ضربة موجعة وجهها محلل الشؤون الفلسطينية في هيئة البث الإسرائيلي العام، غال بيرجر، للسلطة الفلسطينية، التي أعلنت مؤخرا عودة التنسيق الأمني مع الاحتلال، بتأكيده أن التنسيق مستمر ولم يتوقف للحظة، بل تم إخفاء مستوياته فقط ميدانيا، أما مستوى كبار المسؤولين فلم يتوقف مسؤول الشؤون المدنية حسين الشيخ عن اتصالاته مع المنسق الإسرائيلي “كميل أبو ركن”، كما لم يتوقف مسؤول المخابرات الفلسطينية ماجد فرج عن اتصالاته مع رئيس الشاباك نداف أرغمان، على حد قول المحلل. وشهدت الأوساط الفلسطينية مؤخرا، جدلا كبيرا إثر الإعلان عن عودة التنسيق الأمني مع دولة الاحتلال، وعبرت الفصائل الفلسطينية عن رفضها قرار السلطة، مؤكدة أنه يمثل “ضربة في مقتل” بالنسبة لمحاولات الوحدة ولم الشمل. حسين الشيخ، عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، ووزير الشؤون المدنية، أعلن يوم أمس الثلاثاء، عودة مسار العلاقة مع إسرائيل، بعد وصول رسائل مكتوبة وشفوية بالتزام الأخيرة بالاتفاقيات الموقعة مع السلطة. وقال الشيخ في تغريدة عبر تويتر، “على ضوء الاتصالات، التي قام بها الرئيس محمود عباس، بشأن التزام إسرائيل بالاتفاقيات الموقعه معنا، واستنادا إلى ما وردنا من رسائل رسمية مكتوبة وشفوية بما يؤكد التزام إسرائيل بذلك، وعليه سيعود مسار العلاقة مع إسرائيل كما كان”. وفي 19 مايو/آيار الماضي، قال الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، إن منظمة التحرير ودولة فلسطين قد أصبحتا في حِل من جميع الاتفاقات والتفاهمات مع الحكومتين الأمريكية والإسرائيلية، ومن جميع الالتزامات المترتبة عليها، بما فيها الأمنية احتجاجا على التهديدات الإسرائيلية بضم أجزاء من الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967. ملامح المرحلة المقبلة وفي حديث لتلفزيون فلسطين الرسمي، كشف الشيخ، يوم أمس الثلاثاء، ملامح المرحلة المقبلة بالنسبة للوضع الفلسطيني في أعقاب إعلانه السابق حول استئناف الاتصالات مع الاحتلال الإسرائيلي، بعد تسلم القيادة كتابا رسميا من الحكومة الإسرائيلية يؤكد التزامها بالاتفاقيات الموقعة، وقال إن القيادة ستعمل على إنهاء مرحلة كبيرة من الألم ومن الضغط والحصار الذي تعرضت له إلى جانب الشعب الفلسطيني. وأوضح أنه سيتم العمل من أجل إعادة المسار السياسي وفق ركيزة الاتفاقيات الموقعة، خاصةً بعد قدوم إدارة أمريكية جديدة، مشيرا إلى أن القيادة تأخذ بالبرنامج الانتخابي لإدارة جو بايدن والذي تحدث عن عدم التزامهم بصفقة القرن، وإعادة فتح مكاتب منظمة التحرير ودعم الأونروا وغيرها من القرارات التي يمكن البناء عليها من أجل إعادة العلاقات مع هذه الإدارة. ورجح الشيخ أن تتجه الإدارة الأمريكية الجديدة لفتح الطريق أمام مسار سياسي جديد، معتبرا أن ما جرى يمثل انتصارًا للشعب الفلسطيني، الذي تحمل الكثير في السنوات الأخيرة والأشهر الأخيرة، خاصة بعد أن تحمل الحصار والجوع والفقر والمرض وكل شيء في سبيل الدفاع عن موقفه الوطني الكبير، وأكد الشيخ على أن الشعب الفلسطيني نجح في إسقاط صفقة القرن. إدانات كبيرة واجهت خطوة السلطة الفلسطينية إدانات كبيرة من الفصائل، على رأسها التيار الإصلاحي الديمقراطي في حركة فتح، الذي وصف قرار استئناف العلاقة مع دولة الاحتلال بالانقلاب على قرارات المجلسين الوطني والمركزي. واعتبر التيار الإصلاحي أن القرار يمثل ارتدادا عن مخرجات اجتماع “الأمناء العامين” للفصائل الفلسطينية، وأنه يُجهز على فرصة الحوار بما يعني استدامة الانقسام