإسلامي ، قد فقدت بوفاته قائداً حكيماً، منح عمره وأفنى حياته في خدمة مليكه ووطنه عبر مسيرة طويلة حافلة بالعطاء والإنجاز ، سيسجلها له التاريخ بأحرف من نور. وإن كان الصمت رديف الموت ،فإن التاريخ سيكتب إنجازات خليفة بن سلمان ويدونها في سجله المشرف وستبقى عطاءاته لوطنه وأمته حاضرة في ذاكرة الأجيال ، لأن خدمة الوطن أعز الذكريات وأشرف المهام. المغفور له خليفة بن سلمان ، طيب الله ثراه ، شخصية لن تتكرر ومن العظماء الذين أنجبتهم العائلة المالكة الكريمة ، منذ عهد المؤسس الأول المغفور له بإذن الله تعالى عيسى بن علي آل خليفة وحتى الوقت الراهن. وهذه نعمة ، أنعم الله بها على شعب البحرين ، تتوارثها الأجيال ، وتؤكد حقيقة ثابتة وهي أن مكارم الأخلاق ، لا تموت لأنها تمثل أصالة العائلة المالكة الكريمة والتي تتوارث الإخلاص ، جيلا بعد جيل في الحفاظ على مكتسبات البحرين وشعبها. ومن الطبيعي أن تستمر الحياة ويظل الأمل ، فالفقيد عاش وعمل طوال عمره في خدمة وطنه وكان حريصا على أن نكون جميعا كذلك ونعمل بإخلاص وتفان في ظل قيادة جلالة الملك المفدى .. كان نموذجا في الإخلاص ورمزا للعطاء والنماء .. قدوة لكل من يحب البحرين ويتمنى لها الخير .. رحم الله فقيد الوطن وأسكنه فسيح جناته وإنا لله وإنا إليه راجعون.