أثر وباء كورونا المستجد "كوفيد-19" على العديد من القطاعات، فأغلقت العديد من الشركات أبوابها؛ بسبب الإفلاس، واتجهت أخرى لتسريح بعض العمالة لخفض النفقات، مما تسبب في خسارة آلاف الأشخاص لوظائفهم. ومع تزايد عدد العاطلين عن العمل، وزيادة عدد الباحثين عن فرص عمل، وأيضًا زيادة عدد الأشخاص الذين يتجهون للعمل في صناعات أخرى غير تلك التي كانوا يعملون بهم، أصبحت السيرة الذاتية الجيدة أكثر أهمية من أي وقت مضى. وتشير خبيرة التوظيف أماندا أوغسطين إلى أن أكبر خطأ يقع به الباحثون عن وظيفة، هو إرسال نفس السيرة الذاتية لكل أنواع الوظائف التي يتقدمون إليها، مضيفة أن العديد من الأشخاص اضطروا للتقديم لوظائف خارج مجال عملهم، كما أن هناك كثيرين لم يبحثوا عن فرص عمل منذ فترة طويلة، واضطروا لذلك بعد أن فقدوا وظائفهم فجأة. وتنصح أماندا الأشخاص الباحثين عن وظائف، بأن يقوموا بتحديث سيرتهم الذاتية لتناسب الوظائف الجديدة، أو إعداد نماذج جديدة من السير الذاتية لتناسب أنواع الوظائف المختلفة التي يتقدم لها الأشخاص. ثلاث نصائح لتحديث السيرة الذاتية للحصول على فرصة عمل الخطأ الشرح 1- البدء بفقرة شخصية - إذا كان الشخص يتقدم لوظيفة بعيدة عن مجال عمله، فمن المهم أن يكتب فقرة شخصية في أعلى ورقة السيرة الذاتية، وتنصح أماندا بأن تكون الفقرة بمثابة عرض ترويجي، يفهم من خلالها القارئ هدف المتقدم للوظيفة وأهم مهاراته. - من المهم أن يركز الشخص في كلماته على وظيفة المستقبل، وعلى أوجه الشبه بين الوظيفة القديمة والوظيفة الجديدة، بما في ذلك المسؤوليات اليومية، وسير العمل، أو المهارات اللازمة. - تنصح أماندا الأشخاص أيضًا بأن يتأكدوا من أن ما يكتبوه يجيب عن سؤال "كيف ساعدك عملك السابق على اكتساب مهارات تجعلك موظفًا فريدًا في الوظيفة الجديدة؟". 2- استخدام مفردات تناسب الوظيفة الجديدة - تنصح أماندا الباحثين عن عمل باستخدام مفردات- في القسم الخاص بالتاريخ المهني في سيرهم الذاتية- تناسب الوظيفة التي يتقدمون إليها، خاصة تلك الكلمات التي تسلط الضوء على مهارات خاصة أو مهارات قيادية. - إذا كان الشخص يتقدم لمجال جديد بعيد عن مجال عمله، فمن الممكن أن يستخدم مفردات عامة، وتعطي أماندا مثالاً على ذلك بإحدى أفراد عائلتها التي كانت تعمل مسوقة في شركة لتأجير السيارات، وأرادت الانتقال للعمل في مجال التجارة الإلكترونية لمنتجات التجميل، لكن سيرتها الذاتية القديمة كانت تنطوي على مصطلحات خاصة بصناعة السيارات، مما قد يجعل مديري التوظيف يرون أنها لن تكون مناسبة للعمل في مجال بيع منتجات التجميل عبر الإنترنت. - تقول أماندا إنه على الرغم من أن قريبتها كانت قد حققت إنجازات رائعة، إلا أنه إذا لم يكن الشخص يعرف أي شيء عن صناعة تأجير السيارات، فلن يفهم المصطلحات الواردة في السيرة الذاتية. - من خلال إجراء بعض التغييرات اللغوية البسيطة، تتحول الإنجازات التي حققتها في مجال السيارات إلى إنجازات عامة أكثر، فبدلاً من كتابة "الإعلان عن السيارات" يمكن كتابة "الإعلان عن المنتجات"، مما يجعل مدير التوظيف يركز على المهارات التي لديها كأخصائية تسويق، بدلاً من نوع الشركة التي كانت تعمل بها في السابق، ويمكن تطبيق نفس الأمر عند تحديث أي سيرة ذاتية لتتناسب الكلمات المستخدمة مع نوع وطبيعة الوظيفة التي يتقدم لها الشخص. 3- التركيز على المهارات الشخصية - تكتسب المهارات الشخصية أهمية متزايدة في سوق العمل، لذلك من المهم تسليط الضوء في السيرة الذاتية على أبرز المهارات الشخصية التي يمتلكها الشخص، وترتيبها حسب أهميتها في الوظيفة، فربما تكون إحدى هذه المهارات تمثل أولوية في وظيفة سابقة، لكنها غير مهمة في الوظيفة الجديدة. - وجدت دراسة أجرتها شركة "TopResume" بين شهري أغسطس وسبتمبر من هذا العام، شارك بها 334 خبير موارد بشرية، أن مديري التوظيف يفضلون بشكل متزايد المرشحين للوظائف الذين تتضمن سيرهم الذاتية خمس مهارات شخصية أساسية، وهي القدرة على التكيف والمرونة، والقدرة على التواصل، والتفكير النقدي وحل المشكلات، والتعاون والعمل الجماعي، وإدارة الوقت.
مشاركة :