رسمت هيئة الطرق والمواصلات في إمارة دبي ملامح المستقبل، وأرست المعايير التي تكفل تحقيق أعلى درجات الاستفادة من التكنولوجيا لتطوير تجربة المستخدمين، وتقليل الصعوبات المتعلقة بالعثور على مواقف شاغرة. وفي إطار سعيها نحو تعزيز وجودها على خريطة خدمات المدن الذكية، قدمت هيئة الطرق المواصلات تسعة تطبيقات للهواتف المتحركة في مختلف أرجاء الإمارة، تدعمها تكنولوجيا استشعار مدمجة على سطح الطريق تنبّه السائقين حول المواقف المتوافرة وتسمح لهم بدفع رسوم المواقف باستخدام هواتفهم المتحركة. وفضلاً عن ذلك، فإن الهيئة توفر خرائط محدّثة للطرق تقدم معلومات حول الازدحام والمخاطر الموجودة على الطريق متيحة للمستخدمين تخطيط رحلتهم اعتماداً على تحديثات آنية عن الازدحام. وخلال أقل من عام واحد أصبح دفع رسوم المواقف عبر الهواتف المتحركة عادة روتينية أكثر منها رفاهية. وبالطبع فيدرك المرء أن لهذه التطبيقات مزايا إضافية كثيرة إضافة إلى توفير وقت السائقين حيث تتيح الإدارة الفعالة لمساحات المواقف توفير عوائد أكبر لحكومة دبي. ولإعطاء مثال عملي على جدوى استخدام التقنيات الحديثة، أود الإشارة إلى أن مدينة لوس أنجلوس في كاليفورنيا طبقت فكرة مشابهة لما اعتمدته هيئة الطرق والمواصلات في دبي، وقد حققت نتائج إيجابية ملموسة، حيث ساهم دمج مساحات المواقف بأنظمة تقنية في زيادة عوائد المواقف بنسبة 2% وقللّ في الوقت ذاته من تكلفة المواقف، ورفع كفاءة أشغال المواقف بنسبة 11%. ومن هذا المنطلق، فمن الواضح أن معظم النقاشات الدائرة في القطاع باتت تتمحور حول اقتصاد النتائج، والذي يعد بحد ذاته مفهوماً جديداً في عالم الاقتصاد وإدارة الموارد، بحيث لا يقتصر دوره على تقديم منتجات أو خدمات فحسب، بل يسعى إلى تقديم حلول عملية قادرة على تحقيق نتائج اقتصادية ملموسة يمكن قياسها. لقد أظهر تقريرنا حول التوجهات التقنية العالمية الرؤية التكنولوجية 2015 من شركة أكستنشر أن اقتصاد النتائج أصبح واقعاً حقيقياً ويمكن الاستفادة منه على نطاق كبير بفضل ظهور الأجهزة الذكية أو ما يعرف اليوم بمفهوم إنترنت الأشياء. سوف تتمكن الشركات، من خلال توظيف الأجهزة الذكية في مكان يتداخل فيه العالمان الحقيقي والرقمي، من تحقيق فوائد فعلية يمكن قياسها ومواصلة تطويرها لتحسين النتائج التي يحصل عليها عملاؤها. والأهم من ذلك، هو استخدام هذه البيانات للتفاعل مع العالم الحقيقي بشكل فوري ومواصلة الحصول على نتائج أفضل. ولعل أبرز ما يمكن الحديث عنه أن إنترنت الأشياء يوفر فرص تطوير متميزة للشركات الكبيرة والناشئة على حد سواء. ويمكن للشركات الوصول إلى مستويات جديدة من التحكم واستشراف النتائج المستقبلية من خلال دمج الأجهزة مع القدرات الحالية المتاحة لديها مثل البرمجيات القائمة على الحوسبة السحابية، والتحليلات، والتقنيات الافتراضية، والإمكانات المتنامية للحواسيب.
مشاركة :