تعتزم شركة هواوي تكنولوجيز الصينية العملاقة، بيع وحدتها للهواتف الذكية منخفضة التكلفة هونر لكونسورتيوم، في محاولة للحفاظ على استمراريتها، حسبما أعلنت الشركة والكونسورتيوم أمس. وبحسب "رويترز"، تأتي الصفقة بعدما عرقلت العقوبات التي فرضتها الحكومة الأمريكية الإمدادات للشركة الصينية بذريعة تهديدها الأمن القومي، وهو ما تنفيه "هواوي". وأصدر الكونسورتيوم بيانا أمس، ليعلن عملية الشراء التي ستتم عبر شركة جديدة تحمل اسم شنتشن تشيشين نيو إنفورميشن تكنولوجي. وذكر البيان أن "هواوي" لن تحتفظ بأي أسهم في شركة هونر الجديدة بعد البيع. وفي بيان "هواوي"، قالت الشركة: "إن أنشطتها الاستهلاكية تعاني ضغطا هائلا بفعل نقص مستمر في العناصر التقنية في وحدتها للهواتف". ولم تعلن أي أرقام متصلة بالصفقة. وذكرت مصادر مطلعة أن القيود الحكومية الأمريكية أجبرت ثاني أكبر شركة مصنعة للهواتف الذكية في العالم، بعد سامسونج إلكترونيكس الكورية الجنوبية، على التركيز على سماعات الأذن المتطورة والأنشطة التي تستهدف الشركات. وقال أحد المصادر أمس، "إن الحكومة الأمريكية لن يكون لديها أي سبب لفرض عقوبات على هونر بعد انفصالها عن هواوي". وأضاف المصدر أن "هونر" ستبحث في المستقبل عن مزيد من شركاء الاستثمار مع إمكانية الإدراج في نهاية المطاف. كانت "رويترز" ذكرت هذا الشهر أن "هواوي" تجري محادثات لبيع "هونر" مقابل مائة مليار يوان "15.2 مليار دولار" إلى كونسورتيوم تقوده "ديجيتال تشاينا"، موزع السماعات، وحكومة شنتشن. وقال مصدر، "إن ديجيتال تشاينا لم تكن جزءا من المجموعة المشترية النهائية". وقال ويل وونج، المحلل في "آي.دي.سي"، "إن الصفقة ستساعد في الحفاظ على العلامة التجارية من الانهيار، فيما تتيح إمكانية إعادة شرائها مستقبلا". ووفقا لـ"الفرنسية"، اشترى ماركة "هونر" تحالف من 40 شركة يضم وكلاء وموزعين وشركات أخرى تتوقف حياتها على هذه العلامة التجارية، بحسب ما أعلنت "هواوي" والكونسورتيوم في بيانين منفصلين. وقالت "هواوي"، إحدى الشركات الثلاث الكبرى في العالم في مجال تصنيع الهواتف الذكية، "إن إنتاجها يتعرض لضغوط هائلة بسبب العقوبات التي فرضتها عليها الولايات المتحدة التي حالت دون حصولها على ما يكفي من المكونات الإلكترونية لتصنيع الهواتف المنخفضة التكلفة". وأوضحت "هواوي" في بيانها، أن "عملية البيع ستساعد بائعي هونر ومزوديها على تخطي هذا الوقت العصيب". و"هونر" العلامة التجارية التي تستهدف بشكل أساس الشباب وذوي الميزانيات المحدودة، تبيع وفقا لـ"هواوي" نحو 70 مليون هاتف سنويا. وشددت "هواوي" في بيانها على أنها بعد عملية البيع هذه، لم تعد تمتلك أي أسهم في شركتها السابقة، ولم تعد تشارك في إدارة الأعمال أو في صنع القرار في شركة هونر الجديدة. وبموجب العقوبات الأمريكية باتت "هواوي" ممنوعة من الحصول على التقنيات الأمريكية الأساسية لهواتفها. ومنذ أيلول (سبتمبر) لم تعد "هواوي" قادرة على تزويد أجهزتها المتطورة شرائح "كيري" الجديدة مثلا، ولا تملك القدرة على تصنيعها داخليا. كما أنها لم تعد قادرة على الوصول إلى تحديثات نظام أندرويد، وهو نظام التشغيل لمجموعة جوجل الأمريكية المهيمنة على الهواتف.