سلمان العماري: أخشى أن «يأكل الجو مني» ابني نواف

  • 11/15/2020
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

استضافت أكاديمية الفنون الأدائية «لابا» الفنان القدير سلمان العماري عبر «لايف لابا» في تطبيق «إنستغرام» بلقاء مفتوح حول «الفنون البحرية»، أدارته رئيسة مجلس إدارة «لوياك» فارعة السقاف. وقالت السقاف إن «لابا» تستعد لإطلاق مشروع فني تراثي مهم في يناير المقبل لحفظ ذاكرة الوطن يقوده العماري، لافتة إلى أنه خلال الفترة من 20 يناير إلى 17 فبراير سيقدم الفنان القدير كل أربعاء حديثاً شائقا عن الفنون البحرية، وتطبيقات ونماذج عملية بمشاركة الشباب على الإيقاعات. وأكدت أن العماري ليس ضيفاً عادياً، فهو حافظ ذاكرة الكويت التراثية، ومبدع وفي جداً للشعر العربي الفصيح، وعاشق للتراث الحضرمي، ودائما ما يكرر أنه «هاوٍ» وليس بمحترف، فإذا كان هذا هو حال العماري الهاوي، فكيف سيكون العماري المحترف؟! وعبرت السقاف عن سعادتها بانضمامه إلى مجلس إدارة «لابا» وتبنيه لتقديم مادة تثقيفية للأجيال الشابة، مشيرة إلى تعاونه المثمر منذ سنوات مع مؤسسة لوياك. ويمكن مشاهدة اللقاء على حساب «لابا لوياك» على الإنستغرام @lapaloyac، إذ أدى العماري بصوته العذب الشجي، خلال اللقاء، مجموعة من المقاطع والنماذج الغنائية لمختلف الفنــون البحريــة التي تصاحــب رحلــة السفن لأغراض عملية، أو ترفيهية عن البحارة، وختمها بـ «زهيرية» وطنية تتغنى بالكويت، وفيما يلي تفاصيل الحوار: • إلى متى ستظل تُطلق على نفسك لقب «هاوٍ»؟ وهل هي مسألة تواضع؟ - التواضع لابد منه. لا أستطيع أن أقول عن نفسي أنني «محترف»، لأن ذلك يقيدني... فالهواية تمنحني الشعور بالحرية ولا تقيدني بشيء معين. • لكن أي شخص يمارس أي فن لأكثر من ساعتين فإنه ينتقل من الهواية إلى الاحتراف إذا تمرن عشرة آلاف ساعة، فأظنك تجاوزت هذا الزمن بمراحل؟ - بالنسبة لي بدأت هوايتي منذ حوالي 35 سنة، وأحيانا أمارسها مدة ساعتين أو أقل... وأحيانا تمر أيام دون أن أغني. • قبل أن ندخل في التفاصيل... ماذا عن الأسرة، ومن أين جاءت بذرة الفن؟ - بذرة الفن جاءت من الوالد، إذ كان محبا للفنون ويمارسها في عزلته خلال فترة شبابه، وكذلك أخي خالد. • وماذا عن أولادك؟ - ابنتي الكبيرة «غرام»، وبعدها «نواف»، و«بدرية» و«مبارك» و«عبدالله». و«نواف» فقط هو الذي أخذ مني مسار الفن، وهو فنان جيد وصوته وايد أحلى من صوتي... وإجادته لفن الصوت إجادة تامة، وهو مستمع لأنواع من الغناء الشرقي والهندي والتركي أكثر مني، ولا يقتصر على المحلي مثلي. «لذلك طول ما أنا موجود لن أخليه في الساحة، لأنه (هايكل الجو مني) (مازحاً). • ما سبب شغفك بالفن البحري؟ - أحببت أهل الفن قبل أن أحب الفن، وشعرت بمعاناتهم، وبعد ما تعمقت في إبداعاتهم لم أجد أحدا يذكرهم. فهم كانوا بحارة، وكان البحر مصدر الرزق للكويت قبل النفط. وكانوا يأتون من نجد ومن شبه الجزيرة العربية، وكانت موسيقاهم فيها الأنين والحنين. وكان «النهام» يغني بالآه دائما. فهذا الشيء جعلني أولع بالفنون البحرية، وجلست مع «نهامة» سافروا في البحر وعاشوا تجارب كثيرة. لذلك بعضهم لو «نهمت» أمامهم وأحسوا بالكلام كانوا يبكون من تأثرهم. لذلك فهمت الفنون البحرية العملية والترفيهية بحذافيرها. • هل هناك «نهامة» تعتبرهم مرجعاً لك؟ - كنت أسمع الفن البحري قبل أن أولع بالعود... خصوصا سالم العلان فهو صاحب حنجرة ذهبية. والنهام بغض النظر عن جمال وحلاوة صوته، المهم إحساسه بالغناء، وكانوا في الأساس ممن ركبوا السفن وسافروا وغاصوا. • النوخذة علي صالح الرومي يقول إن الفنون البحرية كانت متنوعة أكثر من الفنون البرية وطغت عليها. فهل تغير هذا الوضع اليوم؟ - أكيد الوضع تغير... فاليوم الفنون البحرية العملية لم تعد هناك حاجة إليها. • هل للفنون البحرية ترتيب معين؟ - طبعاً... فمع بداية الرحلة ورفع الشراع هناك غناء يختلف عن الغناء في منتصف الرحلة أو عند الوصول. إذا اكتمل عدد البحارة في السمبوكة والشوعي هذا في الغوص، لأن سفن الغوص قريبة على السيف وليست بعيدة لكن سفن السفر لابد من غناء «اليامال»، وهناك «اليامال» المحرقي، ويكون ضد التيار ومع التجديف السريع، عكس «اليامال الراكد» الذي يؤدى مع التيار. • ماذا عن «الخطفة»؟ - عندما يأمر النوخذة برفع الشراع تكون هناك طاعة تامة وتعاون كامل ويصاحب ذلك غناء النهامة، مع رفع «المرساة» من البحر. وعادة هناك أكثر من نهام كل منهم يلتقط من زميله ويكمل. ومع الانطلاق تكون الصلاة والسلام على الرسول، والتوكل على الله، وهنا تأتي «الخطفة». وفي كل موقف وحدث في البحر هناك أغنية وإيقاع خاص به. وإذا لم يرض النوخذة عن البحارة لا يسمح لهم بالغناء. وكانت هناك جلسات سمر على الأبوام تتضمن فنونا كثيرة مثل العدساني والحساوي والخماري والحدادي. • لماذا هناك «الحدادي» و«الحدادي مخالف»؟ - يسمى «مخالف» لأن من يغنون يكونون على جانبين مختلفين، وليس على جانب واحد. وفي معظم هذه الفنون يتم استعمال الهاون والمرواس والطبل. باستثناء «الفنون العملية» فتشمل الطويسة والطبل. وفي العدساني والخماري نستعمل «الطارة» و«الطبل». وفن السنجني يتم غناؤه عقب دهان السفينة للتعبير عن الفرح بها، وليس عند الوصول كما يظن البعض. • وماذا عن «أنواع الأصوات» وأصلها؟ - هناك «الشامي» و«العربي» و«الخيالي» واختلف الباحثون حول أصول هذه الأصوات. فالبعض يربط صوت الشامي بهبوب الهواء البارد، والبعض قال إن فن الصوت استلهم من الموشحات. والبعض قال إنها فنون حجازية وتسمية «الشامي» أتت من «الباب الشامي». وهناك من يرجع أصل «الصوت» إلى اليمن. وهو من الفنون الجميلة والمحببة بالنسبة لي.

مشاركة :