بيروت، موسكو رويترز، أ ف ب أظهر رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، خالد خوجة، اقتناعاً بعدم تمسُّك الروس بشخص بشار الأسد بقدر تمسكهم بكيان الدولة ومؤسساتها، في وقتٍ تقرَّر تمديد وقف إطلاق النار في بلدة الزبداني التابعة لمحافظة ريف دمشق وقريتي كفريا والفوعة الواقعتين في محافظة إدلب. وأفاد خالد خوجة، في مؤتمرٍ صحفي عقده أمس في موسكو غداة مفاوضاتٍ مع وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، بـ “عدم تمسك موسكو بشخص الأسد؛ إنما تتمسك بالدولة والحفاظ على مؤسساتها ووحدة أراضي سوريا”. وكان خوجة جدَّد أمس الأول دعوته إلى الإطاحة بحكومة دمشق، معلناً معارضته ضمَّها بناءً على مقترحٍ روسي إلى تحالفٍ دولي جديد يحارب التنظيمات الإرهابية. وعلَّق المتحدث باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زخاروفا، بقوله “لطالما قلنا إننا لا ندعم الأسد شخصياً بل ندعم الرئيس السوري المنتخب شرعياً”. وأثار الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، في الـ 29 من يونيو الماضي إمكانية قيام تحالف دولي جديد يضم الجيش السوري لمواجهة تنظيم “داعش” بفاعلية أكبر. لكن خوجة رفض الاقتراح، وذكَّر بـ “انسحاب النظام أمام داعش وتسليمه التنظيم عديداً من المناطق الاستراتيجية واستيراده مليشيات طائفية لقتل الشعب وضرب الأسواق والتجمعات السكانية بكافة الأسلحة المتاحة”، واصفاً حكومة الأسد بـ “مصدر للإرهاب وللفوضى في المنطقة؛ وبالتالي لا يمكن أن تكون شريكاً في محاربة الإرهاب”. إلى ذلك؛ واصل سيرجي لافروف عقد لقاءاتٍ مع معارضين سوريين، والتقى أمس في موسكو مجموعةً من ممثلي “مؤتمر السوريين في القاهرة” بزعامة هيثم مناع. ميدانياً؛ تحدثت مصادر مقرّبة من الفصائل السورية المسلحة المناهضة للنظام عن قرارٍ بتمديد وقف إطلاق النار حتى يوم غدٍ الأحد في بلدة الزبداني القريبة من الحدود مع لبنان وقريتي كفريا والفوعة في الشمال الغربي. وتوقَّف القتال في البلدة والقريتين الأربعاء الماضي بعد مفاوضات مع قوات النظام بمشاركة مسؤولين أتراك وإيرانيين. ولفتت مصادر شاركت في التفاوض إلى تركيزه على الاتفاق على انسحاب مقاتلي المعارضة من الزبداني وإجلاء المدنيين من كفريا والفوعة. و”الاتفاق ليس نهائياً لكن المحادثات مستمرة”، بحسب مصدر مقرّب من المعارضة. في المقابل؛ أقرَّ مصدر مقرب من النظام بـ”سير المفاوضات ببطء”. والزبداني محور حملة شنَّها جيش الأسد ومسلحو حزب الله اللبناني على مدى أسابيع بهدف إجبار الفصائل المتحصنة داخلها على الانسحاب. وفي هجومٍ موازٍ؛ استهدف مقاتلون معارضون كفريا والفوعة. وقادت حركة “أحرار الشام” الإسلامية التفاوض ممثِّلةً عن جماعات المعارضة، فيما شارك فيه مسؤولون أتراك وإيرانيون. و”من بين المواضيع التي نوقشت؛ إنشاء ممر آمن للمقاتلين المصابين الذين يريدون مغادرة الزبداني ثم انسحاب جميع المقاتلين فيما بعد”، بحسب المصدر المقرَّب من النظام. وأشار المصدر ذاته إلى تقديم مقاتلي المعارضة قائمة بأسماء المصابين الذين يريدون إجلاءهم في البداية.
مشاركة :