لم يأل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - جهداً في خدمة وطنه وأبناء شعبه في ظل ما يتمتع به من حكمة وحنكة ورؤية ثاقبة، فقد واصل مسيرة التطور والنمو والوصول بالمملكة إلى الريادة في المجالات كافة وبلادنا -ولله الحمد- تعيش في مرحلة جديدة واستثنائية في جميع المجالات. وتدفعنا هذه المناسبة إلى استحضار الرؤية الثاقبة والإستراتيجية الواضحة والطموحة في الإصلاح والتطوير والتجديد، ومحاربة الإرهاب والفساد، وإعادة بناء الدولة السعودية الحديثة على أسس عصرية والدفع بعجلة التنمية في كل المجالات التنموية والاقتصادية والعسكرية والأمنية والإنجازات العظيمة التي سيخلدها التاريخ، حيث أصدر - حفظه الله - العديد من القرارات والإصلاحات الحاسمة على الصعيدين الداخلي والخارجي. وتأتي مناسبة البيعة المباركة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - أيَّده الله - وبلادنا تنعم - ولله الحمد- بالرخاء والأمن والأمان والاستقرار والاطمئنان، يجتمع فيها المواطن مع القيادة في لُحمة وطنية صادقة يقف فيها أبناء الوطن صفاً واحداً خلف قيادتهم الرشيدة ضد المخاطر التي تحاك للنيل من الدين والوطن. تأتي هذه الذكرى لنتذكر جميعاً الجهود التي يقوم بها -رعاه الله- لدعم أبناء وبنات المملكة ليكونوا مشاركين وفق الرؤية الحكيمة التي أتاحت للشباب والشابات الحضور في خدمة الوطن عبر المجالات كافة. نتذكر في هذه الذكرى الحكيمة الجهود والمنجزات العظيمة التي تسابق الزمن والتي يقوم بها - حفظه الله - في سبيل الإصلاح الإداري والاقتصادي، الذي تشهده المؤسسات الحكومية، وكذلك مؤسسات القطاع الخاص.. وما القرارات الملكية المتوالية التي شاهدناها إلا مواصلة لما بدأ فيه عند توليه مقاليد الحكم من تقليل الإجراءات البيروقراطية وفتح الأبواب لجميع المواطنين، والعمل على إنجاز متطلباتهم دون توقف. لقد كان لاهتمام ملكنا المفدى -أيده الله- بمبدأ السلم والتعاون الدوليين، وما عقده من قمم عالمية وتحالفات إسلامية ودولية الأثر البالغ في تجنيب المنطقة والعالم ويلات الحروب والحزبية والطائفية وتأثير الجماعات والتيارات الإرهابية، ودعماً استثنائياً لقضية المسلمين الأولى فلسطين المباركة، فكانت ملامح السياسة الخارجية للمملكة انطلاقاً من حنكته وحكمته في صياغة القرارات وصناعة مواقفها وتكييف علاقاتها الخارجية وفقاً لما تقتضيه مصلحة الوطن، وإدراكاً منه لحجم المخاطر العاصفة التي تحيط ببلادنا وبالأمتين العربية والإسلامية، مما شكل إضافة إلى رصيد المملكة في السياسة الدولية ورفع اسهمها عالياً في المحافل العالمية. ولا شك أن لتلك الجهود أهمية بالغة في مواجهة المخاطر ومعالجة المشكلات على مختلف الصعد العربية والإسلامية والدولية. وستشهد الأيام المقبلة مزيداً من النجاحات والمكتسبات التي تعزز المكانة الكبيرة التي تحظى بها المملكة وقيادتها الرشيدة على المستويين الإسلامي والعالمي، وما يحظى به - حفظه الله - من احترام كبير في المحافل الدولية. نسأل الله أن يكتب التوفيق والسداد لولي أمرنا وقائد مسيرتنا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز, وأن يحفظ ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز, ونسأله سبحانه أن يمتعهما بالصحة والعافية وأن ويديم عليهما توفيقه وتسديده, ويديم على بلادنا نعمة الأمن والأمان إنه سميع مجيب.
مشاركة :