إمام الحرم المكى: «داعش» جماعة مفسدة ومؤيدة من جهات دولية وإقليمية

  • 8/15/2015
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

أوضح إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور صالح بن حميد أن الفئة الضالة المضلة المدعوة «داعش» والتي لها أنصارها ونشاط إعلامي لبّست على الناس دينهم وخلطت على الشباب فهمهم بادعاءات ملفقة وأكاذيب مزورة، مؤكدًا أن داعش جماعة ظالمة مفسدة مستبيحة للدماء جمعت بين فساد المنهج وظلم المسلك مؤيدة من جهات دولية وإقليمية وأن هذا لا يخفى على ذي بصيرة. وقال في خطبة الجمعة التي ألقاها أمس في المسجد الحرام: «هذا بيان حول الفئة الضالة المضلة المدعوة بداعش والتي تتسمى بتنظيم الدولة الاسلامية بيان للمسلمين عامة وللشباب خاصة هدى الله الجميع إلى الحق وأصلح المقاصد وأخلص في النوايا إنه سميع مجيب، لقد علم المسلمون علماؤهم وعامتهم أن أبرز صفات الخوارج أنهم يكفرون المسلمين حتى كفروا الصحابة رضوان الله عليهم يقتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان، داعش الضلال نهجوا منهج الخوارج كفروا المسلمين والدول وكفروا كل من قاتلهم حتى الفصائل في مواطن الفتن وكل من قاتلهم أو ناوأهم حكموا عليه بالكفر والردة ولا حول ولا قوة إلا بالله، ونعوذ بالله من الضلال والخذلان والناس مصنفون عندهم إما كافر أصلي أو مرتد أو منافق ورأس المرتد حسب تعبير ناطقهم الرسمي العدناني أحب إليهم من ألف رأس صليبي». وأضاف الشيخ ابن حميد يقول: «هل يسوغ السكوت على مثل هذه القولة العظيمة في نواقض الإسلام وباب الدماء؟، بل كيف يسكت عن هذا مناصروهم والموالون لهم؟، فلا حول ولا قوة إلا بالله، ويرحم الله شيخ الاسلام ابن تيمية فقد قال: «إن من تبلغ به العصبية القتالية فيقيم جماعة قتالية يوالي عليها ويعادي عليها فجهاده جهاد في سبيل الشيطان»، فكيف بمن يرى أن من يقاتله فهو كافر مرتد، ومن تلبيساتهم قولهم: لا يفتي قاعد لمجاهد ذلك أن جاذبية اللفظ أضلتهم عن فساد المعنى؛ إذ لم يقل أحد من علماء المسلمين بهذا على طول تاريخ جهاد المسلمين المجيد وهل كان كل علماء المسلمين في أوقات الجهاد في الثغور والمغازي وجبهات القتال؟، وهل ما يقوم به هؤلاء جهاد في سبيل الله؟، وهل كل المجاهدين علماء؟، وهل في هؤلاء المدعين للجهاد علماء؟، وهل القاعدون غير معذورين؟، ولو كان هذا الذي هم فيه جهادا فهل هو فرض عين؟. وتساءل: ألم يعلموا أن الله سبحانه حينما دعى إلى النفير للجهاد في سبيله اتبعه بالدعاء إلى التفقه في الدين في سورة واحدة ومناسبة واحدة ؟!. وبين إمام وخطيب المسجد الحرام أن مما انفرد به تنظيم «داعش» السالك مسلك الخوارج مما لم يؤثر عن الخوارج امتطاء مطية الكذب فما رُؤي جماعة أكذب لغة وأفسد منهجًا من هؤلاء سبابًا ولعانًا وتقلبًا، بل ما رؤي جماعة أكثر افتراءً من هؤلاء وقد يوجد من أتباعهم وأنصارهم من يلبس عليه أو من يحسن الظن فيسكت على مضض، ولقد برزت هذه الفضائح والأكاذيب من بياناتهم