"كان المشهد صادمًا ووحشيًا"، حسب قاضٍ في محكمة بريطانية، حين قاد عامل غاضب حفارًا ضخمًا، وضرب بشوكة الحفار سيارة مديره الرينج روفر فدمرها، ثم ضرب كابية القيادة لشاحنة عملاقة فمزقها إربًا، وكاد يستمر في التخريب المتعمد لولا تدخل زملائه وإيقافه بالقوة. وحسب صحيفة "الديلي ميل" البريطانية، فقد حكمت محكمة التاج في مدينة برادفورد على العامل دراين فاريتي، 53 عامًا، بالسجن 14 شهرًا، وتغريمه 45 ألف جنيه إسترليني، رغم أن إجمالي التلفيات التي أحدثها بلغت 200 ألف إسترليني لو كانت السيارات جديدة. وتعود أحداث القضية إلى شهر سبتمبر عام 2019، حين قام توماس كرومبتون، صاحب ومدير شركة "كرومبتون للهدم" بمنح العاملين بالشركة زيادة في الراتب، مع استثناء العامل فاريتي، بسبب ضعف أدائه في ذلك الوقت، وهو ما أصاب العامل بغضب شديد، فقرر الانتقام من مديره بتحطيم السيارات في مشهد مروع. وتضيف الصحيفة، شاهد القاضي ريان دونوجو، لقطات سجلتها كاميرا المراقبة في موقع الحادث بمنطقة ويست بولينج في برادفورد، أظهر الفيديو فاريتي وهو يقود الحفار ويضرب بشوكة الحفار سيارة رئيس الشركة، الرانج روفر التي يبلغ ثمنها 100 ألف إسترليني، فيخرق سقفها ويدمرها، ثم يتوجه إلى شاحنة متوقفة فيضرب كابينة القيادة ويمزقها كما يمزق القصدير، ولم يتوقف عن التخريب، حتى اندفع العاملون بالشركة، وقام أحد العاملين بسحب رافعة الطوارئ التي يطلقون عليها "يد الموت"، وبعدها توقف الحفار عن العمل، وقام العاملون بجذب فاريتي خارج كابينة قيادة الحفار بالقوة، وتمكنوا من السيطرة عليه وهو يواصل السباب والتهديد. وحسب الصحيفة فإن إصلاح الشاحنة كلف الشركة 30 ألف إسترليني. ووصف أحد القضاة الجريمة بأنها كانت "عملاً صادمًا ووحشيًا من التخريب المتعمد مع سبق الإصرار". وحسب سجلات المحكمة، قال محامي فاريتي، جايلز بريدج، إن فاريتي كان يمر بفترة عصيبة قبيل حدوث الاعتداء، حيث توفي اثنان من أقاربه وأصيب بحالة نفسية سيئة، وبدأ يشرب الخمر ويتعاطى المخدرات، وهو ما تسبب بضعف أدائه في العمل، وحينما علم أن صاحب العمل يرفض زيادة راتبه جن جنونه، وذهب إلى موقع الحادث وهو تحت تأثير الخمر، فحدث المشهد المروع. وأكد المحامي أن فاريتي توقف عن تعاطي المخدرات عقب الحادث، وهو ما أكدته التحاليل الطبية التي أجريت له. ونقلت الصحيفة عن قضاة المحكمة، أن الحكم بسجنه 14 شهرًا، وتغريمه 45 ألف جنيه إسترليني، هو حكم مخفف راعى ظروف المدان النفسية. وقال القاضي دونوجو: كان فاريتي يستحق السجن 27 شهرًا، وكان يجب أن يكون هناك تعويضًا كبيرًا لصاحب العمل، لكن المحكمة راعت الظروف خاصة في ظل أزمة كورونا.
مشاركة :