أجرى وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو زيارة لإسطنبول، أمس، في إطار جولة دولية وصفها مراقبون بأنها «وداعية»، ركز خلالها على «الحرية الدينية» من دون أن تتضمن أي لقاءات مع المسؤولين الأتراك رغم تأكيده أنه يريد «اقناعهم» بوقف تحركاتهم «العدائية». وبدأ بومبيو زيارته التي أثار برنامجها انتقادات أنقرة بلقاء بطريرك القسطنطينية المسكوني برتلماوس الأول، الزعيم الروحي للكنيسة الأرثوذكسية، في مقر البطريركية قبل أن يقوم بجولة في مسجد رستم باشا القريب. وبرفقة زوجته والسفير الأميركي في أنقرة ديفيد ساترفيلد، التقى بعدها في فندقه بالقاصد الرسولي في تركيا بول راسل. وعبرت الخارجية التركية عن امتعاضها من برنامج زيارة بومبيو مؤكدة أن الحرية الدينية «محمية» في تركيا. وقالت أنقرة «سيكون من المناسب أكثر للولايات المتحدة أن تنظر في المرآة وتفكر بالعنصرية ومعاداة الإسلام وجرائم الحقد على أراضيها». وفي غياب لقاءات ثنائية، لن يتمكن بومبيو من أن يناقش مع السلطات التركية الخلافات الكثيرة التي عددها أمس الأول، في ختام لقاء عقده في باريس مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وأشار خصوصاً إلى «دعم تركيا لأذربيجان» و»حقيقة أنّها زرعت قوات سورية في المنطقة أيضاً»، و»ما تقوم به تركيا في ليبيا حيث أدخلت أيضاً قوات من دول أخرى، وأفعالها في شرق البحر المتوسط». وتضاف هذه المواضيع إلى الخلافات بخصوص شراء أنقرة نظام الصواريخ الروسية S400 الذي يفترض أن يؤدي، بحسب القانون الأميركي، إلى عقوبات أميركية. يبقى أن نرى ما إذا كان دونالد ترامب سيرغب في فرضها قبل تسليمه البيت الأبيض في 20 يناير، أم أنه سيترك للرئيس المقبل جو بايدن أمر التعامل مع هذا الوضع الدقيق.
مشاركة :