المغرب يؤمن معبر الكركرات بعد طرد ميليشيات البوليساريو

  • 11/13/2020
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

الرباط/الجزائر - تمكنت القوات المسلحة الملكية المغربية اليوم الجمعة من طرد ميليشيات البوليساريو من معبر الكركرات الحدودي مع موريتانيا وإعادة فتحه أمام الحركة التجارية بعد اشتباكات مع الانفصاليين وتدمير عدد من آلياتهم العسكرية، حين ردوا على إعادة فتح المعبر بهجوم بمنطقة المحبس، وفق مصادر إعلامية مغربية.وذكر موقع هسبريس الإخباري المغربي أن القوات المسلحة الملكية حققت انتصارات ميدانية وأجبرت الانفصاليين على الانسحاب من المنطقة، مضيفا أن "المغرب أقفل بشكل نهائي العشرة كيلومترات بجدار أمني أنشأه أفراد من الهندسة التابعة للقوات المسلحة الملكية"، بهدف "منع أي دخول إلى المنطقة مستقبلا".وبحسب المصدر ذاته وقعت اشتباكات بين القوات المغربية وميليشيات البوليساريو على مستوى الجدار الدفاعي في منطقة المحبس بعد أن أعاد المغرب فتح معبر الكركرات وأنشأ حزاما أمنيا من نقطة الكركرات إلى نقطة الـ55 للحدود الموريتانية لمنع تسلل مستقبلي للعناصر الموالية للجبهة.ودفعت البوليساريو بعناصر مسلحة إلى منطقة المحبس لإثارة الفوضى ومحاولة جرّ القوات المغربية لمواجهات مفتوحة على المناطق العازلة، لكن الأخيرة نجحت في دحرهم.وتمت العملية المغربية وفق قواعد التزام واضحة دون احتكاك مع مدنيين وعدم اللجوء إلى استعمال السلاح إلا في حالة الدفاع الشرعي عن النفس وهو ما تم بالفعل في مواجهة هجوم شنه مسلحون من البوليساريو في منطقة المحبس، على خلاف ما ورد في رسالة الأمين العام للجبهة إبراهيم غالي إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطوني غوتيريش زعم فيها أن القوات المغربية انتهكت اتفاق وقف إطلاق النار.وتعهد غوتيريش ببذل قصارى جهده لاستئناف العملية السياسية بين المغرب والبوليساريو وتلافي انهيار وقف إطلاق النار المستمر منذ 1991، في إقليم الصحراء المغربية.وقال ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة "سيبقى الأمين العام ملتزما ببذل قصارى جهده لتلافي انهيار وقف إطلاق النار الساري منذ 6 سبتمبر/أيلول 1991، وهو مصمم على بذل كل ما في وسعه لإزالة جميع العقبات التي تعترض استئناف العملية السياسية بين المغرب وجبهة البوليساريو".وتابع "شاركت الأمم المتحدة بما في ذلك الأمين العام في مبادرات متعددة لتجنب تصعيد الوضع في القطاع العازل في منطقة الكركرات والتحذير من انتهاكات وقف إطلاق النار، والعواقب الوخيمة لأي تغييرات إلى الوضع الراهن".وقال أيضا "يأسف الأمين العام لأن هذه الجهود باءت بالفشل ويعرب عن قلقه البالغ إزاء العواقب المحتملة للتطورات الأخيرة".وفي وقت سابق اليوم الجمعة قال رئيس الوزراء المغربي سعدالدين العثماني، إن تدخل جيش بلاده لإجبار عناصر جبهة البوليساريو على الانسحاب من معبر الكركرات، أتى "بعد استنفاد جميع الوسائل السلمية".والتزم المغرب طيلة الفترة الماضية ضبط النفس رغم انتهاكات البوليساريو ومحاولتها تغيير الوضع في المنطقة والدفع بميليشيات عرقلت بداية سير حركة التجارة عبر معبر الكركرات ثم أغلقته نهائيا.ولم يكن الموقف المغربي عجزا عن وضع حدّ لتلك الانتهاكات إلا أن المغرب خيّر بذل كل الجهود السلمية لحل الأزمة دون الانجرار إلى المواجهة المسلحة قبل أن يدفع بتعزيزات عسكرية لفتح المعبر وإقامة حزام أمني لإنهاء حالة الفوضى التي أحدثتها ميليشيات البوليساريو.وسارعت الجزائر بعد التحرك المغربي لإدانة ما اعتبرته انتهاكا لوقف إطلاق النار في موقف يعكس محاولات لتأجيج الصراع.  ويأتي الموقف الجزائري بعد أن التزمت خلال الفترة الماضية الصمت في الوقت الذي كانت فيه ميليشيات البوليساريو تمارس البلطجة في معبر الكركرات على بعد نحو 11 كيلومتر من الحدود الموريتانية.ودعت الجزائر مساء الجمعة إلى وقف فوري للعمليات العسكرية بمنطقة الكركرات، المتنازع عليها بين المغرب وجبهة البوليساريو.وقالت وزارة الخارجية في بيان، إنها "تستنكر بشدة الانتهاكات الخطيرة لوقف إطلاق النار التي وقعت صباح اليوم في منطقة الكركرات"، بإقليم الصحراء.ودعت إلى "الوقف الفوري لهذه العمليات العسكرية التي من شأنها أن تؤثر انعكاساتها على استقرار المنطقة برمتها"، في انحياز لجبهة البوليساريو وهو موقف ليس بالغريب على الجارة الشرقية للمغرب التي تحتضن البوليساريو وتوفر لها الغطاء السياسي وتدعمها بالمال والسلاح.وجاء في البيان "تدعو الجزائر الطرفين، المملكة المغربية وجبهة البوليساريو، إلى التحلي بالمسؤولية وضبط النفس، والاحترام الكامل للاتفاق العسكري رقم 1 الموقع بينهما وبين الأمم المتحدة".وأشارت الخارجية الجزائرية إلى أنها تنتظر من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش والبعثة الأممية (المينورسو) إلى "القيام بمهامهما بشكل دقيق دونما قيود أو عقبات والتحلي بالحياد الذي تتطلبه التطورات الحالية".وذكرت تقارير مغربية أن عدسات بعثة المينورسو وثقت واقعة إعادة فتح معبر الكركرات، لكن البوليساريو زعمت في رسالته لغوتيريش أن "الهجوم المغربي استهدف مدنيين صحراويين عزلا كانوا يتظاهرون سلميا في منطقة الكركرات".والكركرات هو المعبر الحدودي بين المغرب وموريتانيا وهي شريان حيوي للتجارة بين المملكة والعمق الإفريقي.ومنذ 1975، هناك نزاع بين المغرب والبوليساريو حول إقليم الصحراء، بدأ بعد إنهاء الاحتلال الإسباني وجوده في المنطقة.وتحول الصراع إلى مواجهة مسلحة استمرت حتى 1991 وتوقفت بتوقيع اتفاق لوقف إطلاق النار اعتبر الكركرات منطقة منزوعة السلاح.واستعاد المغرب سيادته على أقاليمه الجنوبية واقترح حكما ذاتيا موسعا تحت سيادته، فيما تطالب البوليساريو باستفتاء لتقرير مصير الإقليم وهو طرح تدعمه الجزائر التي تحتجز آلاف الصحراويين في مخيم تندوف تحت حراب ميليشيات البوليساريو.

مشاركة :