من مصوّرة إلى مخرجة لها أسلوبها ونهجها في الأغنيات المصورة، إلى مخرجة سينمائية قادت فريقاً لبنانياً سورياً بامتياز، وصوّرت فيلم المحبس، أول عمل روائي طويل تنجزه، وتخرج منه في غاية الفرح لكثرة ما عاشته مع العاملين من لحظات دافئة، مبدعة و خلاّقة. صوفي بطرس، شقيقة المطربة جوليا بطرس، والملحن زياد بطرس، اختارت درب الإخراج معترفة بأن كل ما فعلته في السنوات السابقة، كان توطئة للسينما التي تجري في دمها منذ وعت على الدنيا، وبدأت تشعر بأهمية الفن في تكوينها، ولم يستطع شقيقاها الأكبر منها جذبها إلى المقلب الآخر، ونقصد الموسيقى والغناء، وإن كانت تتذوق هذا المناخ بكل جوارحها، لكن الصورة أكثر حضوراً في مخيّلتها لكي تكون سيدة عملها خلف الكاميرا تقول: بالحسنى والحرفة والود أدرت فريقي في الفيلم خصوصاً جوليا قصار وبسام كوسا، كنا معاً أكثر من عائلة، وجرت الأمور بسرعة مذهلة لم نشعر معها بالوقت أو التعب، والنتيجة ممتازة على ما أجزم. هذا ما أكدته صوفي معتبرة أن الأهم في الشريط نصه، السيناريو نسائي لأن القضية التي تعالجها بالغة الحساسية، وطلبت أن نعذرها عن عدم ذكرها لأن الفيلم يرتكز عليها بقوة، والكتابة مشتركة مع صديقتها الأردنية نادية عليوات، التصوير أداره المخرج الأردني فادي حداد، الذي كان مطواعاً تصرّف كما لو أن الفيلم له شخصياً، الدقة، الوقت الطويل الذي استغرقناه في حياتنا معاً لإنجاز أفضل نسخة أولى تحمل توقيعي، هكذا تحدثت صوفي، التي سألناها عن عدم اختيار الفنانة جوليا لأحد أدوار الفيلم، خصوصاً وأنها سبق ومثّلت بإدارة نجدت أنزور في مسلسل لبناني - سوري مشترك، فردّت ببساطة بأن أي دور في الفيلم لا يلائمها. صوفي التي تعلّق آمالاً كبيرة على المحبس، تؤكد أن المقصود هذا الرمز الذي يربط بين رجل وامرأة، أما القضية التي يطرحها فهي المحور الحساس، وتجد في وجود امرأتين كتبتا السيناريو نوعاً من العمق الذي يتطلبه الموضوع، إضافة إلى امرأتين أمام الكاميرا، اللبنانية جوليا قصار، والسورية نادين خوري، مشيرة إلى أنها ستتابع مسيرة السينما، لأنها عندما تريد شيئاً تذهب وراءه إلى النهاية، وهذا لن يمنعها من تصوير كليب هنا أو آخر هناك، واعترفت أن الكليب أخذ مداه الكافي، وما عادت هناك إمكانية لأي ابتكار مدهش فيه، ولا إضافة إطلاقاً تستطيع إعادته إلى الحياة. مثل هذا الكلام يصدر عن مخرجة قدمت 25 كليباً، بينها 3 لشقيقتها جوليا، يعني أنها تنقل صورة واقعية عن هذا الفن، ندر من كان شجاعاً، واعترف بمثل ما اعترفت به، وهي ترى في مشروعها التالي، بوادر فيلم رومانسي يكون فيه الحب عنواناً، ويرى فيه الرجال والنساء قصة حب، وأقصد كل مفردات الغرام ستجد لها مكاناً بارزاً، على أساس أن ساحتنا السينمائية، تفتقد إلى الأعمال الصادقة التي يغلي القلب من أجلها. صوفي تعمل في دبي وتعيش فيها مع عائلتها الصغيرة، ولا تنس أبداً الإطلالات غير المتباعدة على لبنان، وفي ذهنها نقل تجربتها مع الغربة إلى شريط سينمائي لاحقاً، ولم تبد متحمسة للعمل المسلسلاتي، لأن التلفزيون يحتاج نفساً طويلاً، لا تجد نفسها مستعدة له، لكن لا أحد يعرف في المستقبل ما إذا كانت مستعدة لتبديل موقفها عندما تقرأ نصاً مختلفاً، تجد فيه باباً للحديث المفيد عن بنات جنسها، وهي هنا لا تتهرب من الاعتراف بأنها معنية بقضايا النساء وتعنيفهن، وتهب كاميراها لأي نص يرصد هذا الموضوع، ويوصل إلى نتيجة تخدم المرأة في قيمتها وأنوثتها وترعى حقوقها. صوفي ترى في الواقع السينمائي ما يمهد لصناعة لبنانية، قادرة على الحضور والمنافسة في أكثر من مهرجان، أما عن وقوفها أمام الكاميرا، فتجد الأمر من سابع المستحيلات، وتجد أن إمكانية مشاركة المحبس، في مهرجان دبي ضعيفة، لأنها ربما لن تلحق به، رغم دخول الفيلم مرحلة المونتاج مع مدير التصوير والمخرج فادي حداد.
مشاركة :