الشمس لا تكتفي بلفت نظر المساكين

  • 8/16/2015
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

يتم سن النظم والقوانين لضبط ما لا تستطيع الأخلاق والقيم الإنسانية ضبطه ومن ذلك منع تشغيل العمالة تحت شمس الصيف اللاهبة ما بين الساعة الثانية عشرة ظهرا والثالثة عصرا، ومع ذلك فإن ما لم تستطع الأخلاق والقيم الإنسانية الحيلولة دون وقوعه لم تستطع النظم والقوانين منعه كذلك، والدليل على ذلك ما وعدت وزارة العمل بإعلانه اليوم عن عدد من الشركات والمؤسسات التي قامت بتشغيل عمالتها في الأوقات المحظورة والعقوبات التي تم اتخاذها تجاه تلك الشركات، والمأمول أن يتضمن ذلك الإعلان أسماء تلك الشركات والمؤسسات وأسماء أصحابها وذلك أقل عقاب يمكن أن يتخذ تجاه من جاهروا بمخالفة الأخلاق والأنظمة معا فأخرجوا عمالتهم للعمل جهارا نهارا لا يردعهم عن ذلك رادع ولا يحول بينهم وبين ما قاموا به نظام أو خوف من العقوبة. وإذا كان التدرج في العقوبة يمثل أسلوبا نظاميا وإنسانيا في مواجهة بعض المخالفات إلا أن البدء في عقوبة تشغيل العمالة تحت لهيب الشمس في هذه الحرارة الاستثنائية بلفت النظر يبدو تساهلا وتهاونا في حق هذه العمالة المغلوبة على أمرها كما يبدو تساهلا في تطبيق النظام على نحو يغري بمخالفته لمرة واحدة على الأقل يكون ضحيتها من تم تعريضهم للعمل في هذه الأوقات للخطر. وإذا كانت وزارة العمل قد جهدت جهدها فأعلنت عن نظام منع تشغيل العمالة في هذه الأوقات المحظورة وأبلغت جميع الشركات والمؤسسات المسجلة لديها بهذا النظام فإن ذلك يعني أن الاكتفاء بلفت النظر ترف لا مكانة له ولا معنى فالشمس التي تلهب رؤوس أولئك المساكين العاملين تحت سياطها قصرا لا تكتفي بفلت نظرهم قبل أن توقعهم صرعى تحت ضرباتها ضحية شركات ومؤسسات لا يعرف أصحابها معنى للقيم الإنسانية ولا يحول دون أطماعهم نظام ولا قانون.

مشاركة :