بعدما بدا الرئيس الأميركي المنتهية ولايته دونالد ترامب متّجهاً للإقرار بهزيمته في الانتخابات الرئاسية أمام خصمه الديمقراطي جو بايدن، عاد الملياردير الجمهوري للتمسّك بموقفه الرافض للتقديرات الإعلامية التي تفيد بفوز نائب الرئيس السابق بالرئاسة. وجاء ذلك غداة صدامات بين متظاهرين من أنصار ترامب ومعارضيه على مقربة من البيت الأبيض في مشهد لم تألفه العاصمة الأميركية واشنطن. وكتب ترامب تغريدة جاء فيها «لقد فاز بايدن لأن الانتخابات مزوّرة، ولم يُسمح للمراقبين بالعمل، وفرز الأصوات تتولاه شركة خاصة يملكها اليسار الراديكالي». وشكّلت التغريدة الإقرار الأوضح إلى الآن من قبل ترامب بهزيمته. لكن الرئيس الأميركي المنتهية ولايته عاد وأطلق بعد ساعات تغريدة أخرى جاء فيها: «فاز (بايدن) فقط في نظر الإعلام المضلل، ولا أقر بأي هزيمة! الطريق طويل أمامنا، وهذه الانتخابات مزوّرة!». وجاءت هذه التغريدة بعد دقائق من تغريدة سبقتها جاء فيها: «الانتخابات مزوّرة. سوف نفوز!». ويقول مساعدو ترامب: إنه يستعد لولاية رئاسية ثانية على الرغم من أن عمليات الفرز تظهر فوز بايدن. ويرفض ترامب الإقرار بهزيمته في الانتخابات، وأعلن مراراً أنه يعتزم قلب النتائج عبر تقديم طعون قضائية، رغم عدم بروز أي دليل على تزوير واسع النطاق قد يكون شاب انتخابات الثالث من نوفمبر. لكن بدا أن الكلمتين الأوليين من تغريدته الصباحية بعد يومين من قوله: إن «الوقت سيبيّن» ما إذا سيبقى رئيساً، تعكسان توجّها لديه للإقرار بالهزيمة. غير أن رون كلين، الذي اختاره الرئيس المنتخب جو بايدن لمنصب كبير موظفي البيت الأبيض، قال على شبكة «إن بي سي»: «ما يكتبه دونالد ترامب على تويتر لا يحدد ما إذا كان جو بايدن رئيساً، فالشعب الأميركي فعل ذلك»، مجدداً مطالبة الحكومة الاتحادية باعتماد فوز بايدن وإطلاع فريقه على إحاطات الأمن القومي وتمكينه من التصدي لـ«كوفيد-19». ومن جانبه، أفاد مستشار ترامب السابق للأمن القومي جون بولتون لشبكة «سي إن إن» بأنه «مع مرور الأيام يتّضح أكثر فأكثر عدم وجود أي دليل» على حصول تزوير. وتابع: «خسر دونالد ترامب... في انتخابات حرة وشرعية»، مضيفاً «لا أتوقّع أن يغادر بطيبة خاطر.. لكن أتوقّع أن يغادر». ومن المفترض إعادة فرز الأصوات في جورجيا، حيث الفارق ضئيل جداً بين المرشحين، إلا أن نتيجتها لن تغيّر شيئاً بالنسبة لفوز بايدن الذي ضمن الحد الأدنى من أصوات كبار الناخبين في المجمع الانتخابي المكلّف انتخاب الرئيس. واحتشد ما لا يقلّ عن عشرة آلاف شخص في ساحة «فريدوم بلازا» على مقربة من البيت الأبيض رافعين الأعلام الأميركية في مشهد لم تألفه العاصمة الأميركية، حيث صوّت فيها أكثر من 90 في المئة من المقترعين لصالح بايدن. وعلى غرار ترامب وصف المتظاهرون الانتخابات بأنها مزوّرة، وسجّلت صدامات بينهم وبين معارضين للرئيس المنتهية ولايته. وأفادت تقارير بتوقيف 20 شخصاً على الأقل، بينهم أربعة لمخالفتهم قانون الأسلحة النارية وشخص بتهمة الاعتداء على شرطي. وكتب ترامب على «توتير»: «مئات آلاف الأشخاص يظهرون دعمهم في واشنطن، ولن يقبلوا بانتخابات مزوّرة وفاسدة!»، مبالغاً في أعداد المشاركين في التجمع. ومضت المتحدثة باسمه كايلي ماكيناني أبعد من ذلك، فتحدثت عن مشاركة «أكثر من مليون شخص» في التجمع.
مشاركة :