قال المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة، استيفان دو غريك، الأربعاء الماضي، إن «سياسة التجويع المتعمد (التي تتبعها الميليشيات في اليمن) تمثل جريمة حرب، وتتعارض مع القانون الدولي». ودعا المسؤول الأممي، في مؤتمر صحافي عقده بمقر المنظمة الدولية في نيويورك، جميع أطراف الصراع في اليمن، إلى تسهيل وصول المساعدات الغذائية والإنسانية لجميع المدنيين في البلاد. وقال فريق من منظمة أطباء بلا حدود غير الحكومية، إن «الوضع الصحي والإنساني في اليمن بات مقلقًا»، مطالبًا أطراف النزاع بعدم استهداف المرافق الطبية وتقديم العون اللازم. وقال رئيس بعثة أطباء بلا حدود في اليمن غزالي بابكير، في مؤتمر صحافي في عمان، إن «الوضع الصحي والإنساني في اليمن مقلق»، وذلك بحسب وكالة الصحافة الفرنسية. وأضاف أن «الاستجابة الدولية لهذه الأزمة الإنسانية خجولة ويشوبها التقصير»، مؤكدًا أن «الاحتياجات هائلة جدًا وتفوق قدرات المنظمات الإغاثية الحالية الموجودة». وأشار بابكير إلى أنه «في ظل العنف المستمر، يعاني اليمنيون من صعوبة الحصول على الخدمة الطبية النوعية والرعاية الصحية بدءًا برعاية الحوامل وصولاً إلى جرحى النزاع». أما تيري غوفو منسق برامج المنظمة في اليمن، فقال إن «الاحتياجات هائلة والناس بحاجة إلى الوصول إلى احتياجاتهم الأساسية». وناشد الفريق أطراف النزاع «احترام المرافق الطبية والكوادر العاملة فيها»، إضافة إلى «تسهيل وصول المساعدات المطلوبة وتسهيل نقل المرضى في أسرع وقت إلى المرافق الصحية». وقال رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر، السيد بيتر ماورير، إنه يشعر بالجزع لما شهده من معاناة في اليمن. وفي أثناء زيارة استغرقت ثلاثة أيام قام بها السيد ماورير إلى اليمن، زار رئيس اللجنة المناطق المتأثرة بالنزاع الدائر في صنعاء وعدن. وعقد اجتماعات مع كبار المسؤولين. وقال السيد ماورير إن «أقل ما يمكن قوله عن الأوضاع الإنسانية إنها مأساوية. فكل أسرة في اليمن تأثرت بهذا النزاع، ويواجه السكان مشقة بالغة. والوضع يزداد سوءًا كل يوم. لا بد من أن ينتبه العالم إلى ما يحدث». تفيد التقديرات بأن ما يقرب من أربعة آلاف شخص قُتلوا وأكثر من 19 ألفًا جرحوا منذ شهر مارس. واضطر 1.3 مليون شخص إلى هجر منازلهم. وأضاف السيد ماورير أن «للآثار المضاعفة للقتال الكثيف والقيود المفروضة على الواردات، تأثيرًا مأساويًا على الرعاية الصحية. فقد تعرضت المرافق الصحية لهجمات كثيفة ولحقت بها كذلك أضرار عرضية. ولا يمكن إدخال الأدوية، فتنهار بالتالي رعاية المرضى. ويعني نقص الوقود أن المعدات لا تعمل. ويعني انعدام الأمن أن حملات التطعيم لا تُنفذ. وبالطبع، فإن القتال يجعل من الوصول إلى المستشفيات مغامرة محفوفة بالمخاطر. إننا لنشهد دوامة انهيار مرعبة تتعرض فيها آلاف الأرواح للخطر». وتساعد اللجنة الدولية منذ يناير (كانون الثاني) في إمداد أكثر من مليوني شخص بالمياه، وتقدم الغذاء والمواد الأساسية الأخرى إلى أكثر من 100 ألف شخص. وتقدم اللجنة الدولية الدعم إلى المرافق الصحية بالتبرع بالمستلزمات والمعدات العاجلة وبإرسال فرق جراحية متخصصة في إصابات الحرب. ولكن السيد ماورير قال إن «هذا هو أقصى ما تستطيع المنظمات الإنسانية عمله». وقال السيد ماورير: «لا يمكن لهذا الوضع أن يستمر. إن اليمن ينهار. يجب أن تتحقق على جناح السرعة حرية حركة السلع الداخلة إلى البلد والمارة عبره. وينبغي تسهيل عمليات توزيع الغذاء والماء والدواء. يتعين بذل ما هو أكثر من ذلك بكثير. ولا بد من أن تركز العقول على إيجاد حل سياسي سريع». للجنة الدولية مكاتب في صنعاء وعدن وصعدة وتعز. ويعمل بها أكثر من 250 موظفًا في اليمن من بينهم 45 موظفًا دوليًا. وقد ضاعفت ميزانيتها التشغيلية المخصصة لليمن خلال عام 2015 لتصل إلى 56 مليون فرنك سويسري. وفي غضون ذلك، قام وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ، ستيفن أوبراين، بجولة في محافظة عدن اطلع على حجم الدمار الذي لحق بالمحافظة والأوضاع الإنسانية الصعبة التي تعيشها المدينة. وقال إن العمل الذي يقومون به هو من أجل إعادة الأمل لأبناء اليمن بشكل عام وأبناء عدن بشكل خاص، مضيفًا أن الأمم المتحدة ستقوم بافتتاح مركز عدن للإغاثة خلال الفترة المقبلة. إلى ذلك، استفاد أكثر من 300 ألف يمني من المساعدات التي بدأ مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية مرحلتها الثانية بتوزيع السلال الغذائية في محافظة تعز بالجمهورية اليمنية، حيث وزع 42989 سلة غذائية. كما وصلت إلى مطار عدن الدولي، أول من أمس، طائرة إغاثة قادمة من مملكة البحرين تحمل على متنها موادًا إغاثية وطبية كمساعدات إنسانية لأبناء عدن. وأرسلت مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية سفينة إغاثة تحمل أربعة آلاف طن من المواد الغذائية والتموينية إلى اليمن لمد يد العون والتخفيف من معاناة الشعب اليمني وقال مصدر مسؤول في مؤسسة خليفة للأعمال الإنسانية، إن «هذه الباخرة من المساعدات أبحرت من ميناء جبل علي في دبي متجهة إلى ميناء عدن. وتأتي تنفيذًا لتوجيهات القيادة الرشيدة بتوفير الاحتياجات الغذائية للشعب اليمني الذي يعيش أوضاعًا إنسانية صعبة». وكانت مؤسسة خليفة للأعمال الإنسانية، وبناء على توجيهات القيادة الرشيدة.. قد بادرت ومنذ بدء الأزمة اليمنية إلى الإسراع في تقديم المساعدات الإنسانية الغذائية والطبية العاجلة إلى اليمنيين. في اليمن. وأقامت المؤسسة خلال شهر يوليو (تموز) الماضي، جسرًا جويًا وبحريًا شمل 13 رحلة جوية حملت 450 طنًا وباخرة بحمولة ثلاثة آلاف طن من المواد الغذائية والتموينية والأدوية والمستلزمات الطبية.
مشاركة :