"أنصار ترامب "يتظاهرون دعماً له ورفضاً لنتيجة الانتخابات

  • 11/15/2020
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

يشارك الآلاف من أنصار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في مسيرات بالعاصمة واشنطن، دعماً لمزاعمه بحدوث مخالفات في انتخابات رئاسة الولايات المتحدة. وانضم إلى المتظاهرين الذين كانوا يحملون الأعلام، أعضاء من الجماعات اليمينية المتطرفة، بمن فيها جماعة "براود بويز"، وكان بعضهم يرتدي خوذات وسترات واقية من الرصاص. وفي وقت سابق، احتشد متظاهرون حول الموكب الرئاسي، أثناء توجه ترامب إلى أحد ملاعب الغولف الخاصة به. وفاز مرشح الحزب الديمقراطي جو بايدن في الانتخابات التي جرت يوم 3 نوفمبر/ تشرين الثاني. وعزز بايدن انتصاره يوم الجمعة، بفوز متوقع في ولاية جورجيا - مما جعله أول مرشح ديمقراطي يفوز بالولاية منذ عام 1992. ونال بايدن 306 أصوات في المجمع الانتخابي، وهو ما يزيد كثيراً عن الحد الأدنى المطلوب للفوز بالرئاسة (270 صوتاً). لكن حتى الآن، رفض ترامب قبول الهزيمة. فقد بدأ طعونا قانونية في عدد من الولايات الرئيسية، كما زعم حدوث مخالفات على نطاق واسع، دون أن يقدم دليلاً على ذلك. ماذا حدث في المسيرات المؤيدة لترامب؟ بدأت المظاهرات ظهر السبت بالتوقيت المحلي (الخامسة مساء بتوقيت غرينتش) في ساحة الحرية بالقرب من البيت الأبيض وكانت من المقرر أن تتجه نحو المحكمة العليا. واستخدم المتظاهرون أسماء مختلفة للحدث، بما في ذلك "مسيرة ماغا المليونية" Million MAGA March - باستخدام اختصار MAGA لشعار ترامب "اجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى" - بالإضافة إلى "مسيرة ترامب" و"أوقفوا السرقة: واشنطن" Stop the Steal DC. وبالإضافة إلى مؤيدي ترامب العاديين، كان أعضاء من جماعة براود بويز اليمينية المتطرفة وميليشيا حراس القسم من بين المشاركين في المسيرة. وخاطب المروّج لنظرية المؤامرة، أليكس جونز، الحشود. وقال ترامب يوم الجمعة إنه قد "يحاول التوقف والقول مرحباً" للمتظاهرين. ومرّ موكبه الى جانب المتظاهرين صباح يوم السبت وقام بجولة في ساحة الحرية، لكنه واصل طريقه إلى نادي الغولف الخاص به في ستيرلينغ بولاية فيرجينيا. وفي وقت لاحق أعاد تغريد مقطع فيديو للمتظاهرين، نشره دان سكافينو وهو مسؤول في البيت الأبيض، وكتب "سننتصر!". ومع ذلك، لم يتضح ما إذا كان ترامب يعتزم الظهور مرة أخرى على الأرض بين المتظاهرين. وتوقع المنظمون وصحفيون بوسائل إعلام يمينية متطرفة، بالإضافة إلى مسؤولين بالبيت الأبيض، مشاركة أعداد كبيرة من المتظاهرين. وتخطط جماعات يسارية للخروج في مظاهرات مناوئة ولكن لم ترد أي أنباء عن مواجهات خطيرة. وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، ألغى موقع الإقامة "اير بي ان بي" Airbnb على الإنترنت، حجزاً أجراه عضو مزعوم في مجموعة "براود بويز" Proud Boys، قائلاً: "لا مكان لأي شخص ينتمي إلى مجموعات كراهية على اير بي ان بي". وفي الوقت نفسه، استخدم محبو موسيقى البوب الكورية (K-pop) هاشتاغ #MillionMAGAMarch على الإنترنت، لنشر صور لفطائر، احتجاجاً على التجمع المؤيد لترامب. وذلك في في أحدث مثال على استخدام محبي موسيقى البوب الكورية لصور غير ضارة لإغراق حملات لمؤيدي ترامب على وسائل التواصل الاجتماعي. شعور متزايد بفقدان المعركة قيمتها بدأ تيار تدريجي من مؤيدي ترامب يشق طريقه نحو ساحة الحرية، مرتدين قمصان تي شيرت ويحملون لافتات كتب عليها "أوقفوا السرقة" (سرقة الانتخابات) و"ترامب 2020". ولم يرتد الكثير من المتظاهرين أقنعة الوجه، رافضين إجراءات احتواء