رحل صباح اليوم الناقد الأدبي الكبير سعيد الكفراوى، عن عمر يناهز 78 عاما، بعد رحلة طويلة قضاها فى الكتابة والإبداع.ولد "الكفراوي" فى قرية كفر حجازى بالمحلة الكبرى سنة 1942، ونشأ فيها، وبدأ اهتمامه بالأدب مبكرًا، فكون فى بداية الستينيات ناديا أدبيا فى قصر ثقافة المحلة الكبرى مع أصدقائه الدكتور جابر عصفور ومحمد المنسى قنديل وصنع الله إبراهيم ونصر حامد أبو زيد ومحمد صالح وفريد أبو سعدة، قبل أن يعرف الكفراوى طريقه إلى مجلس نجيب محفوظ على مقهى ريش بالقاهرة. بدأ الكفراوى الحياة الأدبية بكتابة القصة القصيرة من الستينيات، لكن أولى مجموعاته القصصية لم تنشر إلا فى الثمانينيات، وترجمت أعماله إلى الإنجليزية والفرنسية والألمانية والتركية والسويدية والدنماركية.عبر الكفراوى عن رأيه في كتابة القصة القصيرة خلال لقائته الأدبية قائلا: إنه أخلص بشكل كبير على مدى حياته لفن القصة القصيرة، مؤكدًا أن فن القصة أصعب فنون الكتابة السردية، لأن أي خطأ بها يكون بارزًا وواضحًا، ويعرض القصة بالكامل للفشل في إيصال مضمونها وموضوعها، فالقصة القصيرة تنطوي على الإمكانات التعبيرية القصوى في السرد الأدبي، فهل استطاعت أي رواية التعبير عن المعنى الذي عبرت عنه قصة يوسف إدريس "بيت من لحم" مثلًا؟ الواقع أنها كانت العمل الأبرز الذي عبَّر عن مشكلتنا الوطنية آنذاك.استطاع الكفراوى أن يمزج الواقع بالخيال في كتابة القصة القصيرة الواقعي وكانت حكاياته محملة بأحوال الجماعات المهمشة والمغمورة. قدم الكفراوى أكثر من ثلاثة عشر مجموعة قصصية منها:" من مدينة الموت الجميل" ، والبغدادية، ستر العورة، رائحة الليل، كشك الموسيقي، بيت للعابرين، زبيدة والوحش، يا قلب مين يشتريك، سدرة المنتهى، دوائر من حنين، وعشرون قمرًا في حجر الغلام، وحصل الكفراوى على جوائز عدة، منها جائزة السلطان قابوس بن سعيد للقصة القصيرة عن مجموعته القصصية "البغدادية"،جائزة الدولة التقديرية في الآداب، ترجمت أعماله إلى الفرنسية والإنجليزية والألمانية.
مشاركة :