والفشل في تحقيق الوحدة الوطنية. ودعا التيار جميع القوى والشخصيات الوطنية إلى التداعي فوراً للرد على ما وصفها بالنكسة السياسية الجديدة وإلى تشكيل جبهة وطنية قادرة على حماية قرارات المؤسسات الوطنية. استخفاف بالمؤسسات الفلسطينية وليد العوض، عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني، قال إن الإعلان عن إعادة مسار العلاقة مع إسرائيل، كما كانت عليه الحال قبل 19/5/2020، في ظل استمرار الممارسات الاستيطانية العدوانية، يمثل استخفافا مرفوضا بجميع المؤسسات الفلسطينية، خاصة اللجنة التنفيذية واجتماع القيادة التي اتخذت قرارات التحلل من كل الاتفاقات مع دولة الاحتلال. طعنة للجهود الوطنية بدورها، استنكرت حركة حماس قرار السلطة الفلسطينية الذي ضربت من خلاله عرض الحائط بكل القيم والمبادئ الوطنية ومخرجات الاجتماع التاريخي للأمناء العامين للفصائل الفلسطينية. وقالت حماس في تصريح صحفي، إن “هذا القرار يمثل طعنة للجهود الوطنية نحو بناء شراكة وطنية، واستراتيجية نضالية لمواجهة الاحتلال والضم والتطبيع وصفقة القرن، مضيفة “أن القرار يأتي في ظل الإعلان عن آلاف الوحدات السكنية الاستيطانية في مدينة القدس المحتلة”. وطالبت حركة حماس السلطة الفلسطينية بالتراجع فورا عن هذا القرار، و”ترك المراهنة على بايدن وغيره، فلن يحرر الأرض، ويحمي الحقوق، ويطرد الاحتلال إلا وحدة وطنية حقيقية مبنية على برنامج وطني شامل ينطلق من استراتيجية المواجهة مع الاحتلال”، بحسب البيان. انقلاب على كل مساعي الشراكة الوطنية من جهتها، قالت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، إن القرار يمثل انقلابا على كل مساعي الشراكة الوطنية وتحالفا مع الاحتلال بدلا من التحالف الوطني، وهو خروج على مقررات الإجماع الوطني ومخرجات اجتماع الأمناء العامين للفصائل وتعطيل لجهود تحقيق المصالحة الداخلية. ودعت الجهاد إلى الاصطفاف الوطني والتمسك بالثوابت وبحق المقاومة ورفض كل أشكال العلاقة مع الاحتلال وتجريمها وكل من يشارك فيها، كما دعت الحركة كل الوطنيين الأحرار لإعلان رفضهم هذه “الردة” الجديدة، وتجريم كل أشكال العلاقة مع الاحتلال. كما رفضت حركة المبادرة الوطنية الفلسطينية إعادة التنسيق الأمني مع حكومة الاحتلال والاستيطان الإسرائيلية. صفقة القرن ما زالت قائمة وأكدت حركة المبادرة أن مخطط صفقة القرن لتصفية القضية الفلسطينية ما زال قائما ومخاطره واضحة لأن صاحبه الحقيقي هو نتنياهو والحركة الصهيونية التي صعدت الاستيطان والاعتقالات والقمع ضد الشعب الفلسطيني بشكل غير مسبوق في الفترة الحالية. وحذرت المبادرة من الانعكاسات السلبية لإعادة العلاقات مع إسرائيل والعودة للتمسك بالاتفاقيات معها على جهود المصالحة والوحدة الوطنية. تفجير لجهود المصالحة من جانبها، اعتبرت الجبهة الشعبية إعلان السلطة نسفا لقرارات المجلسين الوطني والمركزي بالتحلّل من الاتفاقيات الموقّعة معها، ولنتائج اجتماع الأمناء العامين الذي عُقد مُؤخرًا في بيروت، وتفجيرا لجهود المصالحة التي أجمعت القوى على أنّ أهم متطلباتها يكمن في الأساس السياسي النقيض لاتفاقات أوسلو. ورأت الجبهة أنّ تبرير السلطة قرارها بعودة العلاقات مع الاحتلال ما هو إلّا تبرير للعجز والاستسلام أمام الاحتلال، الذي لم يحترم أو يلتزم بأيٍ من الاتفاقات معه رغم كل ما حققته له من اعتراف ومكاسب استراتيجيّة، ولم تتوقّف سياسته في تعميق احتلاله الاستعماري للأراضي الفلسطينيّة، وبضمنها سياسة الضم التي كان أحدث تجلياتها الإعلان عن