ذكرى البيعة تدعونا للفخر والاعتزاز بقيادتنا الرشيدة، والوطن الغالي وصدق الانتماء لهذه الأرض المباركة وإخلاص العمل. فالمملكة العربية السعودية، ضمن مراكز متقدمة بين دول العالم، وذلك بسبب المواقف المتزنة الحكيمة، التي تؤكد دورها القيادي لتوجيه العالم نحو الأمن والسلام والازدهار، والاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي. وتنعم ولله الحمد بنهضة تنموية في شتى المجالات، توفر لها أجواء أمنية وبيئة استثمارية آمنة ومتينة، لاتفرق بين مواطن ومقيم. خلق ذلك اهتماما بالغا، وعملا وإخلاصا لم يتوقف على خدمة الدين والوطن والمواطن، من قائد أمة وزعيم عالمي مؤثر في قرارات عالمية لخير البشرية، بحكمة ودراية من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله ورعاه، وولي عهده الأمين، صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله ورعاه، وقيادة رشيدة وبسواعد الشباب يستمر العطاء والأمل. متمسكين بالقيم الإسلامية السمحة، وأصالة العربي العريق، وقيادة واعية تدرك قيمة الإنسان، وتعمل على جعله مشاركا في التنمية المحلية، ونظرة صائبة في تنويع مصادر الدخل ودعم الصناعة، والاستثمار في الاقتصاد المعرفي، الذي يعتمد على العقول والطاقات البشرية المبدعة والمنتجة، والتي تعزز منظومة الاقتصاد المعرفي والابتكار، وريادة الأعمال والاختراع والموهبة. إننا إذ نعيش ذكرى البيعة، ندرك أننا نقف على مشارف تاريخ تراكمت فيه الإنجازات، والتحمت سواعد المواطنين خلف قيادة وهبت نفسها لخير البشرية. في ظل رؤية وثقة وحزم وعزم، لننعم باقتصاد مستقر شامخ، ولنكون أمة حيوية في وطن طموح، واقتصاد مزدهر وموقع جغرافي نقود فيه الأمة الإسلامية والعربية، للسلام والاستقرار والتفاعل مع العالم بثقة خير قائد وخير أمين. ليكون الوطن، نموذجا ناجحا رائدا في العالم على كافة الأصعدة. إنه ليس من السهل حصر أعمال ملك ودولة من الإنجازات في مقال. فمن السوق المالية التي انضمت إلى المؤشرات العالمية، إلى قفزات في ترتيب المملكة العربية السعودية في مؤشرات تنافسية، إلى أوامر ملكية بتقديم العلاج مجانا لجميع المواطنين والمقيمين ومخالفي نظام الإقامة، في جميع المنشآت الصحية العامة والخاصة، في كل مايتعلق بالعلاج من فيروس كورونا، وذلك من منطلق حرص خادم الحرمين الشريفين أيده الله على صحة الإنسان وضمان سلامة الجميع، إلى توجيهات خادم الحرمين الشريفين أيده الله بتمديد هوية المقيم ومن دون مقابل، انطلاقا من حرص القيادة الرشيدة في التعامل مع آثار وتبعات الجائحة العالمية، إلى أوامر ملكية كريمة تقضي باستثناء العاملين السعوديين في منشآت القطاع الخاص المتأثرة من تداعيات الجائحة، وتحمل ما نسبته 60 بالمائة من رواتب الموظفين من خلال نظام ساند بقيمة 9 مليارات ريال سعودي، إلى توجيهات ملكية كريمة بحماية صحة وسلامة المواطنين في الداخل والخارج، والمقيمين على أراضيها، والحد من انتشار الجائحة بشكل دوري ومكثف وعلى مدار الساعة، واتخاذ أجهزة الدولة بمختلف قطاعاتها إجراءات احترازية للوقاية والحماية من آثار الجائحة، إلى حزم أمني يضبط انفلات مشاهير السوشيال ميديا، واتخاذ الإجراءات اللازمة والحفاظ على الذوق العام و آدابه، والقبض والتعامل مع الكثير من المخالفين، واستكمال الإجراءات الأمنية النظامية على جميع المخالفين للأنظمة والتعلميات، إلى أوامر ملكية وحرب على الفساد، ومباشرة 899 قضية جنائية وتأديبية لعدد من موظفي الدولة، الذين تجاوزوا الأنظمة والقوانين، وتلاعبوا بالمال العام واستغلوا نفوذهم، وملاحقة الفاسدين واسترجاع ما قيمته أكثر من 193 مليون ريال سعودي، إلى تطوير وتنمية وترفيه، ومشاريع تنموية ومرافق حيوية، لتصبح الممملكة عاصمة الترفيه والرياضة والفنون على مستوى العالم، إلى تمكين الصلاة والعمرة وزيارة المسجد الحرام والمسجد النبوي على مراحل، والتي كانت المرحلة الثانية منها لـ40 ألف مصلٍ و15 ألف معتمر، بمايعادل 75 بالمائة من إجمالي الطاقة الاستيعابية، التي تراعي الإجراءات الاحترازية الصحية للحرم المكي. إن مسيرة التنمية المستمرة للمملكة العربية السعودية منذ تأسيسها، تعد مصدر فخر، وأن حكومتنا الرشيدة تبذل وبذلت كل الجهود من أجل جودة الحياة، وأصبحت في زمن قياسي من الدول المؤثرة في اتخاذ القرار العالمي وفي مجمل الأحداث الإقليمية والدولية. إن ما يلقاه الإنسان على هذه الأرض المباركة، في هذا العهد الميمون، من ازدهار ورخاء يضمن له بمشيئة الله رغد العيش. إن المملكة العربية السعودية اليوم، واجهة ذات جذب اقتصادي ومقصد سياحي لإرث تاريخي وعمق حضاري، وتتزامن هذه الذكرى مع بداية عام جديد يستمر معه الأمل لذكرى جميلة قادمة، ومزيد من المجد والعلياء وتحقيق الرؤية، والمزيد من النجاحات بهمة حتى القمة. إن الحديث عن جهود المملكة العربية السعودية والقيادة الرشيدة شمل بعناية واهتمام كامل المؤسسات فجاءت رؤية 2030 الطموح، لترسم خارطة النماء ومسار التطور، لتشرق شمس المستقبل الواعد علينا جميعا. وهي بذلك تتبع سياسة حكيمة نحو توسيع استثمارتها، وتنويع مصادر الدخل، لاسيما في مجال الطاقة. والتي يعد الربع الخالي أحد أهم كنوزها المدفونة، والذى يُتوقع ألا يكون خاليا بعد اليوم، بسبب وفرة مساقط الإشعاع الحراري والشمس فيه. وفي هذه المناسبة يطيب لي كما يطيب لكل إنسان على هذه الأرض المباركة، تجديد البيعة والولاء والانتماء في المنشط والمكره، في السر والعلن، على السمع والطاعة، وأن أرفع أسمى آيات الولاء والمحبة، وصادق التهاني القلبية لمقام سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد الأمين. وأن يسدد الله خطاهما لما فيه الخير والصلاح وأن يديم علينا نعمة الإسلام والاستقرار والأمان والازدهار.
مشاركة :