بعد سنوات من النزوح الصعب في مخيم الهول، الذي تشرف عليه قوات سوريا الديمقراطية (قسد) المدعومة من الولايات المتحدة الأمريكية في شمال شرق سوريا، يشعر النازحون بالسعادة الآن لأنهم باتوا قادرين على مغادرة هذا المخيم سيء السمعة والعودة إلى ديارهم. وكانت السورية خولة أحمد، البالغة من العمر (40 عاما) من بين دفعة قوامها حوالي 500 شخص كانوا على أهبة الاستعداد لمغادرة مخيم الهول في ريف محافظة الحسكة شمال شرق البلاد والعودة إلى منازلهم في ريف محافظة دير الزور الشرقي. وقالت المرأة الأربعينية، وهي ترتدي لباسا أسود اللون يغطي جسدها النحيل، لوكالة أنباء ((شينخوا)) إنها سعيدة بنهاية عذابها وألمها، حيث بدأت قوات سوريا الديمقراطية في إفراغ المخيم من سكانه، خاصة السوريين الراغبين في العودة إلى مناطقهم. وأضافت "نحن نعاني هنا منذ أربع سنوات من نقص الغذاء والدواء، ونفتقر إلى كل شيء. الآن بعد أن أصبح بإمكاننا المغادرة، سوف ندمر خيامنا ونغادر لأن الوضع هنا صعب للغاية". وتابعت قائلة "إذا وجدنا منزلنا سيكون هذا جيدًا، وإذا لم يكن كذلك، فسنبني منزلًا جديدًا من الحجر والطين ونعيش هناك. يمكننا أن نفعل أي شيء طالما أننا لسنا مضطرين لدفع المال لأننا لا نملكه". وفي المخيم، انشغل أشخاص آخرون بحزم أمتعتهم ووضعها في شاحنات ستقل العائلات المغادرة، بينما كان الأطفال يراقبونهم، وسط أجواء من الفرح بنهاية مأساتهم في المخيم الذي يفتقد لمعظم مستلزمات الحياة. وأقامت قوات سوريا الديمقراطية غرفة كبيرة داخل المخيم للأشخاص الراغبين في المغادرة لتسجيل أسمائهم وبياناتهم العائلية قبل المغادرة في إجراء روتيني. وكانت هذه الغرفة مزدحمة بالأشخاص، الذين قدموا معلوماتهم من أجل مغادرة المخيم. وقالت السورية فاطمة العبدالله الكسّار، وهي تبلغ من العمر (45 عاما)، إنها سعيدة لأنها ستتمكن أخيرًا من رؤية منزلها مرة أخرى. والكسار من من بلدة الطيانة في دير الزور الشرقي، وكان قد انتهى بها المطاف في مخيم الهول نتيجة الحرب. وأضافت الكسار، وهي تبتسم "ما زلت لا أصدق أنني سأعود إلى المنزل، وأرى الحي الذي أعيش فيه مرة أخرى. أشعر وكأنني مسافر للخارج وأعود الآن إلى الوطن، أشعر بالسعادة والارتياح بعد الألم والحزن". وقال الستيني حسام شلش إنه يعاني من نقص الأدوية في المخيم، معربا عن سعادته بعودته إلى منزله في بلدة الباغوز بريف دير الزور. وقال شلش، وهو يجلس على أمتعته "بيتي تضرر كثيرا، ونصفه مدمر بالكامل، لكنني سعيد بالعودة إلى منزلي وأرضي التي يبست بسبب الإهمال وغيابي عنها". وقال موظف علاقات عامة في المخيم ل(شينخوا) إن الأشخاص الذين يغادرون المعسكر سيذهبون إلى مناطقهم الأصلية التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية. وأوضح أن المغادرين إلى دير الزور يشكلون الدفعة الخامسة من المغادرين للمخيم حتى الآن. ولفت إلى أن "هذه الرحلة للعائلات من محافظة دير الزور والبالغ عددهم حوالي 515 فردا يشكلون 120 عائلة تعود إلى مناطقها في دير الزور". وأنشئ مخيم الهول الواقع على الأطراف الجنوبية لمدينة الهول بريف الحسكة للاجئين العراقيين في أوائل عام 1991 أثناء حرب الخليج، وأعيد افتتاحه لاحقًا بعد غزو العراق عام 2003. وفي بداية عام 2019، كان المخيم يقطنه نحو 10 آلاف شخص، لكن حجمه زاد بشكل كبير مع انهيار تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) خلال المعارك مع قوات سوريا الديمقراطية في شمال شرق سوريا.وبحلول أبريل 2019، قدر عدد سكان المخيم بحوالي 74000 نسمة. وعانى سكان مخيم الهول من أوضاع إنسانية وصحية سيئة بسبب الحرب، واتهمت الحكومة السورية على الدوام القوات الأمريكية بعرقلة وصول المساعدات الإنسانية إلى المخيم المكتظ بالنازحين.
مشاركة :