بناء آلاف الوحدات السكنية الاستيطانية، وشق الطرق التي تفصل مدينة القدس عن محيطها الفلسطيني، وتكرّس المعازل بين المدن والقرى الفلسطينيّة. ودعت جميع القوى، والنقابات، ومنظمات المجتمع وقطاعات الشعب الفلسطيني بالتصدي لقرار السلطة، ولسياسة التفرّد التي تُدير الظهر للمؤسسات الوطنيّة، ولموقف القوى السياسيّة والمجتمعيّة التي أجمعت على ضرورة اشتقاق مسار سياسي كفاحي بعيدًا عن الاتفاقيات الموقّعة، ويُعيد للصراع طابعه مع الاحتلال، ويفتح على مقاومته بكل الوسائل والأشكال، وإقرار الشراكة سبيلاً في إدارة الصراع معه. إسرائيل لم تتعهد إلغاء الضم وفيما يتعلق بحقيقة إعلان الشيخ عن حصول السلطة على رسالة رسمية من “أبو ركن” تتعهد فيه “إسرائيل” باحترام الاتفاقيات وإلغاء الضم، أوضح غال بيرجر، أن الكتاب بعيد كل البعد عن هكذا شرط وضعته السلطة منذ أشهر لاستئناف التنسيق الأمني. وبين بيرجر، في مقالته التي اطلعت عليها وترجمتها وكالة “صفا”، أن أبو ركن بذل جهودا كبيرة مؤخرا ليقدم سلما للسلطة تنزل عبره من على الشجرة التي صعدت عليها منذ مايو/أيار الماضي ونجح في نهاية المطاف بإقناعها بأنه من الأفضل لها التوقف عن “حردها” غير المجدي والعودة للطريق. وقال إن السلطة طلبت الشهر الماضي تعهدًا إسرائيليًا بالالتزام بالاتفاقيات المتبادلة عبر كتاب رسمي موقع من رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو ووزير جيشه بيني جانتس ووزير خارجيته جابي أشكنازي. واستدرك: “إلا أن أبو ركن نجح بإقناع السلطة بالتخلي عن المطلب، وأنه وبدلًا من توقيع نتنياهو فسيوقع هو على الكتاب، وأنه يمثل جهة إسرائيلية رسمية”. أما فيما يتعلق بمسألة وجود تصريح إسرائيلي بعدم وجود ضم فلم تعد شرطًا لنزول السلطة عن السلم، يقول بيرجر، لافتًا إلى أن السلطة فهمت بأنه من غير الملح الإصرار على شيء لم يعد قائمًا، وأن الضم لن يتم خلال فترة ولاية الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن. ويسرد ما قال إنها تفاصيل ما جرى قبيل إعلان الشيخ مساء أمس عن عودة العلاقات مع “إسرائيل”، ليقول إن الشيخ حصل على عرض أبو ركن بحصول السلطة على كتاب موقع بيده بدلًا من المستوى السياسي الإسرائيلي فذهب ليستشير عباس بالأمر وعاد برد إيجابي وتكللت الخطوة بالنجاح. وأكمل “فيما بعد أصدر أبو ركن كتابًا موقعًا بيده باللغة الإنجليزية وأرسله للشيخ، ووجدت فيه السلطة سلم النزول عن الشجرة”. ونبه “بيرجر” إلى أن الكتاب كان أقرب إلى كتاب استسلام من الفلسطينيين وبعيدًا كل البعد عن الصيغة التي أرادوا الحصول عليها. وجاء في الكتاب ما نصه “إسرائيل صرحت بالماضي بأن الاتفاقيات الثنائية ما زالت تشكل الإطار القانوني المنظم لعمل الجانبين فيما يتعلق بالمسائل المالية ومسائل أخرى، وبناءً عليه واستنادًا للاتفاقيات فإسرائيل تواصل جباية أموال الضرائب للسلطة الفلسطينية، وللأسف فالسلطة هي من ترفض الحصول عليها من إسرائيل”. ضوء أخضر من عباس واستطرد “بيرجر” أنه وفي “أعقاب وصول الكتاب لمكتب الشيخ، فإنه حظي بالضوء الأخضر من عباس وأعلنت السلطة عن استئناف علاقاتها مع إسرائيل”. وأشار إلى أن الشيخ كتب تغريدة على تويتر بأن العلاقات ستعود إلى سابق عهدها بعد تعهد إسرائيلي بالالتزام بالاتفاقيات الموقعة. وفق ترجمة وكالة صفا. الشيخ يتفاخر وفيما بعد، وفقًا لبيرجر، تفاخر الشيخ على التلفزيون الفلسطيني الرسمي بأنه حقق انتصارًا وحصل على الكتاب الأول الذي تحصل عليه السلطة منذ تولي نتنياهو مقاليد الحكم قبل 10 سنوات. وفند