أغلقت مكاتب الاقتراع الأحد في البرازيل عقب الدورة الأولى لانتخابات بلدية مرّت دون حوادث، في أوّل اختبار انتخابي خلال حقبة الرئيس جايير بولسونارو جرى في خضمّ تفشّي فيروس كورونا المستجدّ. وقال رئيس المحكمة الانتخابيّة العليا روبرت باروسو مساءً، إنّ "كلّ شيء سار بطريقة طبيعيّة" في حين "نعيش في خضمّ جائحة". وبسبب الجائحة، أُقيمت غالبيّة الحملة لانتخاب 5569 رئيس بلديّة ومستشاريهم، على شبكات التواصل الاجتماعي، مع أنشطة ميدانيّة محدودة. والاقتراع الذي تُعلن نتائجه نحو الساعة 22,00 (الإثنين 01,00 ت غ)، يُفترض أن يؤكّد انتصار اليمين الذي بدأ بانتخاب بولسونارو قبل عامين، ويُعزّز مواقع الأحزاب المحافظة التقليديّة. وتُنظّم الدورة الثانية للانتخابات في 29 تشرين الثاني/نوفمبر. لكنّ استطلاعات رأي أجراها معهد "ايبوب" أشارت إلى أنّ المرشّحين المدعومين من الرئيس اليميني المتشدّد حقّقوا نتائج متباعدة، إذ تقدّم بعضهم فيما تخلّف البعض الآخر. ويحظى بولسونارو حاليًّا بدعم 40 بالمئة من البرازيليين، ويتوقّع محلّلون أن تفرز الانتخابات موجة محافظة جديدة مع فوز مرشّحين يتبنّون خطابًا أمنيًا كثير منهم عسكريّون سابقون. في تصريح لوكالة فرانس برس، قال أستاذ العلوم السياسية في جامعة كامبيناس، أسوالدو أمارال إنّ "من المرجح أن نشهد ترسيخًا لما صار عام 2018، مع صعود أحزاب اليمين أو وسط اليمين". لكن سيكون كذلك من الصعب استخلاص استنتاجات حول شعبية الرئيس الذي لم يعد مرتبطا بأي حزب منذ مغادرته "الحزب الاجتماعي الليبرالي"، وهذا الأخير تاسع تنظيم سياسي انتمى إليه بولسونارو خلال مسيرته الممتدة على 30 عاما. في هذا الصدد، صرّح أستاذ العلوم السياسية في جامعة ميناس غيرايس الفدراليّة فيليبي نونيز لفرانس برس أنّ "بولسونارو هو أوّل رئيس بلا حزب أثناء انتخابات بلدية منذ عودة البرازيل إلى الديموقراطية (عام 1985)، لذلك سيكون من الصعب معرفة إن كانت نتائجها فوزا أم هزيمة" له. وهناك توقّعات بأن يُحقّق اليسار أيضًا مكاسب انتخابيّة مهمّة. وشهد "حزب العمّال" الذي ينتمي إليه الرئيس الأسبق لويس إيناسيو لولا دا سيلفا أسوأ هزيمة في تاريخه عام 2016 بخسارته أكثر من 60 بالمئة من البلديات التي فاز فيها في الانتخابات السابقة. وقال لولا بعد الإدلاء بصوته صباحًا في ساو برناندو دو كامبو، قرب ساو باولو، إنّ "هذه انتخابات تاريخيّة وأظنّ أنّ حزب العمّال سيخرج منها أقوى (...) وأنّنا سنفوز في كثير من المدن". وتبدو مانويلا دافيلا من "الحزب الشيوعي البرازيلي" أبرز المرشّحين للفوز في مدينة بورتو أليغري. وهذا الاقتراع الذي أرجئ ستّة أسابيع بسبب جائحة كوفيد-19، شهد زيادة كبيرة في عدد المرشّحين السود والنساء ومتحوّلي الجنس.
مشاركة :