عدّ رئيس مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية رئيس مجموعة تواصل العلوم (S20) الدكتور أنس بن فارس الفارس، استضافة المملكة العربية السعودية لمنتدى قادة مجموعة العشرين (G20) حدثاً مهماً من عدة جوانب اقتصادية، وسياسية، واجتماعية، وفرصة للمملكة لترك بصمة قيادية في موضوعات الحوار المطروحة خصوصاً في الوضع الراهن.وأوضح الدكتور الفارس في تصريح لوكالة الأنباء السعودية بمناسبة رئاسة واستضافة المملكة قمة قادة مجموعة العشرين (G20)، أن مجموعة العلوم التي تمثلها الأكاديميات الوطنية للعلوم في دول مجموعة العشرين، تهدف إلى طرح أبرز القضايا العلمية الملحة التي قد تُحدث زعزعة وتأثيرات اجتماعية أو اقتصادية أو سياسية، وتتطلب استجابة سريعة من صناع القرار وذلك من خلال تبني سياسات وحلول لتحييد أي آثار سلبية وتعظيم الآثار الإيجابية، مبيناً أن المجموعة ركزت هذا العام على إبراز وتعزيز دور العلوم في تخطي التحولات الحرجة، خصوصاً التي نشهدها حالياً مع جائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيدـ19)، كما ركزت على أهمية استبصار المستقبل وتبني نظرات بعيدة المدى في ثلاثة مجالات حيوية، هي الصحة المستقبلية والاقتصاد الدائري والثورة الرقمية.وقال: “حرصت المجموعة منذ بداية رئاسة المملكة وقبل الجائحة على تبني موضوع استبصار المستقبل، المستند على أسس وبيانات علمية منهجية محكمة، ولكن بعد الجائحة تجلت أهمية الموضوع وحرصنا على تعزيز الحوار في مجموعات العمل ليضم الجائحة كمثال حي على التحولات الحرجة التي تناقشها المجموعة، ونعيش اليوم في عالم مترابط ومتداخل، ومعقد، فالآثار الناجمة عن أي تغير أو حدث معين في مكان ما في العالم قد يكون لها انعكاسات غير مباشرة وغير متوقعة على عدة أصعدة وفي أماكن مختلفة حول العالم، مثل الزعزعة التي عاشها العالم إثر جائحة فيروس كورونا المستجد، فالجائحة ليست معضلة صحية فقط بل أثرها طال النظم الاجتماعية والاقتصادية والسياسية حول العالم، وتجعلنا نتساءل ما مدى استعدادنا للمستقبل”.وتناول الفارس التحولات التي ركزت عليها مجموعة العلوم وهي التحولات البيئية المتمثلة في التغير المناخي، والتلوث، واستنفاذ المصادر، وانحسار وفقدان التنوع البيولوجي، وكذلك التحولات السكانية، المتمثلة بالهجرة، وانخفاض معدل المواليد، والشيخوخة السكانية، والتمدين والتوسع الحضري، وتزايد الفجوة الرقمية حيث لا تزال هناك صعوبة تواجه سكان مناطق كثيرة في العالم في الوصول للتقنيات الرقمية والإنترنت، بالإضافة إلى تزايد الأمراض المعدية المستجدة، وتسارع وتيرة التطور التقني التي تحتم على صناع القرار المسارعة في مواكبة هذه التطورات، ولا يزال هناك تحديات قائمة تصعب من مواجهة هذه التحولات وهي تحديات مؤسسية وتقنية وأخلاقية وسياسية ومالية.وبين الفارس أن مجموعة العلوم شكلت لجنة توجيهية مكونة من أبرز الجامعات البحثية السعودية بالاضافة إلى مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، مبينًا أن اللجنة أسهمت في النقاشات الأولية لتحديد موضوع مجموعة العلوم لهذا العام كما أسهمت في استضافة سلسلة من الندوات المتخصصة حول مواضيع المجموعة الحيوية، مفيداً أن مجموعة العلوم كونت أربع فرق عمل شارك بها 180 عالماً من مختلف دول مجموعة العشرين، تمحورت نقاشاتهم حول أربعة مجالات حيوية هي الصحة المستقبلية والاقتصاد الدائري والثورة الرقمية واستبصار المستقبل.وأفاد أن القمة الافتراضية لمجموعة العلوم التي حضرها وزراء من المملكة العربية السعودية، ورؤساء وممثلي الأكاديميات الوطنية للعلوم في دول مجموعة العشرين، وعدد من المنظمات العلمية الدولية، تضمنت كلمات لوزراء سعوديون أيدوا فيها أعمال مجموعة العلوم وأشادوا بالتوصيات المقدمة منوهين بدور المملكة في دعم العلوم، بالإضافة إلى كلمات للفائزين بجائزة نوبل وقادة من أبرز مراكز الأبحاث حول العالم، وتحدثوا في مداخلاتهم عن مستقبل الصحة وعن الاقتصاد الدائري وعن الثورة الرقمية وعن أهمية استبصار المستقبل وتبني الرؤى المستقبلية المبنية على أسس علمية محكمة، مستعرضًا اجتماعهم المغلق الخاص بأكاديميات علوم مجموعة العشرين، وتحدثوا فيه عن خططهم لتفعيل ما اتفقت عليه المجموعة في بيانها الختامي، وعن دعمهم لأعمال المجموعة وإسهامهم في تقديم البيان الختامي لمجموعة العلوم ورفعه لقيادات حكوماتهم.وأوضح الفارس أن البيان الختامي لمجموعة العلوم الذي تسلمه نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود ـ حفظه الله ـ معالي وزير الصحة الدكتور توفيق الربيعة، تضمن عشر توصيات أبرزها أن المجموعة دعت إلى إجراء تحول في أبحاث استبصار المستقبل، من خلال تطويرها وتعزيزها لتبنى على أسس علمية تواكب التطورات الحديثة في علوم الترابط، والنظم المركبة في التخصصات والمجالات المختلفة التي تسخر الذكاء الاصطناعي، وعلوم النظم المركبة، والحوسبة المتقدمة (مثل الحوسبة الكمية).وأفاد أن المجموعة دعت إلى إنشاء منصة يتم على أساسها تنفيذ وتعزيز التعاون الدولي وبناء الثقة في أبحاث وأنشطة استبصار المستقبل، وتشجيع المنظمات الدولية (مثل الأمم المتحدة) على إنشاء مركز عالمي لتبادل المعلومات ومنصة لتبادل المعرفة، لتعزيز أبحاث استبصار المستقبل.واختتم رئيس مجموعة العلوم تصريحه لـ (واس) قائلاً: “يتعين على المجتمع العلمي زيادة جهوده في المشاركة بفعالية مع صانعي القرار لتحديد المصالح المشتركة بوضوح وضمان اعتماد سياسات قائمة على العلوم ومستعدة للمستقبل، والانخراط بشكل هادف في الحوار مع الجمهور لرفع مستوى الوعي والفهم للعلوم والتقنية”.
مشاركة :