طالب رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أمس الجمعة (14 أغسطس/ آب 2015) السلطة القضائية باتخاذ «إجراءات جذرية» تؤكد استقلاليتها وتتيح للحكومة المضي في الإصلاح، بعد ساعات من تشديد المرجعية الشيعية العليا على ضرورة تأهيل القضاء. وأتت هذه الخطوات على وقع تواصل التظاهرات المستمرة في العراق منذ أسابيع للمطالبة بمكافحة الفساد وتحسين الخدمات. ونزل أمس الآلاف إلى شوارع مدن عدة أبرزها بغداد، في استكمال لتحركات مطلبية تلقت دعم المرجع الديني السيدعلي السيستاني. وفي سيناريو شبه مشابه لما جرى قبل أيام، بدأ العبادي متسلحاً بغطاء المرجعية للإقدام على خطوات إصلاحية. فبعدما قدم العبادي يوم الأحد الماضي حزمة الإصلاحات بعد يومين من دعوة السيستاني إياه ليكون أكثر جرأة ضد الفساد، طلب رئيس الوزراء أمس من السلطة القضائية، المستقلة دستورياً، اتخاذ خطوات إصلاحية بعد ساعات من دعوة مماثلة من المرجعية. ودعا العبادي «السلطة القضائية إلى القيام بسلسلة إجراءات جذرية لتأكيد هيبة القضاء واستقلاله وتمكينه من محاربة الفساد وتكريس مبدأ العدالة بين المواطنين»، بحسب بيان لمكتبه تلقت وكالة «فرانس برس» نسخة منه. وأكد أن «الإصلاحات الواسعة التي دعا إليها تتطلب قضاء عادلاً ونزيهاً ومحترماً لدعم هذه الإصلاحات والوقوف في وجه مافيات الفساد وإبعاد القضاء عن المحاصصة الحزبية والفئوية والطائفية، مشدداً على احترامه والتزامه بالقضاء العادل والنزيه». وقبل ساعات من بيان العبادي، أعلن السيستاني تأييده الإصلاحات التي أقرت هذا الأسبوع، مؤكداً ضرورة إقرانها بخطوات إضافية أبرزها في المجال القضائي. وقال وكيل السيستاني الشيخ عبدالمهدي الكربلائي في خطبة الجمعة «قد أعلن في الأيام الأخيرة اتخاذ عدة قرارات في سبيل إصلاح المؤسسات الحكومية ومكافحة الفساد فيها وتحقيق قدر من العدالة الاجتماعية». أضاف «ونحن، إذ نقدر ذلك، ونأمل أن تجد تلك القرارات طريقها إلى التنفيذ في وقت قريب، نود الإشارة إلى أن من أهم متطلبات العملية الإصلاحية أولاً إصلاح الجهاز القضائي، فإنه يشكل ركناً مهماً في استكمال حزم الإصلاح، ولا يمكن أن يتم الإصلاح الحقيقي من دونه». وفي ساحة التحرير وسط بغداد، تجمع الآلاف قرابة السادسة مساءً حاملين أعلاما عراقية، ومرددين هتافات عدة منها «بغداد لن تسكت بعد الآن»، و»كلهم حرامية». كما رفعوا صورا لسياسيين يتهمونهم بالفساد، وعليها علامة «إكس». في إطار متصل، دعت لجنة الأمم المتحدة لمناهضة التعذيب العراق أمس إلى إغلاق ما وصفته بأنه مراكز اعتقال سرية حيث يتعرض متشددون مشتبه بهم بينهم قصر «لتعذيب شديد». وتحدت اللجنة المكونة من 18 خبيراً مستقلاً راجعوا سجل العراق في مكافحة التعذيب والمعاملة السيئة الشهر الماضي المسئولين العراقيين أن يذكروا بالاسم شخصاً واحداً سجنه البلد بسبب قيامه بالتعذيب في نظام عدالة ضل طريقه. أمنياً، أعلنت قيادة عمليات الأنبار العسكرية أمس عن تحرير منطقة المضيق بالكامل من سيطرة تنظيم «الدولة الاسلامية» (داعش) بالتعاون مع طيران التحالف الدولي شرقي الرمادي مركز محافظة الأنبار. ويأتي ذلك فيما قال مسئول ومصادر أمنية أمس إن مقاتلي التنظيم هاجموا مشارف بلدة بيجي بشمال العراق الليلة قبل الماضية بالسيارات الملغومة واشتبكوا مع الجيش وجماعات مسلحة في الأحياء الغربية من البلدة التي توجد فيها أكبر مصفاة نفطية في البلاد. إلى ذلك، قالت السلطات الكردية في العراق أمس إنها تعتقد أن متشددي «داعش» هاجموا قوات البشمركة بأسلحة كيماوية ربما بغاز الكلور. وقال مجلس أمن إقليم كردستان إنه يحقق في عدة هجمات شنها مقاتلو «داعش» على مواقع للبشمركة ويشمل ذلك مدينة مخمور جنوب غربي أربيل عاصمة المنطقة الكردية شبه المستقلة في وقت سابق هذا الأسبوع. ومن جانبها، قالت الولايات المتحدة إنها لا تستبعد استخدام التنظيم غاز الخردل في هجوم على القوات الكردية. يأتي ذلك في أول إشارة إلى أن التنظيم حصل على سلاح كيماوي. أعلن مسئول أميركي مساء أمس الأول (الخميس) أن الإدارة الأميركية لا تستبعد أن يكون «داعش» استخدم هذا الأسبوع غاز الخردل في هجوم ضد البشمركة، واصفاً المعلومات التي ذكرت في هذا الصدد بأنها «معقولة».
مشاركة :