الكاتب الإسرائيلي هكذا تصريحات، وقال إن “إسرائيل لم تصرح يومًا بأنها غير ملتزمة بالاتفاقيات، وبالتالي فلا يوجد ما يدعو للتباهي بتحقيق النصر. وأكد أن هذا لم يكن كتاب القرن الذي سيكون بديلاً عن صفقة القرن، لكن بالمحصلة تم تقديم السلم للسلطة التي سارعت بالنزول عليه إلى أرض الواقع ولم تتردد للحظة واحدة للنزول. وفق الكاتب. وتوقع “بيرجر” عقد لقاء على مستوى رفيع بين الجانبين برئاسة المنسق والشيخ، بغية تحويل أموال الضرائب تدريجيًا إلى رام الله والتي بلغت 3 مليار شيقل، وسيعود التنسيق الأمني إلى سابق عهده. صفعة للرجوب وفيما يتعلق بجهود عضو مركزية فتح، جبريل الرجوب، للمصالحة مع حركة حماس، قال “بيرجر” ونقلًا عن مراقبين إن “الأول وقع في فخ نصبته له دائرة تحيط بعباس خلال موجة غضب من خطوات إسرائيل خلال شهر أيار الماضي”. وأضاف أن “السلطة كانت تهدف لاستخدام حماس بمعرض تهديد إسرائيل والولايات المتحدة والمجتمع الدولي وأوروبا، إذ أراد عباس إرسال الرسالة بأنه إذا لم يحصل على طلبه فلديه المزيد من الخيارات، وهي التصالح مع حماس”. وشدد “بيرجر” على أن عباس لم يكن يرغب في الحقيقة بالتصالح مع حماس، إذ حصل الرجوب على تفويض من عباس بإجراء لقاءات مع قادة حماس. الرجوب ذهب إلى آخر الطريق وقال: “لم يضيع الرجوب الوقت وذهب بهذا الطريق حتى النهاية”، مشيرًا إلى أن الرجوب حظي بتفويض واحد من عباس، لكنه ذهب بهذا الخصوص إلى أكثر من ذلك. فيما كان ينوي الرجوب، وفق بيرجر، الإعلان الساعة الثامنة مساءً وبلقاء تليفزيوني عن اتفاقيات وقعها مع حماس، إلا أن القيادي في فتح عزام الأحمد حرق اللقاء وسرب أمر الاتفاقيات. وأوضح أن “الدائرة المحيطة بعباس ومنهم الشيخ وماجد فرج لم يرق لهم مستوى التقدم بمساعي المصالحة، إذ يصنفان ضمن المعسكر المناوئ للرجوب بهرم القيادة بإطار صراع ما بعد عباس”، وفق تعبيره. وأشار إلى أن الاثنين خشيا من تحقيق الرجوب مزيدًا من النجاحات، وبالتالي تدهور الأمور لانتخابات لا يرغبون بها قد تدفع نحوها حماس. وأكد أنه وبالتزامن مع لقاءات يجريها الرجوب بالقاهرة مع قادة حماس برعاية المخابرات المصرية خرج بيان من رام الله باستئناف العلاقات مع “إسرائيل”، وردت حماس والجهاد الإسلامي بغضب على البيان لأنهم يعلمون بأنه ينهي طريق المصالحة، بحسب الكاتب. تشكيك وشكك “بيرجر” بتوقيت الإعلان بالتزامن مع محادثات القاهرة، قائلًا: “ليس مؤكدًا بأنه كان مجرد صدفة، يمكن أن أحدهم أراد إحراج الرجوب الذي هرول نحو المصالحة مع حماس في وقت كان لدى عباس ودائرته المقربة خطة أخرى”. واستطرد “يعرف كل ذي عقل سليم بأن عباس يفضل استئناف العلاقات مع إسرائيل والعودة للمفاوضات معها على المصالحة مع حماس، وكل عاقل يعرف بأنه انتظر فقط فوز جو بايدن بالانتخابات الأمريكية للتخلي عن أي فرصة للتصالح مع حماس”. وأردف: “هناك من يستغرب كيف لم يفهم الرجوب بأن محيط عباس سيسعى بكل قوته لاستغلال أي فرصة ليسلبه أي إنجاز بإطار الصراع على مرحلة ما بعد عباس، وأنهم لن يسمحوا له بإظهار نفسه بمظهر الشخصية التي وحدت الشعب الفلسطيني المنقسم منذ 13عامًا”. عباس يختار إسرائيل وبايدن واختتم “بيرجر” مقالته بقوله: “حدد عباس هذا المساء خياراته وأرسل الرسالة لحماس بأنها ليست من ضمن خياراته فقد اختار إسرائيل وبايدن والآن على حماس الانتظار”. وقال “أما لمرحلة ما بعد عباس أو حتى اليوم الذي قد يطلب فيها بايدن إجراء انتخابات تشريعية جديدة، وأيضًا يتوجب على الرجوب الانتظار هو الآخر”.
مشاركة :