دعم المملكة غير المحدود للكهرباء مثال يحتذى به بين الدول

  • 8/16/2015
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

يسود في بعض الدول المجاورة تذمر شعبي كبير من عدم توفر الكهرباء، وخاصة مع الارتفاع الكبير في درجات الحرارة الذي تشهده منطقتنا العربية. وتشهد هذه الدول بعض الاضطرابات لإحساس اهلها بالحاجة الكبيرة للكهرباء والخدمات الأخرى، وللشعور بعدم الاهتمام بمطالبهم. والجدير بالذكر ان بعض الدول قد انفقت اكثر من مائة مليار دولار على مشاريع تطوير وتوليد الكهرباء خلال السنوات الماضية.. ولقد أضحت الكهرباء وبلا منازع عصب الحياة العصرية، ولا تستطيع المجتمعات ان تحيا وان تعيش مع الحضارة البشرية بدون كهرباء، وقدر دول الخليج العربي ان يكون مناخها صعبا وقاسيا خاصة في فصل الصيف، ولكن الله قد وهبها الكثير من الثروات النفطية والغازية تقوم بتحويل جزء منها الى طاقة كهربائية. ولكن الامر يحتاج الى حكمة والى تدبر والى مراقبة شديدة، وإلا ذهبت المليارات ادراج الرياح في مشاريع عملاقة لا وجود لها او عديمة الكفاءة. وقد يكون طقس المملكة الصحراوي هو الاقسى بدون مبالغة بين الدول العربية، ان لم يكن بين دول العالم. ومن اجل ان تمر فترة الصيف الحار بدون متاعب على سكان المملكة، فإن حكومة المملكة عملت وضحت بالكثير من ثرواتها حتى لا يعاني سكانها من الحرارة المرتفعة. وفي هذا السياق، فقد أظهرت بيانات رسمية أن صادرات المملكة من النفط الخام انخفضت في مايو الماضى إلى 6.935 مليون برميل يوميا من 7.737 مليون برميل يوميا في ابريل. ووفقا للبيانات المنشورة في موقع جودي على الانترنت، فقد ارتفع حجم النفط الخام الذي استهلكته المملكة في الحرق المباشر لتوليد الكهرباء إلى 677 الف برميل يوميا في مايو، مقابل 358 ألف برميل يوميا في ابريل. ولقد سجلت الإعانات الحكومية للكهرباء في المملكة مستوى قياسيا خلال السنوات الثلاث الماضية، حيث قاربت مستوى 450 مليار ريال. ولقد سجل الدعم الحكومي خلال العام الماضي فقط نحو 150 مليار ريال، ويأتى هذا الدعم بتوفير الوقود من نفط ومشتقاته وغاز طبيعى بأسعار زهيدة. وتستهلك المملكة أربعة أنواع من الوقود لتوليد الكهرباء، وهي: زيت الوقود الثقيل، والغاز الطبيعى، والديزل، والنفط الخام. ويبلغ السعر العالمي للغاز الطبيعي حوالي 10 دولارات للمليون وحدة حرارية، ويباع بالمملكة بأقل من دولار، ويبلغ متوسط سعر زيت الوقود الثقيل حوالي 8 دولارات للمليون وحدة حرارية، ويباع محليا بـ 0.43 دولار، ويبلغ متوسط السعر العالمي للمليون وحدة حرارية للديزل 21.67 دولار، بينما محليا 0.67 دولار، أما النفط الخام وهو الاهم من ناحية النمو وتسارع الاستهلاك؛ حيث يتزايد الاقبال على حرقه لتوليد الكهرباء، فيكفي ان نرى ان حرقه قد زاد في شهر مايو الماضي بحوالي 300 الف برميل باليوم (وهو ما يعادل استهلاك بلد مثل السويد للنفط)، فهو يباع محلياً بحوالي 4 دولارات للبرميل. وبحساب متوسط الأسعار العالمية السابقة، يبلغ متوسط تكاليف وحدة الطاقة للشركة السعودية للكهرباء 70-80 هللة للكيلو واط ساعة، بينما يبلغ متوسط تكلفة إنتاج كيلو واط في الساعة بحسب سعر الوقود الذي تدفعه الشركة السعودية للكهرباء، إضافة إلى تكاليف النقل والتوزيع حوالي 15 هللة للكيلو واط ساعة. وفي الختام، ارتفع الاستهلاك المحلي من الطاقة الكهربائية خلال 2014 بنسبة 11 في المائة، كأعلى نمو خلال الفترة الممتدة من 2006 حتى 2014، لذلك لا يمكننا التحدث عن دعم الكهرباء بدون التعرض لمسؤولية المواطن والمقيم في ترشيد الاستهلاك. حيث تحرق المملكة في فصل الصيف لتوليد الكهرباء كمية كبيرة من النفط تصل الى حوالي 700 الف برميل باليوم، لتأمين الطلب المتزايد من القطاع السكني، وهذه الكمية من النفط تعادل ما يستهلكه بلد اقليمي مثل تركيا بعدد سكانها الذي يقارب 75 مليون نسمة. ولكي ننعم بالمزيد من الرخاء لا بد من اكتمال اضلاع مثلث الكهرباء، وهي انفاق ودعم الدولة وكفاءة شركات الطاقة وترشيد استهلاك المواطن والمقيم.

مشاركة :