انتشار فيروس كورونا. وفي هذا الصدد وحده، ينظر منتقدو ترامب إلى هذا المسيرة المؤيدة له على أنها متهورة وغير مسؤولة. ويأتي ذلك في الوقت الذي تواجه فيه الولايات المتحدة بعضاً من أسوأ معدلات الإصابة بكوفيد-19 منذ بدء الوباء، مع تسجيل أكثر من 180 ألف حالة إصابة جديدة وألف و400 وفاة في البلاد خلال الـ 24 ساعة الماضية. ولا يبدو أن أياً من ذلك يمثل أهمية كبيرة للمشاركين الذين استقبلوا بحماس موكب الرئيس ترامب أثناء مروره مرتجلًا حول الساحة. إنهم يتمنون إلغاء نتيجة هذه الانتخابات ويدعمون بالكامل مزاعمه التي لا أساس لها، من تزوير الانتخابات ورفضه التنازل. ومع ذلك، على الرغم من أنهم قد ينكرون ذلك، إلا أنّ هناك إحساساً متزايداً بأنّ المعركة تفقد قيمتها وأن هؤلاء المؤيدين - شئنا أم أبينا - سيرون الرئيس المنتخب جو بايدن في البيت الأبيض في يناير/كانون الثاني. ماذا يقول ترامب؟ يواصل الرئيس الخلاف على نتيجة الانتخابات. وفي عدد كبير من التغريدات التي نشرها يوم السبت، قال إن عمليات التحقق من أوراق الاقتراع في جورجيا كانت "مضيعة للوقت"، مدعياً وجود مشاكل في التواقيع ولكن من دون أن يقدم أي دليل على ذلك. ومن المقرر إجراء إعادة فرز يدوية في جورجيا بسبب الهوامش الضيقة بين المرشحين، لكن من غير المتوقع أن يغير ذلك في النتائج. وفي يوم الجمعة، قال مسؤولو الانتخابات إن الاقتراع كان "الأكثر إحكاماً في التاريخ الأمريكي"، وذلك في أكثر رد مباشر من السلطات الفيدرالية على مزاعم الرئيس. وفي يوم الجمعة، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كايلي مكيناني لمحطة فوكس نيوز "الرئيس ترامب يرى أنه سيظل الرئيس ترامب، سيحظى بولاية ثانية". لكن كل محاولات ترامب لقلب النتيجة باءت بالفشل أو تعثرت حتى الآن وتعرضت لثلاث انتكاسات يوم الجمعة: في ولاية أريزونا، أسقط فريقه دعوى قضائية تطالب بمراجعة الأصوات التي تم الإدلاء بها في يوم الانتخابات بعد أن أصبح من الواضح أن تقدم منافسه كان لا يمكن تعويضه. وكان الطعن قد استند إلى الادعاء انه تمّ رفض بعض الأصوات القانونية. في ميشيغان، رفض قاضٍ طلباً قدمه اثنين من مراقبي الاقتراع الجمهوريين - الذين زعموا حدوث تزوير في مقاطعة واين - يهدف الى منع التصديق على نتائج الانتخابات في ديترويت. في فيلادلفيا في بنسلفانيا، تمّ رفض طلبات لحملة ترامب لإبطال عدة دفعات من أصوات الأشخاص الذين اقترعوا عبر البريد. ماذا يحدث لعملية الانتقال؟ يتزايد الضغط على ترامب للاعتراف بانتصار بايدن والمساعدة في التحضير للانتقال من إدارة إلى أخرى. ولم تعترف إدارة الخدمات العامة (GSA)، وهي الوكالة الحكومية المكلفة ببدء العملية، حتى الآن ببايدن ونائبته كامالا هاريس كفائزين في الانتخابات. ولم يُمنح فريق بايدن حق الوصول إلى إحاطات أمنية سرية والوكالات الفيدرالية والتمويل اللازم لضمان انتقال سلس للسلطة. وقالت المتحدثة باسم بايدن جين بساكي إن هذا الافتقار إلى الوصول الى المعلومات والاجراءات، قد يؤثر على قدرة بايدن على الحكم. وقالت: "أنت بحاجة إلى معلومات في الوقت الفعلي للتعامل مع الأزمات الحالية"، مشيرة إلى الوباء. وأضافت: "من الضروري أن يحصل فريقنا وخبراؤنا على ذلك". وأضاف جون كيلي، رئيس الأركان السابق للرئيس ترامب، بدوره على ضرورة تأمين ذلك، معتبراً أنّ التأخير في بدء الانتقال يضر بالأمن القومي. وقال لمجلة بوليتيكو: "إنها ليست عملية تستطيع أن تذهب فيها من سرعة صفر إلى 1000 ميل في الساعة". ويؤيد عدد صغير ولكن متزايد من الجمهوريين، الدعوات المطالبة أن يحصل الرئيس المنتخب على إحاطات استخباراتية يومية.

مشاركة :