في منتصف أربعينيات القرن الماضي، وعندما كان اسم طه حسين، عميد الأدب العربي، لامعًا في الأوساط الأكاديمية المصرية والفرنسية، وصار نموذجًا وقدوة لكل من يرغب في التنوير، ورغم ما أُثير من قبل حول كتابه "في الشعر الجاهلي" والذي أدى به إلى دروب النيابة؛ واجه اتهامًا خطيرًا في أحد الظروف الحالكة التي مرت بها المنطقة.لم تكد الحرب العالمية الثانية تضع أوزارها، حتى بدأت الجماعات الصهيونية الاستيطانية تُثبت أقدامها في أرض فلسطين، وفي ذلك الوقت العصيب، تم اتهام طه حسين بمحاباة الحركة الصهيونية، عندما أصدر مجلة "الكاتب المصري" في أكتوبر عام 1945 بتمويل من شركة تملكها أسرة هراري اليهودية المصرية، وهي شركة تحمل اسم الكاتب المصري، وكانت متخصصة في الطباعة وبيع الآلات الكاتبة وأجهزة تصوير المستندات وغيرها.وبعد أن صدرت هذه المجلة بدأت حرب الإشاعات القاسية ضد طه حسين ومجلته، وأخذ المنافسون الذين يحسدونه على ما وصل إليه من مكانة في المجتمع والأدب يشنون عليه حملات تتهمه بأنه يصدر مجلته بأموال الصهيونية التي ابتلعت فلسطين وتريد أن يكون لها دعاة في مصر وأجهزة إعلام تدافع عنها وتساند آراءها ومواقفها المختلفة؛ وتوقفت المجلة في شهر مايو 1948، وهو الشهر الذي شهد اندلاع الحرب العربية الإسرائيلية الأولى.
مشاركة :