أختتمت الدورة الثالثة لمعرض الصين الدولي للواردات يوم الثلاثاء (10 نوفمبر) في مدينة شانغهاي الصينية حيث يعد أول معرضا دوليا كبيرا أقيم بشكل ميداني في ظل تفشى فيروس كورونا المستجد هذا العام. وحققت هذه الدورة من المعرض نتائج مثمرة في التعاون التجاري والاقتصادي حيث ازداد حجم الصفقات للبيع والشراء بمعدل 2.1% مقارنة من العام الماضي. وشعر العارضون بما فيهم المؤسسات العالمية الرائدة في القطاعات المختلفة وأقوى 500 شركة عالمية بثقة كبيرة تجاه المعرض والصين وفرص تشاطر الأسواق المنفتحة. وعندما خرب وباء كورونا المستجد المفاجئ نظام العالم ووتيرته وعندما تمّ تأجيل أولمبياد وتجميد معظم أنشطة المعارض في العالم جذب معرض الصين الدولي للواردات والذي أقيم في وقته المحدد بشكل ميداني العارضين حول العالم. يعد المعرض أيضا منصة ممتازة للتواصل والتعاون بين الشركات العالمية والحكومات المحلية على مختلف المستويات في الصين حيث يمكن أن تؤسس الشركات العالمية قاعداتها للانتاج وخطوطها الانتاجية في الصين بالتعاون مع الحكومات المحلية في مختلف المناطق الصينية بالإضافة إلى تقديم الامداد والمنتجات للشركات الصينية. وقد أصبح شعار "جعل سوق الصين سوقا عالميا وسوقا للتشاطر للجميع" تجسيدا حقيقيا للقوة الجاذبية لمعرض الصسن الدولي للواردات.وقد حقق حجم المشاركة للشركات العالمية المشهورة في المعرض رقما قياسيا جديدا رغم الانكماش الاقتصادي الذي تشهدها معظم الكيانات الاقتصادية الرئيسية في العالم بسبب تأثيرات جائحة كورونا. وقد أكّد المؤتمر الوطني ال19 للحزب الشيوعي الصيني أنّ الصين ستوسع انفتاحها على العالم ولن تغلق بابها أبدا وستطور الصين الاقتصاد المنفتح بمستوى أعلى لدفع تشكيل الوضع الجديد للانفتاح الشامل وتحقيق الفوز المشترك مع العالم. كما أكّد الرئيس الصيني شي جين بينغ في كلمته في مراسم الافتتاح للدورة الأولى من المعرض الذي خططه بنفسه أنّ خطوات الصين لدفع تحقيق المستوى الأعلى من الانفتاح لم تتوقف حيث يعد المعرض أول معارض تتخذ "الاستراد" كموضوعه الرئيسي على مستوى الدولة في العالم وجسد موقف الصين الدائم لدعم النظام التجاري المتعدد الأطراف ودفع تطوير التجارة الحرة. كما أكّد الرئيس الصيني في كلمته في مراسم الافتتاح للدورة الثانية من المعرض أنّ انفتاح الصين على العالم شامل الأبعاد وكامل المجالات وتعمل الصين على دفع تشكيل الوضع الجديد للانفتاح الشامل. وقد أصبح الانفتاح الأكثر الشمولية من الخصائص المهمة لانفتاح الصين على العالم بعد المؤتمر الوطني ال19 للحزب الشوعي الصيني. إنّ إقامة معرض الصين الدولي للواردات من ضمن سلسلة من الاجراءات الصينية المطبقة بهدف توسيع انفتاح الصين والتي تشمل أيضا تسهيل الاجراءات الجمركية والتجارية للشركات الأجنبية وتقليص القائمة السلبية وبناء المزيد من مناطق التجارة الحرية في الصين وفتح الضوء الأخضر لدخول الشركات الأجنبية في الأسواق الصينية لتشاطر فرص التنمية مع المستثمرين في العالم. وعلى سبيل المثال، استغرق شركة تسلا 20 شهرا فقط من بدء بناء مصنعها في شانغهاي إلى تصدير سياراتها Model 3 التي صنعت في مصنع شانغهاي إلى أوروبا. وقد أكّد المسؤول بالشركة أنّ هذا هو أفضل تجسيد ل"سرعة الصين" فقد قدمت الحكومة لصينية سياسة الدعم القوية لحل الصعوبات التي تواجه الشركة في سلسلة الامداد واستيراد المعدات وغيرها خلال فترة انتشار وباء كورونا وقد قدمت الحكومة الصينية بيئة الأعمال المتساوية لجميع الشركات المسجلة في الصين سواء الشركات الصينية أو الأجنبية. وبفضل هذه الجهود فقد جذب مول ليودي بشانغهاي للسلع العالمية 176 شركات من 70 دولة ووصل حجم السلع المستوردة إلى أكثر من 80 ألف قطع وبلغ حجم الاستيراد السنوي عشرة مليارات يوان صيني. وهي لمحة مصغرة لنتائج معرض الصين الدولي للواردات. وقد أكدت تقارير البنك الدولي في عام 2020 أنّ البيئة التجارية في الصين تشهد تحسنا مستمرا في السنوات الأخيرة وقد أصبحت الصين من كيانات اقتصادية رئيسية حققت أكبر تقدما في تحسين بيئة الأعمال التجارية.وحسب المعلومات من لجنة تنظيم معرض الصين الدولي للواردات فقد تمّ حجز الكثير من الأجنحة للدولة القادمة قبل يوم اختتام هذه الدورة من المعرض وكل هذه تثبت انفتاح الصين الأكبر أمام العالم وثقة العالم بانفتاح الصين!
مشاركة :