دعاء الاستفتاح في الصلاة.. وردت عدة صيغ لدعاء الاستفتاح منها: «اللَّهُمَّ بَاعِدْ بَيْنِي وبَيْنَ خَطَايَايَ كَـمَا بَاعَدْتَ بَيْنَ الـمَشْرِقِ والـمَغْرِبِ، اللَّهُمَّ نَقِّنِي مِنْ خَطَايَايَ، كَـمَا يُنَقَّى الثَّوْبُ الأبْيَضُ مِنَ الدَّنَسِ، اللَّهُمَّ اغْسِلْنِي مِنْ خَطَايَايَ، بالثَّلْجِ والـمَـاءِ والبَرَدِ»، وصحابي الحديث هو أبو هريرة -رضي الله عنه-.مفردات الحديثقوله: «خطاياي» جمع خطيئة؛ وهي الذنب.وإنما شبه بعدها ببعد المشرق والمغرب مبالغة في البعد؛ لأنه ما في المشاهدات أبعد مما بين المشرق والمغرب، فيكون المراد من المباعدة محو الذنوب، وترك المؤاخذة بها، أو المنع من وقوعها، والعصمة منها.قوله: «اللهم نقني» أي: نظفني «من خطاياي» كما تنظف «الثوب الأبيض من الدنس»؛ شبه نظافة ذاته من الذنوب بنظافة الثوب الأبيض من الدنس؛ لأن زوال الدنس في الثوب الأبيض أظهر، بخلاف سائر الألوان؛ فإنه ربما يبقى فيه أثر الدنس بعد الغسل، ولم يظهر ذلك لمانع فيه بخلاف الأبيض، فإنه يظهر كل أثر فيه؛ والقصد من هذا التشبيه أن يقلع من الذنوب بالكلية، كقلع الدنس من الثوب الأبيض، بحيث لم يبق فيه أثر ما.قوله: «اللهم اغسلني من خطاياي...» إلى آخره، ذَكَرَ أنواع المطهرات المنزلة من السماء، التي لا يمكن حصول الطهارة الكاملة إلا بأحدها، تبيانًا لأنواع المغفرة، التي لا يخلص من الذنوب إلا بها؛ أي: طهرني من الخطايا بأنواع مغفرتك، التي هي في تمحيص الذنوب نهاية هذه الأنواع الثلاثة في إزالة الأرجاس، ورفع الجنابة والأحداث.والمعنى: كما جعلتها سببًا لحصول الطهارة، فاجعلها سببًا لحصول المغفرة؛ وبيان ذلك في حديث أبي هريرة -رضي الله عنه عن النبي -صلى الله عليه وسلم: «إذا توضأ العبد المسلم أو المؤمن، فغسل وجهه، خرج من وجهه كل خطيئة نظر إليها بعينيه مع الماء أو مع آخر قطر الماء».متى يقال دعاء الاستفتاح يقول المصلي دعاء الاستفتاح بعد تكبيرة الإحرام وقبل الشروع في القراءة، مؤكدة أنه سنة عند الأئمة الثلاثة خلافًا للمالكية في المشهور حيث قالوا مستحب في النفل و مكروه في الفرض.صيغة دعاء الاستفتاحعند الأحناف: سبحانك اللهم وبحمدك، وتبارك اسمك، وتعالى جدك، ولا إله غيرك، وقيل: وجهت وجهي للذي فطر السموات والأرض حنيفًا مسلما وما أنا من المشركين، لافتةً إلى أن الجمع بينهما أولى.عند المالكية: سبحانك اللهم وبحمدك، وتبارك اسمك، وتعالى جدك، ولا إله غيرك، وجهت وجهي للذي فطر السموات والأرض حنيفا وما أنا من المشركين.عند الشافعية: وجهت وجهي للذي فطر السموات والأرض حنيفًا مسلماوما أنامن المشركين، إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين؛ لاشريك له، وبذلك أمرت، وأنا من المسلمين.عند الحنابلة: سبحانك اللهم وبحمدك، وتبارك اسمك، وتعالى جدك، ولا إله غيرك، مشيرة إلى أنه يجوز أن يأتي بالنص الذي ذكره الشافعية.هل تصح الصلاة بدون دعاء الاستفتاح؟دعاء الاستفتاح ليس بواجب فهو سُنة، فإن لم يقله الإنسان فى صلاته فلا حرج عليه، والاستفتاح فى الصلاة بعد التكبير طلب للفتح وتوطئة لتلاوة الفاتحة وكله حسنًا وخيرًا ولكنه ليس واجبًا بل هو مستحبالتوقيت الصحيح لدعاء الاستفتاحدعاء الاستفتاح في الصلاة يقال سرًا لا جهرًا، منوهًا وصيغته: «سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ وَتَبَارَكَ اسْمُكَ وَتَعَالَى جَدُّكَ وَلاَ إِلَهَ غَيْرُكَ».جمهور العلماء رأوا أنه وقت دعاء الاستفتاح يكون بعد تكبيرة الإحرام وقبل الاستعاذة، أما المالكية فرأوا أنه قبل التكبير والدخول في الصلاة.
مشاركة :