أقام الملتقى الثقافي بجدة أمسية موسيقية بعنوان «المقامات بين الطرب والتأمل» والتي قدمها الموسيقى وعازف العود منير الحبشي، حيث تحدث في بدايتها عن المقامات والعزف، وقال: «أنا مهندس معماري واهتمامي بالموسيقى كان قبل الدراسة الجامعية والحياة العملية من أيام الثانوية وحتى الآن، وخاصة العزف على آلة العود، ولدي شغف بالموسيقى وتاريخها وتفاصيلها بين الشرق والغرب». وحول علاقة الترابط بين الهندسة والمقامات الموسيقية، قال منير: «لاحظت أن العمارة لديها أرضية مشتركة مع الموسيقى والفنون عموماً في المدارس، لأن العمارة في النهاية علم وفن، فمن المدارس الفنية على سبيل المثال وليس الحصر: الكلاسيك، والبوست مودرن، والمودرن، والفانتزي، حتى الفنكشن، والفورم موجود في الموسيقى وموجود كذلك في الهندسة المعمارية، والهندسة المعمارية تحديداً وليس المجال التقني بقدر ماهو مجال التصميم تحديداً». وبين أن اختلاف المقامات من بلد إلى آخر أمر طبيعي، لأن المقامات جزء من الموروث والثقافة، ولكل بلد عاداته وتقاليده وموروثه من مأكل ومشرب وملبس ولهجة ومفاهيم معينة، والموسيقى طبعاً هي المقامات، وهي المناطق الصوتية المختلفة للموسيقى التي يتداولها المجتمع، فكل مجتمع عادةً يتداول عدداً معيناً من المقامات لا نستطيع تحديده، لكن كل مازاد عدد هذه المقامات دل على نضج ووعي المجتمع». واستطرد منير خلال حديثه عن المقامات التي لم تدرج، حيث قال: «جميعها مدرجة، وهناك اختصاصيون في هذه الأمور، في أكاديميات الموسيقى والمعاهد العالية، والوطن العربي يزخر بهؤلاء الذين قاموا حسب اطلاعي برصد كافة المقامات حتى المحلية منها والنادرة، وعلى سبيل المثال وليس الحصر لدينا في الحجاز مقامات، ومجهود الأستاذ جميل محمود واضح، والذي قام تقريباً بحصر معظم الألوان والمقامات المتداولة في المنطقة سواء في الحجاز أو باقي مناطق المملكة». مؤكداً أنه -منير- نشأ بين المقامات الحجازية، متجهاً بعد ذلك إلى المقامات المصرية والشامية، وهي قريبة من المقامات الحجازية، ويذكر أن كبار المطربين في مكة والمدينة قديماً كانوا يستمعون إلى عبدالوهاب والسنباطي، وكذلك مناطق المملكة يمكن أن يستمعوا لأهل الشام والعكس صحيح، وبطبيعة الحال إذا كان هناك تواصل بين الشعوب سيكون من ضمنها الموسيقى». يذكر أن أمسية «المقامات بين الطرب والتأمل» أقيمت بنادي شركة الكهرباء، حيث قدم سعد البلادي مدير الملتقى الثقافي بجدة درعاً تذكارياً للموسيقي منير الحبشي. جانب من الحضور
مشاركة :