مما لا شك فيه ان انتخاب رئيس أمريكا يلقي بظلاله علي النظام العالمي من حيث توجهاته الاقتصادية و السياسية المختلفة . و لقد لاحظنا جميعا التحول الدرامي لسياسة الرئيس الامريكي "ترامب" خلال الاربع سنوات الماضية، من تصاعد الحرب الاقتصادية بين امريكا و كل من الصين و الاتحاد الاوروبي التي بدأت بغرض إجراءات حمائية ضد المنتجات الصينية و الاوروبية و التي انتهت بانسحاب امريكا من اتفاقية المناخ العالمية و الغاء الاتفاق النووي مع ايران و ما تبعه ذلك من تصاعد وتيرة المواجهة بين الدول الاوروبية مثل فرنسا و الولايات المتحدة الامريكية من جانب و روسيا وأمريكا من جانب اخر.وإذا نظرنا الي مصر و علاقتها بكل اطراف القوى ذات النفوذ العالمي و تأثير انتخاب الرئيس المنتخب " جو بايدن" علي مصر بصفة خاصة والشرق الاوسط بصفة عامة عامة نرى ان مصر لن تتأثر كثيرا من تغيير الحزب الحاكم عليها، حيث ان مصر 2020 تختلف تماما عن مصر 2011، حيث امتلكت من الادوات ما يمكنها من تحديد نفوذها و الحفاظ علي وحدة أراضيها من اي تهديد خارجي.فقد قفز الجيش المصري من المرتبة 12 علي مستوي العالم الي المرتبة التاسعة و ذلك في غضون سنوات قليلة و ذلك بتغيير التسليح  النوعي والاستراتيجي من تنوع مصادر التسليح و بناء قواعد عسكرية في غرب البلاد و جنوبها و تأسيس الاسطول المصري الشمالي و الجنوبي لحماية مصالحها القومية و من ناحية اخري فقد انتعش الاقتصاد المصري عن طريق التوسع في مشاريع البنية التحتية مما اثر ايجابيا علي ثبات العملة المحلية و قلل من معدلات البطالة و التضخم و لقد شهدت بذلك كافة مؤسسات التمويل الدولية مثل "البنك الدولي و مودييز و فيتش".إن الولايات المتحدة دولة ذات مؤسسات و تحكمها سياسات ثابتة حتي وإن تغير رئيسها فإنه ينفذ سياسات تم الاتفاق عليها و ان تختلف في التطبيقات من وقت الي آخر مثل السماح لقوي اقليمية بالتمدد غربا نحو ليبيا بالرغم من شهر العسل المعلن مع ادارة الرئيس ترامب ومع تأييده لمصر في العديد من الملفات الاقليمية مثل سد النهضة الاثيوبي و كذلك سيفعل "جو بايدن".الحقيقة الفارقة هي ان مصر دولة قوية و محورية و مؤثرة في المنطقة وأن جميع القوي تعلم ذلك جيدا و تراقبه عن كثب، و طالما بقيت مصر علي وحدة شعبها الداخلية و قوة اقتصادها و جيشها فإنه لن يكون هناك اي تأثير فعال من تغيير الحكم بين ترامب و بايدن.