أكد معالي الدكتور سلطان أحمد الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة والرئيس التنفيذي لأدنوك ومجموعة شركاتها، أن دولة الإمارات توفر فرصاً متميزة للاستثمار والشراكات النوعية في مختلف القطاعات. جاء ذلك خلال جلسة حوار افتراضية بعنوان «صعود الأسواق الإقليمية: السعي للمرونة في اقتصاد عالمي مجزأ» والتي عُقدت ضمن «منتدى بلومبرج للاقتصاد الجديد»، بحضور مستثمرين دوليين. وشارك فيها رانيا المشاط، وزيرة التعاون الدولي في مصر، وبروس فلات، الرئيس التنفيذي لشركة «بروكفيلد لإدارة الأصول». مزايا تنافسية وأوضح معاليه أن دولة الإمارات، وبفضل الرؤية السديدة للقيادة الرشيدة، أرست منظومة موثوقة وذات صدقية عالية جذبت شركاء ومستثمرين عالميين على الرغم من الوضع الاقتصادي الذي يشهده العالم حالياً. وقال: «نستفيد من المزايا التنافسية والأصول المتميزة التي تتمتع بها دولة الإمارات، ومنها وفرة المواد الخام من النفط والغاز، والبنية التحتية عالمية المستوى، والخدمات اللوجستية المتطورة، والموقع الجغرافي الاستراتيجي في ملتقى طرق التجارة بين الشرق والغرب، وإطار العمل التنظيمي الراسخ، والاستقرار المالي للاقتصاد». وأضاف: «هناك أيضاً ميزة أساسية تستفيد منها دولة الإمارات، ألا وهي مصداقيتنا وسجلنا التاريخي القوي الحافل بالإنجازات كشريك موثوق، إذ تمتلك الدولة تاريخاً طويلاً في إبرام شراكات استراتيجية طويلة المدى وناجحة، ساهمت في ترسيخ مكانة دولة الإمارات وجهةً لاستقطاب الاستثمارات النوعية والذكية». وأشار إلى مثال في قطاع التكرير والبتروكيماويات، حيث توسع «أدنوك» عملياتها لإنشاء مركز عالمي للبتروكيماويات والمشتقات في دولة الإمارات. وقال: «نعمل على تطوير منظومة صناعية توفر فرصاً متميزة لمستثمرين دوليين لإبرام شراكات نوعية». وتناول معاليه خلال الجلسة حالة الاقتصاد العالمي وأسواق النفط، حيث أوضح أن الطلب على النفط أظهر الكثير من المرونة، مشيراً إلى أن هناك بوادر للتفاؤل وضرورة للتركيز على خفض التكاليف. وقال الجابر: «إذا أخذنا الطلب على النفط كمؤشر للنشاط الاقتصادي، نرى بداية عودة هذا النشاط، فمثلاً حتى في أدنى مستويات الطلب على النفط في مارس وأبريل، كان استهلاك العالم عند مستوى 75 مليون برميل يومياً، كما أن انخفاض الطلب العالمي إلى ما دون 90 مليوناً كان لمدة 12 أسبوعاً فقط. وإذا نظرنا إلى المناطق المختلفة حول العالم، نجد أن أوروبا، على سبيل المثال، تشهد تباطؤاً في النمو بسبب قيود جائحة كوفيد-19 الجديدة. بينما تشهد الولايات المتحدة الأميركية تعافياً قوياً على الرغم من الجائحة، وكذلك الحال في الأسواق الآسيوية». وأضاف: «يجب نكون حذرين لكن في الوقت ذاته، هناك ما يدعو إلى التفاؤل، وأنا على قناعة من أننا سنجتاز هذه المرحلة ونحن أقوى بكثير مما كنا عليه. وباعتقادي أن ما يجب علينا فعله هو الحفاظ على المرونة والاستمرار في التركيز على العوامل التي يمكننا التحكم بها»، مشيراً إلى أن التركيز على خفض التكاليف يعد عاملاً مهماً للحفاظ على المرونة، ولفت إلى أن أدنوك مستمرة بالعمل على خفض التكاليف في إطار النقلة النوعية التي بدأتها قبل أربع سنوات. علاقة متينة وفي إجابته على سؤال حول الإدارة الجديدة المنتخبة في الولايات المتحدة، أكد الجابر قوة ومتانة العلاقات الثنائية التي تربط بين البلدين، مشيراً إلى أنها تعد أحد أقدم الأصدقاء والحلفاء الاستراتيجيين لدولة الإمارات. وقال: «تتلاقى مصالحنا وقيمنا المشتركة في العديد من المجالات والمسارات، وتجمعنا رؤية مشتركة لتحقيق السلم وضمان التقدم وتمكين الازدهار في منطقة الشرق الأوسط. وهناك توافق بيننا على قضايا مثل مواجهة التطرف والقوى التي تقوض الاستقرار في المنطقة والعالم، وكذلك التعاون لبناء مستقبل مزدهر وأفضل، ولا سيما لشباب هذه المنطقة، ونتطلع إلى البناء على هذا الأساس مع الإدارة الجديدة». وأضاف معاليه أن دولة الإمارات تتطلع إلى العمل والتعاون مع الإدارة الجديدة في مجالات عديدة تشمل الحد من تداعيات تغير المناخ والاستفادة من إمكانات الدولة وقدراتها المتطورة في مجال الطاقة المتجددة والنووية، وكذلك تقنيات التقاط الكربون واستخدامه وتخزينه. وذكر: «على الرغم من أننا دولة نفطية، إلا أننا سعينا بشكل استباقي إلى استخدام الطاقة المتجددة وتطوير برنامج لالتقاط واستخدام وتخزين الكربون. ونستضيف اليوم المقر الرئيس للوكالة الدولية للطاقة المتجددة «آيرينا». وكانت الإمارات أول دولة خليجية توقع على اتفاقية باريس بشأن تغير المناخ، وأول دولة في المنطقة لديها أهداف واضحة تجاه الطاقة المتجددة». وأضاف: «في دولة الإمارات اثنان من أكبر مشاريع الطاقة الشمسية في العالم، ونواصل تطوير وتعزيز هذه التقنيات للمساهمة في خفض تكاليفها. كما أصبحت دولة الإمارات أول مشغل للطاقة النووية السلمية في العالم العربي من خلال محطة «براكة» التي ستساهم في الحد من الانبعاثات بمقدار 21 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون سنوياً». وأكد الجابر أن دولة الإمارات تتطلع قدماً لمواصلة تعزيز وتوثيق علاقات التعاون مع أصدقائها وحلفائها في الولايات المتحدة في المجالات كافة، بما يحقق تطلعات البلدين الصديقين وشعبيهما ووفقاً للمنافع المتبادلة والمصالح المشتركة. و«أدنوك» واحدة من 10 شركاء مؤسسين لـ «منتدى بلومبرج للاقتصاد الجديد»، الذي قام في العام 2018 بهدف المساهمة في إيجاد حلول للتحديات التي خلقها مرور الاقتصاد العالمي بمرحلة انتقالية تقودها قوى صاعدة، أبرزها الصين والهند، إضافة إلى أفريقيا والشرق الأوسط وأميركا اللاتينية. وينعقد المنتدى افتراضياً في الفترة من 16 إلى 19 نوفمبر الجاري.
مشاركة :