شهد الساعات الماضية، أنباء متواترة عن وفاة زعيم تنظيم القاعدة الإرهابي، أيمن الظواهري.وما بين الوفاة الطبيعية، والموت نتيجة الإصابة بسرطان الكبد، تتداول المهتمون بشئون الجماعات المتطرفة، أخبار وفاة الظواهري، التي بدت مؤكدة ليس فقط لتداولها على نطاق واسع، من قبل عدد من الخبراء والصحفيين المشهورين في مجال متابعة أخبار الجماعات الإرهابية، ولكن أيضا لنشر هذه الأنباء، عبر عدد من الحسابات مواقع التواصل المختلفة، المعروفة بصلتها الوثيقة بالتنظيمات الإرهابية.الصحفي "حسن حسن"، رئيس تحرير مجلة "Newlines"، نشر على حسابه الخاص في "تويتر"، تغريدة تؤكد وفاة الظواهري، لأسباب طبيعية في منزله قبل نحو ثلاثين يوما، مسندا هذه المعلومات إلى من وصفهم بالمصادر المقربة لتنظيم "حراس الدين" التابع لـ"القاعدة". كما أكد أنه استوثق من صحة المعلومة ودقتها، كاشفا عن أنها تتداول على نطاق واسع داخل الأوساط الجهادية المقربة من تنظيم القاعدة، وهو ما يعني أنهم يتعاملون معها باعتبارها مؤكدة.كذلك فإن الصحفية "ريتا كاتز"، مديرة موقع "سايت"، المتابع لأنشطة التنظيمات الإرهابية، والحركات المتطرفة، كتبت تغريدة منذ ساعات، أكدت فيها وفاة أيمن الظواهري نتيجة المرض. وتثير أنباء وفاة الظواهري، التساؤلات عن مستقبل تنظيم القاعدة، في ظل تراجع قوة التنظيم خلال السنوات الماضية، فضلا عن مقتل الإرهابي قاسم الريمي، نائب الظواهري منذ فترة. وطبقا لآراء الخبراء فإن السيناريو الأقرب، بعد موت الظواهري، هو تفكك التنظيم، بدليل أن جماعة "حراس الدين"، أهم أذرع التنظيم حاليا، انقطعت اتصالاتها بالظواهري وقادة القاعدة الآخرين، منذ مصرع قاسم الريمي. الخبراء يشيرون أيضا إلى أن الشخص المرشح لخلافة الظواهري، بعد مصرع نائبه الريمي، هو محمد زيدان، الملقب بـ"سيف العدل"، وهو ليس بالكفاءة، ولا الكاريزمات التي تضمن للقاعدة البقاء، أو حتى حمياتها من التفكك. السيناريو الثاني الذي يتنظر مصير تنظيم القاعدة، هو أن تثير وفاة الظواهري صحوة، في صفوف التنظيم، خاصة بعد أن يتخلصوا من تعليماته التي كان بعض قادة الإرهاب يعتبرونها نوع من المهادنة، ومنها مثلا تعليماته لأتباعه في سوريا، بتجنب الاشتباك مع الجماعات الموجودة في سوريا.أما السيناريو الثالث، فهو أن يبقى التنظيم على ما هو عليه، محدود التأثير قليل الذكر في معظم مناطق وجوده، مع الحفاظ على نفوذه المرتفع قليلا بعدد آخر من المناطق، مثل: اليمن وأفغانستان.وتعليقا على هذه السيناريوهات الثلاثة، يرى طه على الباحث في شئون الجماعات الإرهابية، أن السيناريو الأقرب هو تفكك التنظيم، بالنظر إلى الشيخوخة التي ضربته، وفقدانه الاتصال بالكثير من فروعه حول العالم، وكذلك انهيار نفوذه بالمناطق المهمة والساخنة، وبخاصة في الشرق الأوسط.ولفت "على" إلى أن وفاة الظواهري، تمثل المسمار الأخير في نعش تنظيم القاعدة، الذي لم يعد باقيا له سوى الدفن في صفحات التاريخ السوداء، التي يدفن بها كل من أراق الدماء.يذكر أن أيمن الظواهري، تسلم قيادة تنظيم القاعدة، بعد مقتل أسامة بن لادن في العام 2011.
مشاركة :