الرياض – تنطلق اليوم الأثنين1442/4/1 الموافق 16 نوفمبر 2020 ملتقى حوارات المملكة الثالث بعنوان : نتحاور لنتسامح “وذلك عبر شبكة الإنترنت، تزامناً مع اليوم العالمي للتسامح، وأكّد الدكتور عبد الله الفوزان الأمين العام لمركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني أن التسامح قيمة إنسانية سامية، وسلوك حضاري، وضرورة مجتمعية، ووسيلة لتحقيق التعايش السلمي وتلاحم المجتمع وتضامنه وتماسكه وخاصة في المجتمعات ذات التنوع الديني والثقافي، وذلك باحترام الآخر وقبوله دون تمييز والانفتاح على الثقافات المختلفة، بعيدا عن كل أشكال التمييز والفرقة والكراهية. وأوضح أن التسامح قيمة متجذرة وواقع أصيل يتجسد يوماً بعد آخر على أرض المملكة منذ القدم في ظل رعاية رسمية وشعب متسامح كريم ومنفتح مع العالم ويتفاعل ويتعاطى مع كل شيء ويقبله دون تمييز، موضحا أن أبناء هذه البلاد المباركة جُبلوا على التسامح وفتحوا أعينهم على الحياة في أجوائه، باعتباره إحدى القواعد الأساسية التي أسست عليها المملكة وترتكز قيمه على الدين الإسلامي وإرث المغفور له الملك عبد العزيز، طيب الله ثراه، مؤسس الدولة السعودية وباني نهضتها الحديثة، وعلى خطى المؤسس سار من بعده أبناؤه البررة، فجعلوا أرضها واحة للتسامح والتعددية والتنوع، وبيئة حاضنة لثقافات العالم وحضاراته وموطناً للشعوب التي تعيش وتعمل على أرضها مما جعلها أنموذجاً عالمياً للتسامح والمحبة والسلام. وأشار الفوزان إلى أن المملكة قامت بمجموعة كبيرة من المبادرات التي تصب في دعم وتعزيز قيمة التسامح، أبرزها إنشاؤها لمركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني الذي يعد إحدى مؤسسات المجتمع الوطنية المعنية بترسيخ هذه الفضيلة الأخلاقية من أجل الوصول إلى مجتمع متعايش ومتلاحم وقادر على مواجهة كل ما يهدد نسيجه الاجتماعي بما يتوافق مع برنامج التحول الوطني 2020 ورؤية المملكة 2030 ولفت أن المركز أولى منذ تأسيسه أهمية كبيرة للتسامح وأعلى من شأنه، فجعله أحد أهدافه السامية التي يسعى بدأب وفاعلية لترسيخها لدى كافة أطياف المجتمع عبر تنظيم وإقامة العديد من الفعاليات والبرامج والمشاريع، سواء من خلال مقره الرئيسي في الرياض، أو عبر فروعه، أو مشرفيه المنتشرين في مختلف مناطق المملكة، مشيرا إلى إنجاز المركز لأول مؤشر من نوعه في المنطقة، يهدف إلى الوقوف على مستوى التسامح في المملكة وتعزيز ونشر قيمه بين مواطنيها، إضافة لإصداره العديد من الكتب والإصدارات، وعقده الكثير من الشراكات والاتفاقيات المحلية والدولية والتي يسعى من ورائها إلى تعزيز قيم التسامح، ليصبح السبيل للعيش ضمن مجتمع متلاحم ومتماسك. وأعرب الفوزان بمناسبة احتفال المملكة والعالم باليوم العالمي للتسامح عن أمله في نشر وتأصيل ثقافة السلام والتسامح والتعايش في العالم ومد جسور التواصل بين الأديان والثقافات المختلفة وتحقيق طموحاتها في التنمية والتطور حتى تكون خير زاد ومعين لهم في المساهمة في الحوار بين تلك الأديان والثقافات وإدارة التحولات الاجتماعية المعقدة بينها ومواجهة موجات الكراهية والتطرف التي تغزو العالم كله من شرقه إلى غربه ومن شماله لجنوبه
مشاركة :