أجمع المشاركون في ملتقى حوارات المملكة الثالث، الذي نظمه أمس مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني عن بعد، تحت عنوان (نتحاور لنتسامح) على أهمية التسامح في تعزيز التعايش والتلاحم الوطني، مشيرين إلى أهمية التسامح ودوره في تعزيز التعايش والتلاحم الاجتماعي بين المجتمعات بمختلف جنسياتهم وأعراقهم ودياناتهم وثقافاتهم، لكونه الضمانة الحقيقية لبناء المجتمعات المستقرة وأحد الأسس الرئيسة للنهوض بها وتحقيق التنمية والتطور الذي تسعى له.وأكد رئيس مجلس إدارة مركز الملك فيصل للدراسات والبحوث الإسلامية الأمير تركي بن فيصل على أن المملكة منذ توحيدها أولت اهتماما كبيرا لترسيخ وتعزيز قيم التسامح والتعايش، موضحا أن نظام الحكم في المملكة ينطوي على قدر كبير من التعايش والتسامح والإخاء واحترام وتقدير التنوع وقبول الآخر، بعيدا عن كل أشكال التمييز والفرقة والكراهية، لافتا إلى أن تبني المجتمع الدولي لقيم التسامح لهو دليل إدراك عميق لحاجة البشرية للتسامح والتعايش. فيما وصف وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد الدكتور عبداللطيف آل الشيخ الدين الإسلامي بالمنظم والمنظم للعلاقات بين المسلمين وغير المسلمين، والحافظ لحقوق الجميع، مؤكدا حرص المملكة على دعم جهود إصلاح الخطاب الديني ليعكس روح الإسلام المتمثل في حرية المعتقد والتسامح والمساواة والعدل وتفعيل ثقافة الحوار والتعايش مع الثقافات والديانات الأخرى من أجل السلام والاستقرار وبناء جسور للمحبة والتواصل، لافتا إلى أن للمملكة تجربة رائدة في التسامح والتعايش والسلام، مما جعلها نموذجا عالميا في هذا المجال.بدوره قال الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس «إن التسامح ضرورة دينية قبل أن يكون حاجة واقعية»، مبينا أن قيمة التسامح المستمدة من التعاليم الإسلامية محسومة في القرآن والسنة. وأكد على أن الحضارة الإسلامية ضربت أروع الأمثلة في التسامح والتعايش الإيجابي بين الأمم والشعوب من مختلف الحضارات والثقافات والأديان، مشيرا إلى أن المملكة ضربت أروع الأمثلة في تعزيز قيم التسامح، وقدمت الكثير من المبادرات التي تخدم هذا الهدف الرئيس، ولعل أبرزها أنها أنشأت مركز الحوار الوطني، ومركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان.وأشار المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية الدكتور عبدالله الربيعة إلى أن المملكة تمثل نموذجا عالميا يحتذى به في تقديمها للعون الإنساني والإغاثي دون تمييز على أساس لون أو دين أو عرق أو عامل سياسي، مما يعكس قيم التسامح في نهجها ودستورها، مبينا أن المساعدات السعودية وصلت إلى 155 دولة حول العالم، كما قدمت 93 مليار دولار إلى مختلف دول العالم، وتأتي في المرتبة الثانية عالميا في هذا المجال.واستعرض الربيعة جهود المملكة في نشر دعم الأعمال الإنسانية والإغاثة في العالم من خلال مشاركتها وتأسيسها للكثير من المؤسسات الإقليمية والدولية ومنها مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية الذي أصبح منارة دولية للإغاثة والأعمال الإنسانية ورسالة واضحة للعالم مفادها أن هذا الوطن عنوان للتسامح والخير والعطاء والسلام، مبينا أن المركز نفذ 1367 مشروعا في 54 دولة.فيما أكد الأمين العام لهيئة كبار العلماء الدكتور فهد الماجد على أن التسامح قيمة اجتماعية عظيمة، مضيفا «إن الحديث عن التسامح ليس مستحدثا في السياق الحضاري، لكن التسامح والسماحة من صلب القيم الأصيلة للإسلام»، مبينا أن جوهر دعوة الإسلام إلى التعارف إلى جانب العبادة هو عملية تفاعلية بين الإنسانية فيما يصلح شأنهم وينفعهم في مصالحهم الدنيوية، وأن التسامح يكون في المعاملات، والسماحة في العبادات.4 جلسات حوارية بالملتقى: ترسيخ وتعزيز قيم التسامح والتعايش دور مؤسسات المجتمع في تعزيز قيم التسامح الإعلام الواقع والمأمول في تعزيز التسامح دور التعليم في تعزيز قيم التسامح
مشاركة :