الرسمية المتناقضة حتى دعوا للمباهلة والملاعنة، كما فضح ذلك من أنقذه الله منهم وعاد إلى رشده فكشف كثيرًا من أحوالهم ومسالكهم، لافتًا إلى أن من تناقضهم وأكاذيبهم أنهم لا يكفرون كل من خالفهم وباهل على ذلك ناطقهم الرسمي وجعل لعنة الله عليه إن كان من الكاذبين، ثم لم يمض عام على هذا الزعم حتى نكص وفضحه الله بأن أعلن بقوله (واحذر فإنك بقتالك الدولة الإسلامية تقع في الكفر من حيث تدري ولا تدري)، هذا لفظه ومنطوقه يكفرون كل من قاتلهم اليوم». واستنكر كل تفجير وتدمير ممن كان ومما كان، مشيرًا إلى أن المتابعين من أهل العلم يرون أن «داعش» من أكثر الفصائل انتهاكًا لأحكام الشريعة وتجاوزًا للنصوص الشرعية وعدم الاعتبار في الرجوع لأهل العلم والفكر وعدم التوقير للوحي وقواعد الشرع. وقال: «ياشبابنا يا من يحب نصر الدين وعز الأمة واجتماع الكلمة لايضلكم هؤلاء الأفاكون المستذلون لغيرة الأمة وعزتها وحماس شبابها، أيها الشاب الصالح اتق الله في نفسك، فإن القضية قضية دماء تسفك ومسلم يُكفر وأمة تنتهك». وحذر الشيخ صالح بن حميد الشباب من المخاطرة بأنفسهم وحثهم على اللحاق بركب العلماء فإنهم نور الأمة وحجة الله على خلقه وأن هؤلاء العلماء حينما يوضحون الحق ويبينونه للناس فإنهم لايتزلفون لأحد ولا يبتغون رضى أحد ولا يخافون أحدًا كائنًا من كان؛ بل إنهم يعرضون أنفسهم للخطر حينما يتكلمون بما يخالف ماعليه هؤلاء وحينما يصدرون الفتاوى في فضح منهجهم وحينما يصدعون بالحق في فساد مسلكهم. وأكد أن من يدخل مع «داعش» أو يناصرهم أو يؤيدهم أو يزين أعمالهم فإنه شريك في قتل المسلمين وتسويغ ما يفعلون والتغرير بشباب المسلمين وأنه بذلك حامل لوزرٍ كبير يلقى الله به يوم القيامة، وأن المفجر لنفسه جمع موبقتين قتل النفس المؤمنة وقتل نفسه بالانتحار. وأشار الشيخ ابن حميد إلى أنه لا يُعرف في تاريخ المسلمين ولا في النزاع بين طوائفهم من كان يستهدف المساجد ليهدمها ويسعى في خرابها والمصاحف ليحرقها ويمزقها والمصلين الركع السجود ليتعمد قتلهم؛ فأي جرم هذا وأي ضلال هذا ؟ يقصدون المساجد بالتفجير والمصلين بالقتل والجرح والترويع والمصاحف بالحرق والإهانة والتمزيق لا يبيح ذلك -فضلاً عن أن يفرح به ويبتهج- من عنده مسكة من عقل، فضلا أن يكون عنده دين وإيمان أو أثرة من علم؛ فهو إجرام وإفساد -على صاحبه من الله ما يستحق ونعوذ بالله من الخذلان والضلال- مؤكدًا أن شأن بيوت الله عظيم وحرمة المسلم عند الله أعظم. وكرر تساؤله عن ماذا يبتغون؟ وقال: «هل يريدون أن يحولوا بيوت الله الآمنة إلى أماكن خوف وإرهاب؟ فيمنعون المساجد أن يذكر فيه اسم الله»، مشددًا على أن استهداف المساجد وتجمعات الناس يدل على عجز الفاعل ولو كان قادرًا على الوصول إلى الأماكن المحصنة لما تأخر ولكنه أضعف وأعجز أن يفكر في ذلك، فضلاً عن أن يصل إليه، فالبلاد محفوظة بحفظ الله والمسؤولون ولله الحمد بعد حفظ الله وعونه يقظون وحازمون أعانهم الله وسدد خطاهم وبارك في جهودهم وأعمالهم.

مشاركة :