أكد إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ صلاح البدير أن الكشف عن ضلال أهل البدع والأهواء والتحذير من مقالتهم ومذاهبهم واجب في الشريعة لما تحويه من ألوان الضلال وصنوف الشرك وقبائح الأفعال وليجتنب الحدث مجالستهم وصحبتهم وألفتهم. وأوضح إمام وخطيب المسجد النبوي في خطبة الجمعة أمس أن من الفرق الضالة عقيدة ومنهجا وفكرا وسلوكا فرقة سلبت عقول بعض الجهال والأحداث بشعارات تلهب حماستهم وتحرك عواطفهم وتسلب عقولهم فرقة كونت لها كيانا أسمته دولة الإسلام في العراق والشام «داعش». ووصف جماعة داعش التكفيرية بأنها كيان لمجموعة من الأخلاط والأوباش وأبواق الشر والنفاق وسيوف الفتنة وسرايا إبليس الغارقين في الغي المسترسلين في التجني على الإسلام والتنفير منه والتشويه لسمعته وصورته. وأبان إمام وخطيب المسجد النبوي أن جماعة داعش التكفيرية قد حملوا لواء الجهاد زاعمين كاذبين فإذا الجهاد عندهم ممارسة قذرة وأفعال مقبوحة وجماع الوحشية والهمجية والعنف والسب والذبح والقتل والغدر والتفجير والتكفير فغايتهم إثارة الفوضى وإيقاظ الفتنة وتفريق الجماعة وزعزعة الأمن ومحاربة أهل السنة والجماعة ودعم أعداء الملة. واستنكر الشيخ البدير جريمتهم النكراء وفعلتهم الخسيسة الشنعاء بتفجير المصلين في مسجد قوة الطوارئ في عسير فالشرع قد أوجب تطهير المساجد وصيانتها وحرم تقذيرها وتنجيسها وإباحة داعش تفخيخها وتفجيرها وقتل المصلين وإهانة المصاحف فيها. واستطرد أن الشرع قد حرم المرور بين يدي المصلي وقطع صلاته مستشهدا بحديث الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم «لو يعلم المار بين يدي المصلي ماذا عليه لكان أن يقف أربعين خيرا له من أن يمر بين يديه» فكيف بإباحة داعش تفجيره وتقطيع أوصاله. وحذر إمام وخطيب المسجد النبوي المسلمين من اتباع هذه الجماعة المارقة صاحبة خلافة الخوارج المعاصرة فما داعش إلا صنيعة استخبارات إقلمية ودولية جندوا لها من يقودها ويحركها وفق سياستهم وإرادتهم مستغلين الجماعات التكفيرية ورموزها وقيادتها وفكرها مستغلين من السفهاء والبلهاء والصغار والأحداث من يكون حطبها ووقودها. وبين فضيلته أن الجهاد ذروة سنام الإسلام وليس الجهاد عمليات انتحارية عبثية وتفجيرات إجرامية تقتل النفوس المعصومة وليس الجهاد حركات تمرد أوعصيان وليس الجهاد مظاهرات وثورات غوغائية وليس الجهاد أن يتقحم المرء الهلكة في حروب الفتنة التي لا راية لها ولا إمام، إن الجهاد أسمى من ذلك كله كما أن الإسلام ليس جماعات وتنظيمات وتكتلات وأحزاب وفرق في الإسلام والجهاد والدعوة رسالة سماوية سامية لا تحمل إلا العدل والرحمة والخيرللبشرية. وقال البدير إن أعداء الإسلام والملة أقاموا كيانات إجرامية مثل داعش يدعمونها ويحركونها لتشويه صورة الإسلام والجهاد وخلخلة البلاد الإسلامية وزعزعة أمنها واستقرارها وإنهاكها بالحروب والصراعات والعلامة اللائحة والحجة الواضحة على ذلك أن تلك التنظيمات لا ساحة لها إلا بلاد المسلمين ففيها يقتلون ويحرقون ويفجرون ويسلبون ويعبثون مستشهداً فضيلته بقول الرسول صلى الله عليه وسلم «يقتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان» وأضاف إمام وخطيب المسجد النبوي أعداء الحق والسنة يسعون إلى إلصاق تلك الجماعات الإرهابية بالدعوة السلفية التي قام بها الإمام الأواب محمد بن عبدالوهاب ولم ينفكوا ينسبونها إلى المملكة العربية السعودية وعلمائها ومناهجها فيقولون السلفية الجهادية وداعش الوهابية وللأسف أن بعض الكتاب والمفكرين يسيرون في ركب هؤلاء. وفي ختام خطبته أكد فضيلته أن بلادنا المملكة العربية السعودية ليست دولة ظلم وعدوان ولكن من حاربها وجهز السلاح للاعتداء على أرضها وحدودها ونشر الفتاوى والتصريحات التي تهدد أمنها وكون كيانات خبيثة لزعزعة استقرارها ولم ينصت لصوت الحكمة والعقل والسياسية والتذكير فسيجد شعب المملكة شعب الحرب والضرب.
مشاركة :